قضى بحرمة صور اللاعبين والفنانين وأيد إضراب المعلمين
الصدر قدم مشروعا لنزع السلاح في البصرة وحصره بالدولة
أسامة مهدي من لندن :
قدم رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر الذي يقود جيش المهدي الى قيادات القوات الامنية والرسمية في المحافظة مشروعا لانهاء المظاهر المسلحة في مدينة البصرة الجنوبية اطلق عليه quot;الامن والسلامquot; يستهدف جعلها منزوعة من السلاح الذي سيحصر بيد الدولة .. بينما اصدر الصدر من جانب اخر بيانا اعترض فيه على قرار لوزارة التعليم العالي يحظر المظاهر والممارسات quot;الطائفية والعرقيةquot; في الجامعات ومنها تعليق صور رجال الدين الكبار وقضى بحرمة تعليق صور الفنانين واللاعبين مؤيدا اضراب المعلمين الذين يطالبون بزيادة مرتباتهم .
ففي مدينة البصرة (550 كيلومترا جنوب بغداد) حمل ممثل التيار الصدري الشيخ مهند العزاوي اليوم مشروع الصدر الى قائد غرفة عمليات امن المحافظة الفريق موحان حافظ ومحافظها محمد مصبح الوائلي اطلق عليه مبادرة quot;الامن والسلامquot; تقضي بالتزام التيار الصدري بالعمل على إنهاء المظاهر المسلحة في المحافظة التي تعد ثاني اكبر محافظات البلاد ويسكنها مليونا نسمة والتعاون مع القوى السياسية واجهزة الامن لتحقيق ذلك. وجاء طرح المشروع المبادرة هذا بعد ثلاثة ايام من تسلم القوات العراقية من البريطانية المسؤوليات الامنية في البصرة بعد اكثر من ثلاث سنوات من الوجود البريطاني فيها بقوات وصل عددها الى 5 الاف و500 عسكري انسحب معظمهم منها خلال الاشهر الاخيرة وتمركز الباقون في القاعدة البريطانية في مطار البصرة الذي يبعد عن المدينة بخمسة عشر كيلومترا .
وقال الشيخ العزاوي ممثل الصدر خلال مؤتمر صحافي مشترك انه اصبح من اللازم بعد خروج قوات الاحتلال من المدينة حصر السلاح بيد الدولة وقواتها الامنية من اجل منع اي ممارسات خارجة على القانون . واشار الى ان المقاومة بالسلاح ضد الاحتلال قد انتهت في المدينة بعد انسحاب القوات الاجنبية موضحا ان العمل المقاوم سيتحول الى نشاط سياسي واداري وجماهيري وشعبي . وعن خطط التيار الصدري بالنسبة إلى جيش المهدي مع اقتراب نهاية الاشهر الستة التي تم تجميد نشاطه خلالها اشار ممثل التيار الصدري الى ان هناك برنامجا معدا بهذا الخصوص سيعلن عنه في وقته وظروفه من دون اعطاء توضيحات اخرى . ودعا الأحزاب والفصائل السياسية في البصرة الى السعي لحصر السلاح بيد الدولة لحماية أبناء الشعب وقال ان عليها أن تتعاون وتؤازر القوات الأمنية في البصرة لتحقيق إنجاح عملية تسلم الملف الأمني من القوات البريطانية . وأضاف أن quot;مبادرة السيد مقتدى الصدر التي حملناها إلى السلطات المدنية والعسكرية في البصرة تتضمن استعدادنا للتعاون مع رجال الشرطة والجيش لفرض الأمن والاستقرار من اجل أن يحل السلام في المدينة .
ومن جهته قال الفريق موحان حافظ قائد غرفة عمليات امن البصرة ان توقيع ممثلي التيار الصدري على هذا الاتفاق سيساعد على تحقيق الامن والاستقرار في المحافظة . واكد العمل على وضع السلاح بيد الدولة وحدها ومنع المظاهر المسلحة في الشوارع . واوضح ان القوات العراقية بدأت اثر استلامها للامن في المحافظة الاحد خطة جديدة للانتقال من عمليات بسط الامن في مدينة البصرة المركز الى اطراف المحافظة ونواحيها من اجل فرض الاستقرار والامن فيها وحفظ امن الحدود ومراقبة منافذها اضافة الى العمل على حل المشاكل بين العشائر .
واقر قائد امن البصرة الفريق موحان بخروقات مسلحة عديدة اتخذت طابعا حكوميا من خلال استخدام مسلحي الاحزاب لسيارات الدولة واسلحتها في ارتكاب اعمال جرمية مؤكدا ان العمل قد بدأ لاستعادة ممتلكات الدولة هذه . واضاف ان هذا الاجراء يترافق مع عمليات جمع الاسلحة من الشوارع وإنهاء المظاهر المسلحة فيها وحصر السلاح بيد الدولة وقواتها الامنية .
