واشنطن: قال محللون ان اغتيال بينظير بوتو يعيد الولايات المتحدة الى نقطة البداية في سعيها لايجاد باكستان مستقرة وديمقراطية تكون شريكتها في حربها ضد المتشددين الاسلاميين.
وتتراوح التداعيات المحتملة للاغتيال من استشراء أعمال شغب في الشوارع من جانب انصارها الى الاحتمال المفزع بالنسبة لواشنطن وهو ان تتحول باكستان في نهاية الامر الى دول اسلامية مسلحة نوويا تسودها الاضطرابات.
وقال مستثمرون استوعبوا بالفعل عامل المخاطر السياسية الكبيرة في باكستان ان الاغتيال في حد ذاته لم يكن مفاجئا لكن استمرار الاضطرابات سيزيد من المخاطر.
ووصف ستيفن كوهين من معهد بروكينجز مقتل بوتو بانه quot;صفعة لفكرة دولة باكستانية حرة ومعتدلةquot; مما جعله يشعر بالخوف على هذه الدولة.
وكتب الخبير في شؤون جنوب اسيا في تقرير quot;تدهورها بدرجة أكبر سيؤثر على جميع جيرانها وعلى أوروبا والولايات المتحدة بشكل غير متوقع وغير جيد.quot;
وأضاف كوهين quot;اصبح الوقت متأخرا على الأرجح كي تتمكن اميركا من فعل شيء... وضعنا رهاننا كله على (الرئيس برويز) مشرف متجاهلين مطالبات بوتو ببعض الاتصالات او الاعتراف حتى بضعة أشهر مضت.quot;
واستثمرت الولايات المتحدة طاقة كبيرة وثقلا سياسيا لتأمين رجوع بوتو (54 عاما) رئيسة الوزراء السابقة من منفاها الى باكستان في أكتوبر تشرين الاول الماضي. واقنعت مشرف بالتخلي عن قيادته للجيش وقبول انتخابات وترتيب مشاركة في السلطة معها.
وقال فريدريك جرير خبير شؤون جنوبي اسيا في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ان واشنطن تواجه الان quot;كارثة على جميع المستوياتquot; من تقلص الامال في التحول الديمقراطي الى مخاطر وقوع المزيد من الهجمات من جانب متشددين.
وأضاف quot;زعماء الاحزاب الرئيسية يغتالون. وهذا يضعف الأحزاب ولا يخدم اقرار الديمقراطية في باكستان.quot;
وحث الرئيس الاميركي جورج بوش الباكستانيين على تخليد ذكرى بوتو quot;بالاستمرار في العملية الديمقراطية التي ضحت بحياتها من أجلها.quot;
وقال مسؤولون أميركيون اخرون ان واشنطن تأمل ان تلتزم اسلام اباد بخطط اجراء الانتخابات يوم الثامن من يناير كانون الثاني.
قال رئيس الوزراء الباكستاني المؤقت محمد ميان سومرو يوم الجمعة بعد يوم من اغتيال بوتو ان قرار اجراء الانتخابات العامة مازال قائما.
وأبلغ الصحفيين حين سئل عما اذا كان قد اتخذ القرار الخاص بالانتخابات على ضوء اغتيال بوتو quot;لا شيء بعد. موعد الانتخابات كما أعلن.quot;
وقال انتوني كوردسمان المحلل الأمني بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان مقتل بوتو زاد بدرجة كبيرة من الوضع السياسي المضطرب للغاية.
وقال quot;ليس هناك شخصية يمكننا العمل معها لديها هذه القدرة الفورية على محاولة تحقيق الاستقرار السياسي ومناخ تجرى فيه انتخابات مشروعة تعيد حكم القانون وترأب الصدع الذي اتسع بين مشرف والشعب الباكستاني.quot;
وحذر المحللون من انه في دولة تسودها نظريات المؤامرة والانفعالات السياسية فان اصابع الاتهام ستشير في كل اتجاه وسط الحزن والغضب الذي قد يتحول الى عنف.
وقالت ليزا كيرتيس من مؤسسة هيريتاج quot;الشاغل الأول الان هو الحفاظ على الهدوء في شوارع باكستان.quot; وقالت انه ليس من الحكمة أن يفرض مشرف قانون الطواريء لتحقيق ذلك.
وشكك محللون اخرون في فلسفة الاعتماد على مشرف في مكافحة الارهاب.
وتساءل وين ثين محلل العملات البارز في براون براذرز هاريمان quot; اذا لم يكن باستطاعته حماية شخصية سياسية بارزة في مدينة يسيطر عليها الجيش فكيف يتسنى له معالجة مشكلات في مناطق قبلية نائية حيث يتردد ان افراد القاعدة وطالبان يعيشون؟quot;
والسؤال المهم خلال الازمات في باكستان هو تأمين الترسانة النووية في البلاد.
وقال مسؤولون أميركيون انه ليس هناك أي تغيير في تقييم عرض الشهر الماضي وسط النزاع على فرض مشرف لقانون الطواريء أفاد ان الاسلحة النووية مؤمنة.
وقال كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان اسلام اباد تلقت مساعدات من الولايات المتحدة ودرست سياسات دول أخرى لضمان أقصى حماية لمنشآتها النووية.
وأضاف quot;لكن هل هناك شفافية تمكن أي شخص من الخارج للادلاء بتصريح واضح عن تأمين الاسلحة النووية الباكستانية.. أي شخص يفعل ذلك قد يفقد مصداقيته.quot;