خسرو علي أكبر من باريس: في اعقاب تصريحات الرئيس العراقي جلال طالباني والتي زعم فيها ان اتفاقية الجزائر لعام 1975 ملغاة قال حشمت الله فلاحت بيشه عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الايراني ان التجربة اثبتت ان الايرانيين ومنذ القدم ليس لديهم مجاملة مع اي قوة في الدفاع عن وحدة اراضيهم وسلامة ترابهم وان المسؤولين العراقيين لاسيما الطالباني يعرفون ذلک حق المعرفة.
وقال فلاحت بيشة انه quot;لا يجب ان نقلق من تصريحات الطالباني بشأن المساس باتفاقية الجزائر لعام 1975 لان صحف مثل صحيفة الحياة معروفة بوضع العصي في دواليب العلاقات الايرانية العربية من جهة ومن جهة اخري فان السيد الطالباني يعرف جيدا بان معاهده الجزائر غير قابله للتغييرquot;.
وقال فلاحت بيشه ان اثارة هذه القضايا من شانها فقط خلق الاعداء وعلي المسوولين العراقيين ان يعرفوا بان اثارة اية شبهة وريبة حول اتفاقية الجزائر لعام 1975 سيجعل الايرانيين اکثر عزما واصرارا علي اثبات احقيتهم ونيل حقوقهم.
واکد النائب فلاحت بيشه انه وفقا لمعاهده فيينا لعام 1965 فان اتفاقيه الجزائر يجب ان توضع موضع التنفيذ مشيرا الي ان معاهده فيينا هذه تنص علي ان الحکومات اللاحقة يجب ان تطبق جميع اتفاقيات الحکومات السابقة.
واضاف ان اتفاقيه 1975 ابرمت بين الشاه وصدام بحضور الرئيس الجزائري آنذاک هواري بومدين والرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقه الذي کان في ذلک الوقت وزيرا للخارجية وتم بموجبها ترسيم الحدود بين ايران والعراق علي اساس خط التالوج وفي عمق مياه نهر اروند رود.
وقال انه لا يمکن التشکيک باتفاقية الجزائر من خلال مثل هکذا تصريحات سياسية ودعائية موضحا ان الحدود الايرانيه قد اقرت من قبل البرلمان الايراني وتعد الان قانونا وان اي تغيير فيها غير مقبول.
وکانت صحيفة quot;الحياةquot; اللندنية قد نقلت عن الرئيس العراقي جلال الطالباني quot;ان هذه الاتفاقية کانت في السابق مرفوضه من قبل معارضي صدام الذين يتولون حاليا السلطة في العراقquot;.
وقال الطالباني ان هذه الاتفاقية کانت قد ابرمت بين صدام وشاه ايران وليس بين ايران والعراق! مضيفا ان العراق يريد علاقات طيبة مع ايران لکنه يرفض اتفاقية الجزائر.
من جهه اخري رد المتحدث باسم وزاره الخارجيه الايرانيه محمد علي حسيني علي تصريحات الرئيس العراقي بالقول ان ابداء اي وجهه نظر بخصوص الغاء معاهدة الجزائر لعام 1975 يفتقد الي الاسس القانونية.
وقال حسيني ان موقف ايران يقوم علي اعتبار ان هذه المعاهدة تشکل الحجر الاساس في علاقات الصداقة وتعزيز العلاقات بين البلدين وان آفاق تنمية وتطوير العلاقات بين ايران والعراق يمكن صياغتها في اطار المعاهدة المذكورة فقط .
وتابع :ان المتوقع من الرئيس العراقي هو الالتزام بتعهدات بلاده حيال قواعد القانون الدولي الذي يوكد علي الالتزام والوفاء بالتعهدات الثنائيه بين الحكومات وكذلك مبدا حسن الجوار بالاضافه الي الماده ۸من دستور هذا البلد حول التزامات بلاده .
ولفت الي ان العلاقات بين ايران والعراق قامت منذ ۱۹۷۵علي الاتفاقيه المذكوره التي رسمت الحدود الرسميه واكدت علي علاقات حسن الجوار وقد وقعها البلدان في ۱۳حزيران / يونيو عام ۱۹۷۵بالاضافه الي الاتفاقات والبروتوكولات الاضافيه والملحقه بها .
واوضح ،انه عقب انتصار الثوره الاسلاميه ابدت حكومه الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه احتراما لهذه الاتفاقيه وطبقت كافه بنودها بحذافيرها بالنظر الي مبدا الوفاء بالعهود والمواثيق . وتابع المتحدث باسم الخارجيه :ان الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه لم تثر الشكوك في ايه مرحله حول احترام اتفاقيه الجزائر لعام 1975فحسب بل كتبت مذكرات عديده الي الامم المتحده وسجلت فيها احترامها لهذه الاتفاقيه والبروتوكولات الملحقه بها وتطبيقها باعتبارها ساريه المفعول .
واوضح ،انه علي صعيد القانون الدولي تعتبر الاتفاقيات المتضمنه لقضايا الحدود بين البلدان quot;المعاهدات الحدوديهquot; بانها تحدد الحقوق والالتزامات بصوره عينيه بالنسبه للحكومات وتتصف بالدائميه ولا تقبل التغيير مطلقا .
وتابع ان القضايا المختلفه مثل الحروب وتغير الحكومات والاوضاع بصورة اساسية لا يمكنها ان تودي الي خروقات في الاتفاقات السارية المفعول .
واكد المتحدث باسم الخارجية ان احترام هذا المبدا الموكد للقانون الدولي في زمن انعقاد اتفاقيه الجزائر 1975حول الحدود وعلاقات وحسن الجوار تم التاكيد عليه في البند الخامس من هذه الاتفاقيه بصوره صريحه وبهذا النص quot;ان الجانبين يوكدان ان الخط الحدودي البري والنهري بينهما رسم بصوره دائمه ونهائيه ولايقبلzwnj; اي تغييرquot;.
من جهة اخرى ذكّر رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الايراني علاءzwnj;الدين بروجردي بالدعم الواسع الذي قدمته ايران لجلال الطالباني ابان الحكم الصدامي قائلا ان المتوقع من الرئيس العراقي ان ياخذ هذا المبدا الدولي المهم بنظر الاعتبار وان يعطي وجهة نظره وفقا لمفاد هذه المعاهدة.
وقال quot;اتصور ان هذه التصريحات لم تصدر عن السيد جلال الطالباني لانه علي معرفة بالجمهورية الاسلامية
الايرانيه وعلي اطلاع تام بفتره حكم صدام ومن ان معاهده عام 1975معتمده ورسمية و مسجله لدي الامم المتحدة الامم المتحده وغير قابله للتغييرquot;.
التعليقات