أكراد: نقبل دعوة القرضاوي للتوسط بين الشيعة والسنة
العراقيون يصعدون ضد دمشق والمشهداني يتوجه إليها
السيستاني: مخطط للإساءة للشيعة والتخويف منهم 365 عراقيا ضحايا انفجار شاحنة تحمل طن متفجرات |
فقد ابدى الشيخ خالد العطية النائب الاول لرئيس مجلس النواب العراقي استغرابه من استقبال الرئيس السوري بشار الاسد لرئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ حارث الضاري المعروف بمواقفه المعادية للحكومة العراقية وللعملية السياسية الجارية في العراق. وقال العطية في تصريح صحافي الى quot;ايلافquot; quot; ان هذا الاستقبال لا ينسجم مع التعهدات التي قطعتها حكومة دمشق للوفد الرئاسي الكبير برئاسة فخامة رئيس الجمهورية جلال الطلباني والوفد المرافق معه في دعم الحكومة والمحافظة على وحدة واستقلال العراق وفتح قنوات التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدينquot;.
![]() |
طالباني خلال اجتماعه في دمشق مع الاسد |
وقال لبيد عباوي وكيل وزير الخارجية العراقية انه تم إبلاغ الخارجية السورية باستياء بغداد من لقاء الرئيس بشار الأسد ومسؤولين آخرين بالضاري. وأعرب عن استغرابه للقاء مسؤولين سوريين للضاري الذي يأتي بعد أيام من زيارة الرئيس العراق جلال طالباني لدمشق على رأس وفد كبير. ويقيم الضاري حاليا في الأردن بعد أن أصدرت الحكومة العراقية العام الماضي مذكرة تحقيق بحق الضاري لاشتباه بعلاقته بأحداث العنف.
ومن جهته اعاد علي الدباغ الناطقالرسمي باسم الحكومة العراقية هجومه على سوريا مؤكدا في تصريح له الليلة الماضية إن نصف أعمال القتل والتفخيخ تأتي من سوريا ومن العرب التكفيريين في اشارة الى المقاتلين الاجانب في العراق. وجاء تصريح الدباغ إثر تفجير انتحاري مساء امس اودى بحياة 130 شخصا واصابة حوالي 250 اخرين في منطقة الصدرية التي تقطنها غالبية من الشيعة وسط بغداد.
وشهدت العلاقات بين دمشق وبغداد بعد 70 يوما من اعادتها دبلوماسيا اثر قطيعة استمرت اكثر من ربع قرن توترا ملحوظا إثر استقبال مسؤولين سوريين على رأسهم الأسد للشيخ الضاري والذي كانت الحكومة العراقية قد أصدرت بحقه مذكرة تحقيق للاشتباه بعلاقته بأعمال العنف الطائفي. وكانت الحكومة العراقية قد طالبت سوريا بتسليم مطلوبين بينهم بعثيون سابقون يشتبه في سرقتهم ملايين الدولارات ودعم التمرد المسلح وأعمال العنف في العراق.
![]() |
أطفال عراقيون على الحدود مع سوريا |
واشارت مصادر عراقية اليوم الى ان اغلب العراقيين قضوا اليومين الماضيين بالاتصال بذويهم واقاربهم في العراق بحثا عن وسائل للعودة او تزويدهم بمبالغ مالية ليتمكنوا من الحصول علي الاقامة في سوريا حيث اشترطت دمشق ان يعطي العراقي الراغب بالاقامة مبلغ الفي دولار كضمانة للاقامة فيما لا يتمكن اغلب العراقيين هناك حتي من دفع ايجار منازلهم وهم يشكون حالة من الفقر بعد ان فقد معظمهم منازله وامواله في العراق.
وكانت الحكومة السورية قد اصدرت اوامر تقضي بتحديد اقامات العراقيين على اراضيها بسبب كثرتهم وتأثيرهم علي الوضع الاقتصادي في البلاد فيما تقول جهات سورية ان زيارة طالباني الاخيرة الي دمشق كانت وراء ذلك، فيما يحاول العراقيون وفقا لمصادر من دمشق الطلب من منظمات الامم المتحدة للنظر في قضاياهم بسبب عدم قدرتهم علي العودة للعراق في ظل الاوضاع الصعبة الحالية التي يعيشها. وبدأـ السلطات السورية المختصة عملية تنظيم للتواجد العراقي في سورية قبل ايام عبر جملة من الاجراءات التي دخلت حيز التنفيذ في العشرين من الشهر الماضي حين قررت وزارة الداخلية السورية السماح للعراقيين بالدخول لها مدة 15 يوماً فقط علي أن يتم خلالها مراجعة مراكز الهجرة والجوازات لمن يرغب بالاقامة فيها، ويتم ترحيل كل من تخلف عن مراجعة مراكز الهجرة والجوازات خلال هذه المدة.
وبدأت مراكز الهجرة والجوازات السورية بتشديد الرقابة علي وثائق العراقيين والتدقيق بشكل كبير في الجوازات المزورة وتقوم بتقديم جداول يومية احصائية بأسماء العراقيين القادمين، الي مختلف فروع المخابرات السورية، وأن كل من يقدم طلباً للاقامة يدفع مبلغ ألفي دولار كتأمين لاقامته.. الامر الذي يتوقع معه أن تؤدي هذه الاجراءات الي تقليص عدد العراقيين المتواجدين في سوريا الي نحو النصف.