اما محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي فقد اكد ان مبادرة الصدر ستكون خطوة فعالة نحو الاستقرار في المدينة . واشار الى ان هناك خطوات سيجري تنفيذها لاستقرار الأوضاع في البصرة في مقدمتها وضع آلية لسحب الأسلحة من الشارع من خلال التطبيق الحازم للقانون، والمباشرة بتنفيذ حملة إعمار واسعة للقضاء على البطالة . واوضح ان اتفاقا مبدئيا قد تممع الحكومة المركزية لتحويل القصور الرئاسية في البصرة إلى أماكن سياحية وترفيهية اضافة الى بناء متحف فيها.
ويأتي توقيع هذا الاتفاق بعد يوم واحد من وصف قائد شرطة البصرة اللواء الركن جليل خلف الوضع في المدينة بانها خاضعة لسيطرة ميليشيات تمتلك من السلاح والقوة ما يمكنها من دحر قوات الأمن العراقية بسهولة ومن الوحشية ما يجعلها تجز رؤوس النساء اللاتي تعتبرهن غير مسلمات بما فيه الكفاية
وقال خلف في مقابلة مع صحيفة quot;الغارديانquot; اللندنية ان القوات البريطانية تركته يتعامل مع الميليشيات والعصابات متهماً القوات البريطانية بالتسبب في quot;الأذى المتعمدquot; حسب تعبيره بعد مغادرتها البصرة. واعتبر أن الميليشيات مسلحة أفضل من رجاله وأن المشكلة الرئيسة التي تواجهها قوات الأمن العراقية الآن هيquot;العمل على استعادة البصرة من أيدي هذه الميليشياتquot; مناشداً القوات البريطانيةquot;مساعدته في تحقيق ذلكquot; . وأضاف قائلا quot;نحتاج إلى مساعدة القوات البريطانية أيضاً لمراقبة حدودنا البحرية والأرضية ونحتاج إلى معلوماتهم الإستخباراتية ودعمهم الجوي والاستمرار في تدريب الشرطة العراقيةquot;.
وتأـي هذه التطورات وسط توقع مصادر عراقية بان يفتح الانسحاب البريطاني المجال للصراع بين قوى محلية في المحافظة تتمثل في احزاب شيعية بارزة خاصة وانه ادى خلال الاشهر الماضية الى تصاعد اعمال العنف هناك.
ويرتبط محافظ البصرة محمد الوائلي بحزب الفضيلة الشيعي لكن الحزبين الشيعيين البارزين هناك هما المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم والتيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر. وفي ظل التركيبة الحالية لا يثق حزب الفضيلة والتيار الصدري بحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي تعول على المجلس الاعلى الاسلامي وخصوصا انه يسيطر على سبع من اصل تسع محافظات في جنوب العراق. وتعد السيطرة على نفط البصرة سبيلا للسيطرة على المحافظة التي تنتشر فيها حقول نفطية واسعة تساهم في تأمين مليارات الدولارات لدعم المداخيل الحكومية.
وتسعى القوى الشيعية الثلاث في البصرة الى فرض السيطرة كل في مضماره بحيث يمسك حزب الفضيلة بالإجراءات الامنية الخاصة بشركة نفط الجنوب فيما يفرض المجلس الاعلى سيطرته على القوى الامنية في موازاة وجود فاعل لجيش المهدي الميليشيا التابعة للتيار الصدري.
الصدر يحرم صور اللاعبين والفنانين ويجيزها للعلماء ويؤيد اضراب المعلمين
اعترض رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر على قرار رسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بمنع الدعاية لاي حزب او جهة دينية او عرقية او طائفية او قومية من خلال تعليق الصور واللافتات واقامة الندوات في مؤسسات الوزارة وجامعاتها معتبرا ذلك خضوعا من الحكومة لمخططات الغرب التي تريد محو الاسلام من الجامعات مجيزا رفع صور رجال الدين ومحرما صور اللاعبين والفنانين .. وايد الاضراب الذي شنه المعلمون العراقيون الاحد مطالبين بزيادة مرتباتهم .
وقال الصدر مخاطبا طلبة جامعة الكوفة (180 كم جنوب بغداد) ردا على سؤال وجهوه اليه عن قرار وزارة التعليم العالي بمنع تعليق صور المراجع في اقسام سكنهم الداخلي من دون شمول ذلك الفنانين واللاعبين وتهديد المخالفين بالطرد من الجامعة .. قال إن العراقيين في حالة معركة ثقافية كبرى بين الاسلام والغرب quot;الذي لايزال يبث افكاره ويدس سمه في طيات اسلامنا الحبيب والكثير عنه غافلون .. فحصنوا انفسكم بالايمان اولا وبالعلم ثانيا حتى تكونوا
درعا حصينا لقلاع الاسلام وبلدانه وشعوبهquot; . واضاف ان تعليق صور المراجع والعلماء والشهداء في الاقسام الداخلية ليس فيه مضرة او اشكال ابدا . ودعا المسؤولين الى quot;عدم السير خلف مخططات الغرب التي تريد محو الاسلام من جامعاتناquot; .
