الرياض : أقام الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في الديوان الملكي في قصر منى بحضور وليّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، أمس حفل الاستقبال السنوي للشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج الذين يؤدون فريضة الحج هذا العام. ومن أبرز الشخصيات التي حضرت الحفل الرئيس محمود أحمدي نجاد رئيس جمهورية إيران الإسلامية، والملك توانكو ميزان زين العابدين ملك ماليزيا، والرئيس محمد ولد الشيخ عبدالله رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، والرئيس مأمون عبدالقيوم رئيس جمهورية المالديف، ودولة نائب رئيس جمهورية تنزانيا المتحدة محمد علي شين، ودولة رئيس وزراء بنغلاديش فخر الدين أحمد، ودولة رئيس وزراء جمهورية غينيا لنسانا كوياتي.

وعقد الملك عبدالله اجتماعين منفصلين مع كل من الرئيس الإيراني، والرئيس الموريتاني، تطرقا إلى مستجدات الساحتين الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الرياض وكل من طهران ونواكشوط.

وخاطب خادم الحرمين، في كلمة ألقاها خلال حفلة الاستقبال السنوية للشخصيات الإسلامية ورؤساء بعثات الحج قائلاً: quot;أدعوكم، وأدعو كل من تصل إليه كلماتي هذه، أن نتذكر ما يجمع بين الأديان والمعتقدات والثقافات، وأن نؤكد ما هو مشترك وأن نتمسك بمفاهيم الأخلاق والأسرة وأن نعود إلى الرب، عز وجل، فبهذا نتجاوز خلافاتنا ونقرّب المسافات بيننا ونصنعمعا عالماً يسوده السلام والتفاهم ويصبح التقدم والرخاء غرساً نقطف ثماره جميعنا، إن شاء اللهquot;.

كلمة الملك عبد الله

الملك والرئيس الموريتاني
وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كلمة خلال الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة، في ما يلي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين.

ايها الإخوة الاعزاء ضيوف الرحمن.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أهنئكم بعيد الأضحى المبارك سائلاً المولى عز وجل ان يتقبل من هذه الجموع الحاشدة حجها وان يغمرنا بفيض رحمته وعظيم غفرانه وواسع عفوه وأن يمكن عباده من القيام بمسؤوليتهم تجاه ربهم ودينهم ثم تجاه انفسهم وأوطانهم وأمتهم والإنسانية جمعاء تسامحاً وتواصلا وعملاً وإعماراً.

أيها الإخوة الكرام.

في كل موسم حج أتأمل هذه المشاعر المقدسة التي يلتقي على صعيدها حجاج بيت الله وقد جاءوا من مشارق الأرض ومغاربها وأرى فيهم الدنيا جميعها بمجتمعاتها وثقافاتها واعرافها وأخلاقها وتقاليدها ومعتقداتها.

أنظر فأرى الإنسانية قد تجمعت هنا بأبهى صورها وأرى من خلالهم أنه مهما تعددت المشارب والألوان والأعراق فإننا على امتداد العالم أجمع بحاجة إلى أن نتذكر ما يجمعنا من قيم مشترك وما يربط بيننا من إيمان بالرب جل وعلا.

أيها الإخوة الكرام.

إن الأديان السماوية الكبرى وما أنزل على سيدنا إبراهيم من حنيفية سمحة تجتمع على مبادئ كبرى وتشترك في قيم عظيمة تشكل في مجموعها مفهوم الإنسانية وتميز الإنسان عن غيره من المخلوقات مبادئ الصدق والأمانة والتسامح والتكافل والمساواة وكرامة الإنسان والحرص على أساس كل مجتمع الا وهي الأسرة فمن دون الحرص على تماسك الأسرة والمحبة والاحترام وروح الإيثار بين افرادها فلن يكون هناك مجتمع متماسك وسوف نفقد ذلك الخيط الذي يربط أوصال المجتمع.

أيها الإخوة الكرام.

في هذه المناسبة الإنسانية العظيمة أدعوكم وأدعو كل من تصل إليه كلماتي هذه أن نتذكر ما يجمع بين الأديان والمعتقدات والثقافات وأن نؤكد ما هو مشترك وأن نتمسك بمفاهيم الأخلاق والأسرة وأن نعود إلى الرب عز وجل فبهذا نتجاوز خلافاتنا ونقرب المسافات بيننا ونصنعمعا عالماً يسوده السلام والتفاهم ويصبح التقدم والرخاء غرساً نقطف ثماره جميعنا إن شاء الله.

أيها الإخوة الكرام.

