القادة العراقيون أكدوا إعتزازهم والكهنة دعوا للتخلي عن الكراهية
إحتفالات المسيحيين .. دعوات بتكافؤ للأديان والمذاهب والقوميات

أسامة مهدي من لندن: اكد قادة عراقيون حرصهم لمناسبة احتفال مواطنيهم المسيحيين بأعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة على ضرورة العمل معا من اجل تحقيق الوئام والامن بين جميع العراقيين بمختلف انتماءاتهم وتنوع معتقداتهم وفرص متكافئة لابناء جميع القوميات والاديان والمذاهب مشيرين الى مساهمة المسيحيين في عمليات بناء الدولة الجديدة في حين شدد رجال دين مسيحيين على ضرورة التخلي عن الكراهية والاعمال الثأرية .. في وقت استغل المسيحيون النازحون الى اقليم كردستان الامن هناك لاقامة حفلاتهم الخاصة والعامة بشكل واسع .

وفي بيانات ارسلت نسخ منها الى quot; ايلاف quot; اليوم فقد اشار القادة الى ان المسيحيين يشاركون اخوتهم العراقيين الاخرين في اقامة ركائز الامن والاستقرار والتكاتف من اجل بناء دولة القانون والمؤسسات . وقال الرئيس جلال طالباني في بيان بالمناسبة quot; يسعدني ان ازف اخلص التهاني واصدق التبريكات لمسيحيي العالم عامة والعراق خاصة لمناسبة اعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة سائلا الله سبحانه وتعالى ان يمن على الجميع بالخير واليمن والبركة quot;. واضاف quot;ان المسيحيين، المواطنيين الاصلاء في العراق، يشاركون مع سائر اشقائهم في اقامة ركائز الاستقرار والامن وبناء عراق ديمقراطي فيدرالي موحد تتوفر فيه فرص متكافئة لابناء جميع القوميات والاديان والمذاهب على قدم المساواةquot; . واكد quot;ان تكاتف ابناء الوطن الواحد لهو الضمانة الاكيدة لتحقيق ازدهار بلادنا ورفعتها وخير ابنائهاquot;.

ومن جهته هنأ زعيم الائتلاف الشيعي الموحد الحاكم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي السيد عبد العزيز الحكيم مسيحيي العراق والعالم بمناسبة حلول اعياد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية متمنياً لهم ولجميع العراقيين سنة خير .

وقال في رسالة له اليوم quot;إذ تمر هذه الأعياد وأبناء شعبنا العزيز يواصلون متكاتفين سعيهم الحثيث لبناء دولة القانون والمؤسسات بما يخدم تطور وازدهار البلاد، فإني اسأل الله quot;سبحانه وتعالىquot; أن يجمع كلمة العراقيين على المحبة والتعاون والوئام ونبذ العنف ومسببيه متمنياً لعراقنا الأبي وأبنائه الخيرين سنة سلام وخير ورفاهquot; .

اما رئيس المؤتمر الوطني العراقي نائب رئيس الوزراء السابق احمد الجلبي فقد قدم تهانيه وتبريكاته quot;الى أبناء الشعب العراقي النبيل عامة والمسيحيين منهم خاصة بذكرى حلول أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية الجديدة, داعين الله العلي القدير أن يمن على شعبنا وبلدنا الحبيب بالأمان والتقدم والازدهارquot;.

وقال quot;أن العراق وبعدما تخطى مرحلة الخطر مقبل الآن على مرحلة جديدة تتطلب من العراقيين جميعا التكاتف والتآزر والتطلع الى غد مشرق ومستقبل أفضلquot; . إواشار الى ان المرحلة المقبلة هي مرحلة التنمية الاقتصادية وبناء اقتصاد عراقي قوي ومستقر ولا يكون ذلك إلا بتضافر الجهود الخيرة لجميع العراقيين والبدء بتطبيق خطة محاربة الفساد الإداري والمالي الذي يقف عقبة بوجه التنمية الاقتصادية المنشودة.

واكد قائلاquot;إننا نعتقد جازمين إن الإرهاب والفساد الإداري وجهان لعملة واحدة ويكمل بعضهما البعض وإذا ما استطعنا في المرحلة المنصرمة من تحقيق النصر على الإرهاب فأن المرحلة القادمة تتطلب منا القضاء على الفساد الإداري والمالي من اجل الشروع بالتنمية الاقتصادية وتوزيع الثروة التي هي ملك الشعب بشكل عادل على جميع العراقيينquot; . وقال إن حل مشكلة البطالة وخلق فرص العمل وإيجاد دورة اقتصادية ناجحة بالإضافة الى التخلص من آفة الفساد والمحسوبية هي من أهم الشروط لتحقيق تنمية اقتصادية تتناسب وتطلعات العراقيين وحجم تضحياتهم .

وقد احيا مسيحيو بغداد بخوف اعياد الميلاد بخوف من استهداف كنائسهم مثلما حصل في مناسبات سايقة خلال السنوات الاربع الاخيرة .

