السعودية: اعتقال 10 متبرعين لتمويل الارهاب

في اول زيارة لها : ميركل في الرياض الاحد

فريق عمل للحد من سرقة الهواتف المحمولة في السعودية

الأمين العام للمجلس الإسلامي السعودي: زيارة بوتين حلقة ربط

السوق السعودية تختبر الحاجز النفسي عند مستوى 7000

وسيم الدندشي من الرياض: يلتقي العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز غدا في الرياض المستشارة الألمانية أنجيلينا ميركل في زيارة أولى لها إلى السعودية، وفي أجندتها بحث قضية مهمة تديرها برلين نيابة عن عواصم القرار الأوروبي مجتمعة، حيث تترأس لستة أشهر قادمة رئاسة الإتحاد الأوروبي، لتتولى المشاورات الجارية بين الجانب الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة، والتي كشفت مصادر صحفية سعودية أن تأجيل توقيع اتفاقية التجارة الحرة الخليجية الأوروبية يعود إلى أن المفاوض الأوروبي يرى أن هناك صعوبات اعترضت معاهدة التجارة الحرة، وتعلقت بتقييم الإتحاد الأوروبي للسعر المنخفض للغاز الطبيعي الذي تستخدمه المملكة العربية السعودية في الصناعات البتروكيماوية واعتباره بأنه يتعارض مع مبادئ المنافسة الحرة.

في المقابل وافقت المملكة على تقديم بعض التنازلات في مسألة تقدير سعر الغاز مقابل إعفاء صادرات دول الخليج من المنتجات البتروكيماوية من الرسوم الجمركية التي كان الإتحاد الأوروبي يطالب بها وهي 11%، كما شاركت السعودية ايجابيا على تنظيم مسألة (شهادات المنشأ) لمختلف المنتجات وفتح السوق الخليجية أمام الشركات الأوروبية في قطاع الخدمات.

الشريك الثاني

تطورت العلاقات التجارية بين ألمانية الإتحادية والعربية السعودية حتى أصبحت ألمانيا خلال العام الماضي الشريك التجاري الثاني للسعودية بعد الولايات المتحدة الأميركية. ويعدّ ذلك تتويجاً للمهام التي يقوم بها مكتب الاتصال التجاري الألماني السعودي في جدة والرياض الذي تم افتتاحه في عام 1978م من قبل غرفة التجارة والصناعة الألمانية، والذي يقوم بتوفير الإمكانات للشركات ورجال الأعمال من الجانبين للتعرف على المشروعات وسبل المشاركة. وقد وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين اليوم إلى 5.41 مليار يورو، مرتفعا بنسبة 31% عن ما كان عليه في عام 2004م.

وقد حضر منذ أيام إلى مدينة الرياض والمنطقة الشرقية وفد اقتصادي كبير استبق زيارة المستشارة الألمانية ليكون لقاء ضخما جمع ممثلي 107 شركات ألمانية وسعودية، للحديث حول مشروعات قادمة تتعلق بالسكة الحديدية والبنية التحتية، كما أن هناك مشروعات لتحلية المياه وتوليد الطاقة الكهربائية إلى جانب مشروعات تتعلق بحقول الغاز. وفيما تميل كفة الميزان التجاري لصالح الألمانيين، فإن السعودية تعتبر الشريك العربي الأول لألمانيا التي تسعى جاهدة لتوفير اجتياجاته المتزايدة من الطاقة، ليتوافق ذلك مع الإستراتيجية السعودية لزيادة سقف إنتاج النفط تدريجيا إلى عام 2009م لتأمين احتياجات السوق العالمية.

تاريخية العلاقات

في مساء يوم الـ 27 من فبراير للعام 2005م وقف أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز لافتتاح معرض العلاقات السعودية الألمانية بالرياض بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي، ليذكر في كلمته التي ألقاها أمام المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر بعمق وتاريخية العلاقة السعودية الألمانية مبيناً أن quot; الاتصالات السعودية - الألمانية بدأت عام 1929م، في عهد الملك عبدالعزيز يرحمه اللّه، حيث تم التوقيع رسمياً على معاهدة صداقة تضمنت موادها الرغبة في إنشاء علاقات سياسية واقتصادية بين البلدين، وفي عام 1931م تم تعيين القنصل الألماني بجدة دي هاسquot;.

وقد شهدت العلاقات السعودية الألمانية تطوراً مستمراً وإيجابياً وفقاً للأسس التي أرساها قادة البلدين، وتبودلت الزيارات على المستوى القيادي، حيث قام الملك سعود رحمه اللّه عام 1959م بزيارة رسمية إلى ألمانيا، وقام الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه عندما كان ولياً للعهد بزيارة إلى ألمانيا في عام 1978م، ثم قام الملك خالد يرحمه اللّه بزيارة رسمية إلى ألمانيا عام 1980م، وفي المقابل زار المستشار هيلموت شميدت المملكة في عام 1976م، تلا ذلك زيارة خلفه المستشار هيلموت كول للمملكة عام 1985م، كما قام الملك عبداللّه بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد بزيارة إلى ألمانيا عام 2001م.

الأجندة المتطابقة

تتفق أجندة البلدين السياسية على ثوابت سعودية تتعلق أولا بالقضية الفلسطينية، والتي تؤكد السياسة الخارجية الألمانية بأنها مع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولة خاصة به مجاورة لإسرائيل، دون أن يؤثر ذلك في التزام ألمانيا المحافظة على أمن إسرائيل وإمدادها بالتكنولوجيا العسكرية المتقدمة. فيما يشترك الطرفان في رؤيتهما اتجاه العراق، منذ أن بدأت التحضيرات للحرب، إلى أن قامت في 2003م حيث التزمت ألمانيا موقف الضد، ممتنعة حتى بعد ذلك في المشاركة بقوات ألمانية ضمن القوات المشتركة، وقد أعلنت ميركل سابقا أن ألمانيا ليس لديها أية نية لتعديل موقفها بشأن العراق، وأشارت إلى أن بلادها لن تشارك في عمليات قوات حلف شمال الأطلنطي (الناتو) في أراضي العراق، رغم مشاركتها في تدريب عناصر من الشرطة العراقية.

وتتماثل الرؤيتين فيما يتعلق بقضايا المنطقة خاصة فيما يتعلق بلبنان، بدور ألماني ملموس، ربما كان آخره مشاركة برلين في تقديم دعمها المادي والمعنوي لمؤتمر باريس 3 في فرنسا، والتأييد التام لحكومة السنيورة، إضافة إلى الوساطة الألمانية لإطلاق الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين من إسرائيل بعد تحرير الجنوب عام 2000م، مقابل تسليم جثث جنود إسرائيليين، ليكون الطرف الألماني هو الوسيط الخاص أيضاً بالتفاوض مع حزب الله بعد حرب تموز الأخيرة التي أسر قبلها جنود إسرائيليون.