وطالب الصدر الطلبة بعدم الانصياع الى تعليمات المنع هذه قائلا quot;لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فالطاعة هي ان يكون مراجعنا وشهداؤنا وسام شرف لنا في الدنيا وفي الاخرة وكذا تعليق صورهم والتفاخر بهم على الغرب وافكارهquot;. واشار الى ان قرار وزارة التعليم العالي هذا quot;قد ذكرني بالقرارات التي كانت تصدر في زمن الهدام (صدام حسين الرئيس العراقي السابق) والتي كانت تمنع الاخوة والاخوات في الجامعات من القيام بشعائرهم الدينية والثقافية على حد سواء الا ما كان في صالحهمquot; .
وقال quot; ان الحكومة الحالية تدعي الاخلاص لرموزنا الدينية وكذا الوطنية .. لكنها بهذا القرار تناقض نفسها وقانونها الذي وضع لهاquot; . وطالب الطلبة برفع الصور اذا كان في تعليقها تهديد لهم من الطرد quot;لانها معلقة في قلوبكمquot; . واكد ان منع السلطات لاقامة الشعائر الدينية والندوات الثقافيةquot; فيه الضرر الكبير للاسلام وفيه الفائدة الجمة للغرب والاحتلالquot; . وفي الختام قال الصدر quot;يحرم تعليق صور الفنانين واللاعبين ففيه اعانة على الاثمquot; .
ومن جانب اخر ايد الصدر اضرابا واعتصامات شنها نصف مليون معلم الاحد مطالبين بزيادة مرتباتهم مهددين باعتصام مستمر في حالة عدم الانصياع لمطاليبهم .
وقال الصدر في بيان اليوم ان هذه الاحتجاجات السلمية للمطالبة بحقوق قانونية شرعية ظاهرة صحية وحضارية ولا مانع منها مطلقا . واضاف ان اللجوء الى هذه الممارسات قد يسفر عنها نتائج ايجابية للمجتمع ولكن بشرط السيطرة على المعتصمين والمتظاهرين وعدم الاعتداء عليهم . وقال انه يمكن اللجوء ايضا الى مجلس النواب من اجل اثارة هذه المطالب للحصول على الحقوق التي سيكون لها اثر ايجابي وتقدم علمي واقتصادي . وكان حوالى نصف مليون معلم قد اضربوا عن العمل الاحد الماضي مطالبين بزيادة مرتبادهم اصدر اثرها مجلس الوزراء بيانا اكد فيه انه سيستجيب لهذه المطالب خلال شهر من الان .
يذكر ان مساعدا كبيرا لمقتدى الصدر كشف امس الاول عن قيام الصدر بتحضير دراسات اسلامية متقدمة في محاولة لكسب مؤهلات تتيح له اصدار فتاوى دينية.
قال المساعد الكبير للصدر صلاح العبيدي متحدثا في مدينة الكوفة الجنوبية قرب مدينة النجف ان الصدر يتطلع إلى الحصول على لقب quot;مرجعquot; الذي يتيح لرجل الدين اصدار الفتاوى لأتباعه. واشار الى ان quot;السيد مقتدى الصدر يدرس في الحوزة مثل اي طالب شيعي اخر يهدف للوصول الى مستوى الاجتهاد.quot;
ويسيطر الصدر على جيش المهدي المرهوب الجانب ولديه كتلة من المشرعين في البرلمان لكن بعض كبار الشخصيات في المؤسسة الدينية الشيعية يعتبرون ان الصدر يفتقر إلى إنجاز جدير بعالم. لكن رجل الدين المناهض للاميركيين هذا لديه كثير من الاتباع بين شيعة الحضر الفقراء في انحاء العراق. ومن المرجح ان يزيد حصول الصدر على مؤهلات دينية اعلى نفوذه بين الاغلبية الشيعية مع تصاعد صراع القوى من اجل النفوذ في الجنوب الغني بالنفط وخفض القوات الاجنبية لوجودها.
واضاف العبيدي ان الصدر وهو في منتصف الثلاثينات من العمر يدرس في النجف لكنه اوضح انه ليس من الواضح المدة التي سيستغرقها الصدر للحصول على المؤهلات لكن العملية تستغرق اعواما في المعتاد. ونفى العبيدي ان يكون الصدر يطور مكانته العلمية سعيا إلى مزيد من النفوذ في مناطق جنوب العراق والغنية باحتياطيات النفط مشددا على ان الصدر ليس مهتما بالاموال العامة.