خلف خلف من رام الله: لم تشفع حرمة عيد الأضحى المبارك للمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة للعيش بسلام وهدوء، بل أصرت القوات الإسرائيلية على إغراق القطاع في حالة من الموت واليأس والدمار خلال أيام العيد، وسقط خلال يوم أمس نحو 8 قتلى وعشرات الإصابات، هذا في وقت أكدت مصادر أمنية إسرائيلية اليوم الجمعة أن العمليات العسكرية في القطاع ستستمر خلال الأيام القليلة المقبلة أيضاً. وبحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية فأن الحديث لا يجري في المرحلة الراهنة عن عملية واسعة النطاق، وإنما عن تكثيف النشاطات العسكرية في القطاع، من الجو والبر والبحر.

وقد انفجرت قرب السياج الفاصل بوسط قطاع غزة صباح اليوم عبوة ناسفة دون أن تسفر عن وقوع إصابات أو أضرار. وقالت مصادر فلسطينية إن quot;شابا فلسطينيا استشهد صباح اليوم جراء تعرضه لإطلاق النار من جانب قوة من الجيش الإسرائيلي قرب السياج الفاصل في منطقة عبسان شرقي خانيونسquot;.

ويغرق قطاع غزة في حالة من اليأس والفقر في ظل الحصار الاقتصادي المفروض عليه منذ يونيو الماضي، وهناك الآلاف من المرضى الذين يحتاجون لمغادرة غزة بقصد العلاج في الخارج، حيث تتحكم إسرائيل في جميع المعابر المحيطة بالقطاع والتي تشكل مفاتيحه على العالم ا لخارجي.

ويطلق الجيش الإسرائيلي على عمليته العسكرية المتواصلة في محاور القطاع أسم (بنك الأهداف) لملاحقة من يسميهم مطلقي الصواريخ صوب البلدات الإسرائيلية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة اليوم الجمعة عن مصادر أمنية إسرائيلية أشارتها إلى أن هذه النشاطات تشتمل على استهداف ما وصفتهم بنشطاء كبار للمخربين إضافة إلى النشطاء الميدانيين وأولئك الذين يعكفون على توجيه الاعتداءات التخريبية، وبحسب المصادر فأن حوالي عشرين ناشطاً فلسطينياً قتلوا خلال الأيام القليلة الماضية في حيث يقدر عدد النشطاء الذين قتلوا خلال الأشهر الماضية بحوالي ثلاثمائة.

وكانت قوات جيش الإسرائيلي قد خرجت الليلة الماضية من منطقة مخيم المغازي في وسط القطاع بعد انتهاء عمليتها هناك التي بدأت فجر الخميس، وأصيب خلال العملية جندي من الجيش الإسرائيلي بجروح خطيرة من جراء تعرض قوة عسكرية لإطلاق قذيفة RPG فيما أصيب ثلاثة جنود آخرين بجروح طفيفة جداً.

ومن جانبه، استنكر النائب الدكتور إبراهيم المصدر عضو المجلس التشريعي عن كتلة فتح البرلمانية الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيراً إلى أن إلى أن الدبابات الإسرائيلية انسحبت من المنطقة (المغازي وبلدة المصدر) بعد أن خلفت أضراراً مادية فادحة في منازل وممتلكات المواطنين كانت حصيلته ثمانية شهداء وعشرات الجرحى والمصابين، وتدمير في شبكة المياه، وخزانات المياة والصرف الصحي، وخطوط الهاتف والكهرباء، والبنية التحتية وبلدة المصدر، وتجريف مائة من الدونمات من المزارع، وأشجار البرتقال، والزيتون، والنخيل والتي تقع بالمنطقة المحاذية لخط الهدنة.

وقال المصدر في بيان له اليوم الجمعة إن القوات الإسرائيلية داهمت عدداً من المنازل ودنّستها وعاثت فيها فساداً وخراباً قبل أن تعتقل عدداً من قاطنيها وتنقلهم إلى جهة مجهولة. كما أكد النائب المصدر الجيش الإسرائيلي quot;استخدم أسلحة محرمة دوليا أحدثت حروقاً على أجساد الجرحى والشهداء الذي وصلوا إلى المستشفياتquot;.

وأضاف النائب الدكتور المصدر إن عدد المصابين ارتفع إلى أكثر من خمسة وعشرين تم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، وتم تحويل ستة منهم إلى مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة نظراً لخطورة إصابتهم، مشيرة إلى أن معظم الجرحى تركزت إصاباتهم في الجزء العلوي من الجسم. وقال المصدر: quot;إن مسلسل الاجتياح الصهيوني الدموي الذي طال أبناء شعبنا, ما هو إلا دليل على أن إسرائيل تضرب بعرض الحائط بكل دعوات للسلام مع الشعب الفلسطيني وان هذا يكرس الكره والعداء بين الشعوبquot;.

على مستوى آخر، أوضح الوزير الإسرائيلي بنيامين بن اليعزير إنه إذا قدمت حماس اقتراحاً جدياً بوقف ما أسماه بالإرهاب وتهريب الأسلحة ومناقشة قضية الجندي جلعاد شاليط فإنه شخصياً كان سيوافق على ذلك. وشدد الوزير بن اليعيزر في مقابلة إذاعية صباح اليوم إن علاقته الشخصية مع رئيس الوزراء أيهود أولمرت تدعوه إلى الاعتقاد بأن الأخير لن يرفض أي شيء على التو.

هذا في وقت نفت مصادر في ديوان أولمرت ما نشر من أنباء الليلة الماضية من أن إسرائيل تدرس اقتراحاً من حماس بإعلان هدنة. وأكدت المصادر أن الحكومة ستكون مستعدة للتحدث مع كل من يعترف بشروط الأسرة الدولية وهي الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود واحترام الاتفاقات السابقة المعقودة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ونبذ الإرهاب ووقف الاعتداءات على الأراضي الإسرائيلية والإفراج عن الجندي شاليط. وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية كبيرة أن آلية وقف إطلاق النار بسيطة جداً، وهي أن عمليات جيش الدفاع الإسرائيلي ستتوقف حالاً عندما يتوقف الإرهاب ويعاد الجندي جلعاد.