شرطة حماس تعتقل طلاب من جامعة الازهر ...

الفلسطينيون وحدتهم المقابر وفرقتهم

أولمرت يستبعد إجراء حوار مع حماس

إسرائيليون للهدنة مع حماس.

أسامة العيسة من القدس: يقر كثيرون من الرموز السياسية في الساحة الفلسطينية، خلال الجلسات المغلقة، بان إقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967، لم يعد فقط حلا امثلا للمسالة الفلسطينية، بل انه غير قابل للتحقيق، بعد أن ضمت إسرائيل أراضي الضفة الغربية إليها بدون إعلان رسمي، من خلال الاستيطان وعزلت التجمعات السكانية الفلسطينية في معازل خلف الجدران. ولكن هؤلاء لا يطرحون أمام جمهورهم وأمام وسائل الإعلام رؤيتهم للحل وهو إقامة دولة واحدة ديمقراطية علمانية يعيش فيها اليهود والمسلمون والعرب. ويحاول نشطاء فلسطينيون، في نضالهم ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التركيز على ما يصفونه أشكال التمييز العنصري الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين، والتي قطعت شوطا كبيرا، من إلحاق الاقتصاد الفلسطيني بالاقتصاد الإسرائيلي إلى تخصيص شوارع خاصة للمستوطنين اليهود، بالإضافة إلى التفاوت الكبير في المداخيل الفردية لكل من الإسرائيلي والفلسطيني، دون ان يعلنوا صراحة ان هدفهم هو السعي لاقامة دولة واحدة يعيش فيها الفلسطينيون والاسرائيليون.

واكد نشطاء فلسطينيون، على أهمية المقاومة الشعبية في تحصيل الحقوق الوطنية، وذلك خلال مؤتمر نظمته المبادرة الوطنية الفلسطينية في مدينة بيت لحم تحت عنوان (الكفاح الشعبية..استراتيجية وطنية)، بعد أن تحولت المدينة المجاورة للقدس إلى مصدر جذب للمبادرات والمؤتمرات السياسية والاقتصادية، حيث يتوقع عقد مؤتمر اقتصادي عالمي فيها في الربيع المقبل، بمبادرة من الرئيس الأميركي جورج بوش وزعماء غربيين آخرين.

وقال الدكتور مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة، ان لديه خطة، لتعميم تجارب الكفاح الشعبي والجماهيري في كل المواقع على الأراضي الفلسطينية، كاستراتيجية وطنية.

واتهم البرغوثي إسرائيل، بممارسة التمييز العنصري بحق الشعب الفلسطيني، واستعرض اوجه هذا التمييز، الذي لا يقتصر على سرقة أراضي الفلسطينيين، ولكن اوجه الحياة المختلفة، مثل المياه، والكهرباء، والحق في البناء والسكن، والحركة، واوجه اقتصادية أخرى، كمرور ما يستورده الفلسطينيون عبر إسرائيل.

وقال البرغوثي، ان معدل ما يحصل عليه الفلسطيني من المياه يبلغ سنويا 50 متر مكعب، في حين يحصل المستوطن على 2400 مترا، ويشتري الفلسطيني وحدة المياه بضعف ما يدفعه الإسرائيلي، وهو ما ينطبق أيضا على الكهرباء.

والبرغوثي وهو يطالب بإزالة هذا التمييز العنصري، والمساواة بين الفلسطيني والإسرائيلي، يتجنب طرح مسالة الدولة العلمانية الواحدة، والتي كان يجاهر بها عضو المبادرة الوطنية الدكتور إدوارد سعيد.

وانتقد البرغوثي مؤتمر باريس الاقتصادي الأخير، ولم ير في مقرراته إنقاذا للاقتصاد الفلسطيني، وقال ان الدول المشاركة في المؤتمر بدلا من أن تطالب برفع أيدي إسرائيل عن الاقتصاد الفلسطيني، تجبر الفلسطينيين على تسليم ضرائبهم إلى إسرائيل.

ووجه البرغوثي تحية إلى قطاع غزة، مستنكرا ما وصفه بالحصار الظالم المفروض على الفلسطينيين هناك، مطالبا بالسماح للمرضى بتلقي العلاج، مشيرا إلى وجود نحو 750 مريضا من غزة لم يسمح لهم بمغادرة القطاع لتلقي العلاج رغم حالاتهم الصعبة.

وخاطب المؤتمر ناشط السلام الإسرائيلي اوري افنيري، الذي يؤمن بإقامة جبهة فلسطينية-إسرائيلية مشتركة ضد اسرائيل ومظاهر التمييز العنصري التي يعاني منها الفلسطينيون.

وتحدث افنيري عن مشاعره تجاه مدينة بيت لحم، وقال في إشارة إلى الأعمال الاستيطانية الإسرائيلية في جبل أبو غنيم المقامة عليه مستوطنة هار حوما اليهودية quot;قلبي ينفطر عندما انظر إلى هار حوما وارى المستوطنة بدلا من جبل أبو غنيم الذي كان موجودا أصلاquot;.

ودعا افنيري إلى اصطفاف نشطاء السلام الفلسطينيين والإسرائيليين في جبهة واحدة، في مواجهة اسرائيل ومواصلته بناء الجدران والمستوطنات.

وقال افنيري quot;كنت في برلين الأسبوع الماضي، وقد اشتريت بثلاثة يورو فقط قطعة من جدار برلين، وأنا متأكد بأنني سوف أبيع قطعا من هذا الجدار المحيط ببيت لحم والقدس، وسيسقط هذا الجدار المقيت والاحتلال المقيتquot;.

واضاف quot;في كل مرة أتي فيها إلى بيت لحم، يتجدد لدي الاعتقاد أن هذه البلاد سوف تكون جميلة جدا إذا ما حل فيها السلام، وستقام الدولة الفلسطينية، وستكون القدس الشرقية هي عاصمة الفلسطينيين، وسوف تسقط وتختفي هذه المستوطنات، عندها أستطيع أن اذهب إلى بيت لحم متى أشاء، وسوف أدعوكم إلى تل أبيب في كل لحظة سوف اقرر فيها، وعندما يحين قدوم هذا اليوم، يجب نعمل معا ونحارب معاquot;.

واستذكر افنيري الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وأحلامه بقيام الدولة الفلسطينية قائلا quot;في سنوات ماضية عندما كنت في زيارة إلى أبو عمار سأله أحد الصحافيين بحضوري: متى تعتقد سوف تقام الدولة الفلسطينية؟، فأجابه عرفات: سنرى أنا وافنيري قيام الدولة في حياتنا قبل أن نموتquot;.

واضاف افنيري quot;اشعر بالأسف والانزعاج لان عرفات لم يعش ليرى ذلك اليوم، ولكنني انوي أن أبقى على قيد الحياة حتى يأتي اليوم الذي تقام فيه الدولة الفلسطينيةquot;.

ويسعى البرغوثي، ومبادرته إلى زيادة بؤر ما يسميها المقاومة الشعبية السلمية ضد الاستيطان والجدران، وتعميم بعض التجارب في هذا الشان التي اصبح لها صدى عالميا، مثل قرية بلعين التي أصبحت نموذجا للكفاح الشعبي وعدد سكانها لا يتجاوزن الألفي نسمة، وقرية أم سلمونة جنوب بيت لحم، وقرية ارطاس القريبة منها.

وقال البرغوثي quot;نسعى لكشف المؤامرة الإسرائيلية بمواصلة الاستيطان وبناء الجدار، ونعمل لبلورة كفاح شعبي وسلمي وتعزيزه ضد السرطان الجديد الذي يحيق بالأراضي الفلسطينيةquot;.

واضاف quot;نجدد الدعوة إلى نقل ملف قضية الجدار إلى الجمعية العمومية في الأمم المتحدة، بعد فتوى محكمة العدل العليا في لاهاي بعدم شرعية بناء الجدار على الأراضي الفلسطينية المحتلةquot;.