كامل الشيرازي من الجزائر: في إحراز يعدّ الثاني من نوعه خلال ثلاثة أشهر، تمكنت الجزائر، الجمعة، من إطلاق سراح 10 رهائن ماليين (بينهم شخصيات مدنية وأخرى عسكرية) بقوا محتجزين لفترة طويلة من طرف المتمردين الطوارق وتنظيمهم quot;الحركة الديمقراطية من أجل التغييرquot;، بيد أنّ السلطات الجزائرية تعتزم مضاعفة جهودها للإفراج عن باقي الرهائن البالغ عددهم 26 شخصا لا يزال مصيرهم معلقا، علما أنّ وفدا جزائريا أقنع quot;ابراهيم باهنجاquot; زعيم المتمردين الطوارق، بتحرير تسع رهائن بمنطقة كيدال المالية أواخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
وتمّ الإفراج عن الرهائن العشرة المذكورين آنفا، بمنطقة quot;تنزاوتينquot; على الحدود بين الجزائر ومالي، حيث أجري التسليم في حفل بسيط حضرته شخصيات من حكومتي البلدين، إضافة إلى ممثلين عن quot;متمردي قبائل الطوارقquot;.
وتمّ الإفراج عن الرهائن العشرة المذكورين آنفا، بمنطقة quot;تنزاوتينquot; على الحدود بين الجزائر ومالي، حيث أجري التسليم في حفل بسيط حضرته شخصيات من حكومتي البلدين، إضافة إلى ممثلين عن quot;متمردي قبائل الطوارقquot;.
ورغم أنّ اتفاق الجزائر بين حكومة مالي والمتمردين دخل حيّز التنفيذ مطلع صائفة العام 2006، إلاّ أنّ القلاقل بقت سيدة للموقف على طول شمال بماكو، ومدن quot;قاو، تينزاوتين وكيدالquot;، التي شهدت مواجهات عنيفة بين الطرفين، كانت أشدّها، حينما تعرضت طائرة عسكرية أمريكية، كانت تلقي مؤن لقوات حكومية معزولة في شمال مالي، إلى إطلاق النار من قبل المتمردين في منطقة تينزاواتين، مع الإشارة أنّ اتفاق الجزائر السالف الذكر، ألزم المتمردين الطوارق بالتهدئة والكف عن المطالبة بحكم الذاتي لأعراشهم، بمقابل تعهّد الحكومة المالية بتنفيذ مخطط إنعاش استعجالي لفائدة المناطق الفقيرة الواقعة شمال البلاد.
وقد أدى توتر الوضع على مستوى الحدود الجزائرية المالية إلى زيارة قام بها كاتب الدولة الأمريكي المساعد جون نيجروبونتي لبماكو منتصف الشهر الماضي، وتصريحه أنّ واشنطن منشغلة بالمشكلة الأمنية هناك، ورشح إنّ الرئيس المالي quot;أمادو توماني توريquot; واجه ضغوطا أمريكية كبيرة لإنشاء قاعدة عسكرية في بلاده، على خلفية تواجد مجموعات متمردة شمال إقليم كيدال، بيد إنّ السلطات الجزائرية تسعى إلى الحيلولة دون إنشاء أي قاعدة مهما كان حجمها على الساحل الإفريقي، وإقناع نظيرتها المالية بجدوى معالجة الاضطرابات الحدودية القائمة دون تدخل خارجي، بهذا الصدد، لا تنظر الجزائر بعين الرضا إلى التواجد الأمريكي المتزايد شمال مالي.
لذا كانت القمة المصغّرة التي جمعت قبل فترة، الرئيسان الجزائري والمالي عبد العزيز بوتفليقة وأمادو توماني توري، مناسبة للتأكيد على التصور الجزائري الداعي إلى حل سياسي لمعضلة المتمردين الطوارق، بعيدا عن quot;التهويل الأمريكيquot; ومحاولة واشنطن إقامة قاعدة عسكرية أمريكية هناك تتخّذ من صلات مزعومة بين قبائل الطوارق والقاعدة، مسوغا لها.
التعليقات