![]() |
حرس حدود سوريون خلف اسلاك شائكة على الحدود مع العراق |
وجاء الاستياء العراقي من حفاوة دمشق بالضاري اثر شنه شن من دمشق حملة تصريحات معادية للحكومة العراقية وللعملية السياسية في البلاد مشيرا الى انه لايمكن ان تحقق الحكومة المصالحة التي تدعو لها الا اذا سبقتها خطوات جادة ومنها الغاء العملية السياسية الفاشلة التي دمرت العراق وما زالت تدمره والغاء ما ترتب على هذه العملية من دستور زائف جائر وفئوي وطائفي عنصري يقسم ابناء العراق وكذلك انهاء المجلس الوطني المهزلة واطلاق سراح الاسرى والموقوفين الذي يقدر عددهم بعشرات الآلاف على حد قوله.
وكانت العلاقات السورية العراقية قد انقطعت عام 1981 لكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قام بزيارة الى بغداد مؤخرا ووقع فيها مع نظيره العراقي هوشيار زيباري في الحادي والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي على اتفاق لعودة العلاقات الدبلوماسية بين بلديهما.. وتم بعد ايام رفع العلمين السوري والعراقي على مقر سفارتي البلدين في دمشق وبغداد. وخلال الشهر الماضي قام الرئيس العراقي جلال طالباني بزيارة رسمية الى دمشق استمرت اسبوعا كاملا تم خلالها التوقيع على اتفاقيات للتعاون الاقتصادي والفني والامني.. لكن التطورات التي شهدتها العلاقات بين بغداد ودمشق خلال اليومين الماضيين القت بظلال جديدة على هذه العلاقات وسط مخاوف من عودتها الى المربع الاول وسط غياب لاي موقف سوري للرد على اتهامات المسؤولين العراقيين.
الكردستاني: لم نرفض دعوة القرضاوي لوساطة بين الشيعة والسنة
قال الاتحاد الاسلامي الكردستاني العراقي انه لم يرفض مناشدة الداعية الاسلامي يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين للاكراد بالتوسط بين شيعة وسنة البلاد وانهاء الخلافات بينهم والتي تتطور الى نزاع طائفي مسلح.
وقال الاتحاد الذي يتراسه النائب في مجلس النواب العراقي صلاح الدين محمد بهاء الدين وله خمسة مقاعد في المجلس في بيان ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم ان تقارير صحافية اشارت الى انه قد رفض دعوة القرضاوي لوساطة كردية بين الشيعة والسنة لكن ذلك غير صحيح. واوضح ان ان الاكراد كطرف فعال و محايد هم في مستوى ذلك الطلب الخيًر. واكد انه دائما مع جميع الجهود المخلصة للسلم و المصالحة في جميع انحاء العراق.. وفينا يلي نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
ايضاح من مكتب الإعلام المركزي
للإتحاد الإسلامي الكوردستاني حول خبر غير صحيح.
راينا من الشريط الخبري لبعض الفضائيات خبرا يزعم بان الإتحاد الإسلامي الكوردستاني قد رفض الدعوة التى اطلقها الدكتور يوسف القرضاوي لوساطة كردية بين السنة و الشيعة.
نحن في الإتحاد الإسلامي الكوردستاني نعتقد بان الكورد كطرف فعال و محايد هو في مستوى ذلك الطلب الخيًر، و ينتظر منه الجميع مواقف خيَرة في هذا المجال.
ونؤكد باننا في الإتحاد الإسلامي الكوردستاني كما كنا دائما مع جميع الجهود المخلصة للسلم و المصالحة في جميع انحاء العراق.
و حول ذلك الخبر المزعوم فان ذلك لم يرد في اي من البيانات او المواقف الرسمية للحزب، و انما اعتمد بعض الفضائيات في ذلك على لقاء صحفي مع احد اعضائنا و الذي ثمن في مقابلته مبادرة الدكتور يوسف القرضاوي عا ليا و لكنه اضاف بان تحديد الفئة الباغية في هذا الأمر ليس في استطاعة الكورد وربما يجره هذا العمل الى التورط في تلك الحرب الدائرة التي لا مصلحة لأي احد فيها.
مرة اخرى نؤكد الموقف الثابت للإتحاد الإسلامي الكوردستاني لدعم جميع الجهود بأتجاه السلام و المصالحة.
مكتب الإعلام المركزي
للإتحاد الإسلامي الكوردستاني
4/2/2007
وقوبلت دعوة القرضاوي التي اطلقها مؤخرا إلى أكراد العراق للتدخل من أجل وقف الصراع السني الشيعي في العراق بردود فعل متباينة على المستويين السياسي والشعبي في منطقة كردستان العراق تراوحت ما بين الإشادة والتحفظ. واعتبرت شخصيات سياسية كردية أن الأكراد بذلوا بالفعل جهودا حثيثة في هذا الشأن دون جدوى، حيث لا تتوفر لدى كل طرف النية الأكيدة للمصالحة والتوافق. ورأت شخصيات أخرى أن دعوة العلامة القرضاوي لهم للقيام بهذه المهمة الصعبة نوع من التقدير يدفعهم للمزيد من أجل إيقاف عجلة الاقتتال.
التعليقات