مرة اخرى أهنئكم وارحب بكم إخوة أعزاء في وطن يفتح قلبه ويشرع أبوابه للجميع.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحجاج يرمون الجمرات ثاني أيام التشريق


رمى الحجاج اليوم الجمعة ثاني أيام التشريق الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة . وبعدها يتوجه الحجاج لأداء طواف الوداعوتدفقت جموع الحجيج اليوم على جسر الجمرات وتمكنوا من الرمي براحة تامة وفي وقت قياسي في اجواء من التنظيم لمنطقة الجمرات والتطوير الذي شهده جسر الجمرات والقرار المتمثل في منع الإفتراش في منطقة الجمرات.

وفي اطار خطة تفويج الحجاج عند جسر الجمرات قامت قوات الأمن بتحديد مسارات متعددة للذاهبين إلى الجسر ومسارات أخرى للعائدين منه باشراف رجال الأمن العام وقوى الأمن الداخلي والحرس الوطني والمرور والكشافة والدفاع المدني وغيرهم من الجهات المعنية بخدمة الحجيج لتنظيم حركة التفويج على الجسر لمنع الاختناقات والتدافع فضلا عن سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر السعودي التي توزعت في عدة مناطق تحت الجسر وفوقه يمكنها من التدخل السريع في حال وقوع حوادث نتيجة التزاحم أو التدافع في منطقة الجسر .

الشرطة السعودية في حالة تأهب استعدادا لانتهاء مناسك الحج
من جهة ثانية وضعت الشرطة السعودية يوم الجمعة في حالة تأهب قصوى مع استعداد أكثر من مليوني ونصف مليون حاج لانهاء مناسك الحج في اختبار للتدابير السعودية الجديدة لتحريك الجموع والسيطرة عليها في منطقة جسر الجمرات التي شهدت حادثة تدافع مميتة من قبل.

ويريد غالبية الحجاج رمي الجمرات يوم الجمعة في اليوم الثالث والاخير ومغادرة منى والتوجه شرقا صوب مكة بحول المغرب والا اضطروا لقضاء ليلة اخرى في المنطقة.

بدت الشرطة السعودية أكثر قلقا من المعتاد في منطقة رمي الجمرات.

فقد لقي 362 حاجا حتفهم في يناير كانون الثاني عام 2600 في تزاحم عند جسر الجمرات في أسوأ حادث يشهده موسم الحج في 16 عاما.

ومنذ ذلك الحين أكملت السلطات السعودية أكثر من نصف مشروع هائل للبنية التحتية سيتكلف أكثر من مليار دولار. ويمكن للحجاج القاء الجمرات الان من ثلاثة طوابق ويجري إنشاء الطابق الرابع.

وفرضت الشرطة السعودية يوم الجمعة بصرامة نظاما للمرور في اتجاه واحد حتى لا يختلط الحجاج الذين انهوا رمي الجمرات مع القادمين من الاتجاه الاخر. كما تصر الشرطة على ان يترك الحجاج حقائبهم في الخارج.

وحين ينهي الحجاج رمي الجمرات تحثهم الشرطة على ترك المكان. وفي واقع الامر كانت الحركة تمضي بسلاسة وبدت فرص وقوع حادثة ضئيلة حتى الظهر.

ويقول خبراء في الحج ان الاعداد تزيد بعد الظهر لان عددا كبيرا من الحجاج يريدون الالتزام بالسنة ورمي الجمرات في نفس الوقت الذي رمى فيه الرسول محمد الجمرات.

وأعرب الحجاج الذين يقتربون من انهاء مناسك الحج عن سعادتهم بالترتيبات السعودية وبأنهم أكملوا الفريضة بسهولة نسبية.

وقال مهدي عبد الحليم وهو مهندس من كونيتيكت مصري المولد يحج مع ثلاثة من أقاربه quot;أشعر بارتياح عظيم وكأني ولدت من جديد آمل ان يتقبل الله حجي.quot;

وقال عبد الكريم العطوي وهو جندي سعودي من بلدة تبوك في شمال السعودية quot; أشعر بسلام روحي. كل شيء سار على أكمل ما يرام.quot;

ويقول محمد سراج الدين وهو مهنس هندي يعيش في مدينة الدمام بشرق المملكة ان ما من دولة أخرى في العالم بوسعها ان تنظم حدثا كهذا نظرا للتجربة التي اكتسبها السعوديون الان في تسيير الجموع الغفيرة.

وقال انه يحج مع أبيه وأمه اللذين وكلاه في رمي الجمرات اليوم لضعفهما الجسدي.

وبعد الانتهاء من رمية العقبة الكبرى وهي الثالثة والاخيرة يقوم الحجاج بطواف الوداع والافاضة.

وفي هذا العام جاء من الخارج أكثر من 1.6 مليون حاج بالاضافة الى الحجاج من الداخل وزاد العدد الاجمالي على مليونين وربما وصل الى ثلاثة ملايين.