وتجمع عدد قليل من المسيحيين في كنيسة كلدانية تابعة لاحدى اقدم الطوائف المسيحية في العالم والمرتبطة بالفاتيكان حيث لم تعد احتفالات اعياد الميلاد كما كانت في السابق حيث كانت هذه الكنيسة الواقعة في منطقة الكرادة بوسط العاصمة تمتلىء في مثل هذه المناسبات.
وبسبب المخاوف الامنية لم يعد قداس منتصف الليل سوى ذكرى بالنسبة الى المسيحيين منذ الحرب الاميركية في العراق في آذار (مارس) عام 2003 حيث ويتم احياء قداس عند الشفق بعد مغيب الشمس عشية اعياد الميلاد وقداس ثان صباح اليوم التالي.

ووقفت عربات للشرطة امام الكنيسة غير ان المراقبة عند مدخل الكنيسة تكاد تكون منعدمة.
وقد ركزت خطبة الاحتفال بالميلاد على موضوعات محلية حيث تحدث الكاهن ثائر الشيخ عن الاثر النفسي الذي يخلفه العنف والخطف والعوز الى العمل لاقيا باللوم على الكراهية التي تسببت بهذا الوضع في العراق .

ودعا رجل الدين المسيحي جميع العراقيين الى التخلي عن الاعمال الثارية وقال quot;علينا ان نتعامل مع بعضنا البعض على اساس اننا جميعا بشر.quot; ثم تساءل quot;لو جاء الملاك جبريل اليوم وقال ان المسيح سيولد ثانية فماذا سنفعل؟ انصفق او ننشد؟ فقالت امراة تتشح بالسواد quot;نطلب منه المغفرةquot; وقالت امراة اخرى quot;نطلب منه ان يعم السلام.quot;

واختتم الاب خطبته بدعوة العراقيين جميعا الى ان يحبوا بعضهم بعضا واضاف quot;ندعو الله ان يمنحنا المساواة والحرية وان ينهي هذه الحرب والجوع. ندعو الله ان يمنحنا السلام جميعا.quot;

ولم يستثن العنف الطائفي وخاصة منذ الاعتداء على مرقد الامامين العسكريين في سامراء في شباط (فبراير) عام 2006 المسيحيين حيث هوجمت كنائس وتم خطف كهنة وبعضهم قتل كما حدث في الموصل شمال البلاد في حزيران (يونيو) الماضي.

وبحسب تقديرات شبه رسمية فان عدد افراد الاقلية المسيحية في العراق يقدر اليوم ما بين 400 الف و 600 الف نسمة مقابل حوالي مليون و300 الفا خلال تسعينات القرن الماضي.
في حين اضطر آخرون إلى هجرة العاصمة بغداد والموصل والانبار والبصرة والتوجه إلى مناطق إقليم كردستان الآمنة وخاصة إلى محافظتي اربيل ودهوك .

وقد استثمر المسيحيون النازحون إلى مدن كردستان وبالتحديد في مدينتي اربيل ودهوك فرصة العيش وسط الاجواء الامنة التي حرموا منها في العاصمة بغداد منذ سنوات مضت ليقيموا احتفالاتهم باعياد الميلاد التي تصادف ذكرى مولد السيد المسيح وراس السنة الميلادية متجاوزين الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها جراء هجرتهم القسرية من مدنهم ومناطقهم وشبح الغلاء الفاحش الذي حاصرهم في المدن التي لجأوا اليها كما قالت وكالة quot;اصوات العراقquot; في تقرير لها من الاقليم اليوم.

وقد تركزت الاحتفالات في ناحية quot;عنكاوةquot; ذات الغالبية المسيحية ( 5 كم شمال أربيل عاصمة إقليم كردستان و364 كم شمال بغداد) حيث فضل غالبية المسيحيين النازحين من بغداد الإقامة فيها لأسباب تتعلق بالانتماء الديني والقومي إقامة الحفلات في أعياد الميلاد ورأس السنة حيث تشهد اقامة اكثر من ثمان حفلات خاصة وعامة . وتوجد في هذه البلدة مقرات العديد من الأحزاب والمنظمات التي تمثل الكلدان الآشوريين السريان والمسيحيين ومنها quot;الحركة الديمقراطية الآشورية، وحزب بيت نهرين ، والاتحاد الكلداني , والمنبر الكلداني ، والمجلس القومي الكلداني ، الحزب الوطني الآشوري ، وجمعية الثقافة الكلدانية.quot;

يذكر انه توجد في العراق أربع طوائف مسيحية رئيسة وهي الكلدانية quot;أتباع كنيسة المشرق المتحولين إلى الكثلكةquot; االسريانية الأرذثوكسية، والسريانية الكاثوليكية والآشورية (أتباع الكنيسة الشرقية ndash; النسطورية سابقاquot; .. إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت.