اتفاق مصري ـ فرنسي بشأن الوضع اللبناني والسوري
ساركوزي يتوقع من دمشق أفعالاً ولن يعاود اتصاله بها
نبيل شرف الدين من القاهرة:
في ختام محادثاتهما اليوم الأحد، بدا الاتفاق واضحاً بين الرئيسين المصري حسني مبارك ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، حول الأزمة السياسية المحتدمة في لبنان والدور السوري فيها، وما يتوقعه الجانبان ـ إضافة للمجتمع الدولي ـ منها في سبيل التوصل إلى حل توافقي من خلال استخدام نفوذها لدى كافة الأطراف المتصارعة هناك.
كما تطرق الرئيسان الفرنسي والمصري إلى عدد من القضايا الإقليمية والثنائية الأخرى، من أبرزها القضية الفلسطينية وعملية السلام المتعثرة مع إسرائيل، والدور الفرنسي في هذا المضمار، بالإضافة إلى قضايا إقليم دارفور السوداني، واستعداد فرنسا لمساعدة مصر في برنامجها النووي السلمي لإنتاج الطاقة.

وبينما استخدم الرئيس الفرنسي لغة حادة حين طالب دمشق بضرورة التخلي عن لغة الخطب والإقدام على أفعال عملية، فقد طالب الرئيس المصري سورية بالتدخل بما لها من نفوذ في لبنان لتعمل على إيجاد وفاق، حتى يتمكن للبرلمان من أن ينتخب رئيساً، محذراً من إمكانية تعقيد الموقف إلى ما لا تحمد عقباه، وقال quot;لابد لسورية أن تعمل على إيجاد حل لهذا الموضوع، لأن لها تأثيرها الأقوى على كل الأطراف المتصارعة هناكquot;.
سورية ولبنان
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقب انتهاء المحادثات الثناية بين مبارك وساركوزي، أعلن الرئيس الفرنسي أن بلاده تتوقع من سورية الآن quot;أفعالا وليس خطباً، ولبنان يجب أن يكون له رئيس توافقيquot;.
وقال ساركوزي quot;إن فرنسا تتفق تماماً مع الرئيس المصري في تحليله للوضع في لبنانquot;، وأضاف quot;حان الوقت لكي تثبت سورية بالافعال ما لا تكف عن اعلانه في الخطب، إننا نتوقع من السوريين أعمالا وليس مجرد خطبquot;، وأضاف إن لبنان يجب أن يكون له رئيس توافقي، وهو الأمر ذاته الذي أكد عليه الرئيس المصري حسني مبارك، والذي أبدى دهشته، وأعرب عن استيائه حيال استمرار الوضع في لبنان على هذا النحو، وأن يبقى كل هذا الوقت من دون تسمية رئيس للجمهورية، وناشد سورية التدخل بما لها من نفوذ لدى الأطراف اللبنانية لحسم هذا الوضع.
وكان لافتاً أن يصرح ساركوزي بأنه هو ومعاونوه quot;لن يجروا أي اتصالات مع سورية ما لم تكن هناك ادلة على رغبتها في ان يتم انتخاب رئيس لبناني توافقيquot;، وأضاف قائلاً: quot;لقد سألت الرئيس مبارك إذا كنت قد اصبت باجراء اتصالات مع الرئيس السوري بشار الاسد، وانا غير نادم على ذلك واتحمل المسؤولية اذ كنت اريد ان اتعامل بكل حسن نيةquot;.
واختتم الرئيس الفرنسي تصريحاته قائلاً : quot;لا بد من الاعتراف بأنه لم يعد من الممكن الانتظار ولن اجري، اقصد انني ومعاوني لن نجري أي اتصالات مع سورية ما لم تكن هناك ادلة على رغبتها في ان يتم انتخاب رئيس لبناني توافقيquot;.