بعد الإعلان عن متهم بالتخابر لإسرائيل
متحف للآثار اليهودية في مصر يثير جدلاً


غلاف مجلة صدرت في مصر عام 1947
نبيل شرف الدين من القاهرة: بدأ المجلس الأعلى للآثار ـ التابع لوزارة الثقافة في مصر ـ عملية حصر شاملة لكل المقتنيات والآثار اليهودية في البلاد لمعرفة عددها وأنواعها وتصنيفها، وما إذا كانت تتطلب إنشاء متحف مستقل أو يمكن عرضها في المتاحف الحالية باعتبارها جزءاً من التراث الحضاري المصري. جاء ذلك على لسان مصدر في وزارة الثقافة المصرية، الذي أوضح أن هذا الإجراء يأتي استجابة لطلب من أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري، بدراسة اقتراح تلقاه من حاخام أميركي بإقامة متحف يهودي في القاهرة، قائلاً إن الحاخام عرض تحمل كل نفقات ترميم الآثار اليهودية في مصر من خلال توجيه نداء عالمي لجمع التبرعات لهذا الأمر، كما طالب الحاخام الأميركي بجمع هذه المقتنيات اليهودية لعرضها في متحف خاص داخل مصر، وعرض أيضاً تنظيم جولات خارج مصر لأهم هذه المقتنيات.

وأوضح المسؤول المصري أن بلاده قد ردت على هذا الطلب مؤكدة أن الآثار اليهودية ترمم حسب حاجتها للترميم، وأنه لا يوجد لديها مانع من إنشاء متحف يهودي في حال كان حجم هذه المقتنيات يستحق ذلك.

وتتزامن هذه الأنباء مع إعلان السلطات المصرية قبل أيام عن اتهام المصري محمد عصام العطار الذي يحمل أيضاً الجنسية الكندية، بالتخابر لحساب إسرائيل، في أوساط المصريين والعرب في كندا، كما أعلنت أيضاً عن مطالبتها الشرطة الدولية (انتربول) تسليمها ثلاثة أشخاص، قالت إنهم ضباط استخبارات إسرائيليون، يقيمون في تركيا وكندا.

جدل وشكوك
وأثارت هذه الأنباء جدلاً في مصر، وعلق الصحافي حمدي رزق في صحيفة (المصري اليوم) على الأمر بقوله إن quot;مقترح المتحف في هذا التوقيت، وعلى هذا النحو غير مريح، وإذا كان العرض جدياً لدرجة تدخل وزير الخارجية، فلابد من إحالة الملف إلى الأمن القومي لدراسة تداعياته المحتملة، فالمشاريع اليهودية الأميركية في المنطقة لا تخطئها عين، وأخشى أن يكون المتحف أحدها باعتباره مسمار جحا يهوديا جديدا يدق في الأراضي المصريةquot;، على حد تعبيره.

ويقول الخبير في الشؤون اليهودية د. عرفه عبده علي، إن الطائفة اليهودية في مصر كان لها مجلسها العام (الحاخام خانة الكبرى) يختص بالأحوال الشخصية لليهود كالزواج والطلاق والميراث، وفقاً لتقاليد وطقوس الديانة اليهودية، وطبقاً للنظام الملي الذي أنشئ في العهد العثماني.

وأشار الخبير في الشؤون اليهودية إلى أن الطائفة اليهودية استفادت مما أقره الدستور المصري عام 1923 في ما يتعلق بمبدأ المساواة في الحقوق الدينية والسياسية دون تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين، لافتاً إلى أنه كانت لهم حرية ممارسة شعائر ديانتهم، ولقوا مساندة من الحكومة المصرية، بمنحهم الأراضي مجاناً وتيسيرات البناء ، مما ساعد على انتشار المحافل والمعابد اليهودية في القاهرة والإسكندرية وبعض مدن الدلتا، مشيراً إلى أن عدد المعابد اليهودية بلغ ndash; حتى منتصف القرن العشرين ndash; 29 معبداً في القاهرة وحدها ، فضلاً عن 20 معبدا وكنيسة في الإسكندرية وبعض عواصم المحافظات المصرية الأخرى.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن معبد quot;بن عزراquot; في حي مصر القديمة، يعد من أهم وأقدم المعابد اليهودية في القاهرة، وقبل سنوات قامت بعثة إسرائيلية برئاسة البروفيسيور مارك كوهين، بدراسة وثائق quot;الجينيزاquot; والمخطوطات النادرة التي يضمها المعبد ، تحت إشراف المركز الأكاديمي الإسرائيلي.
كما يعتبر معبد quot;الإسماعيليةquot;، أو quot;شعار هاشاميمquot; الذي يقع في شارع عدلي وسط القاهرة، من أجمل وأروع المعابد اليهودية في مصر، وقد شيدته عائلة quot;موصيريquot; اليهودية الشهيرة عام 1903 وقد قام بتجديده عام 1981 المليونير اليهودي نسيم جاعون، واتحاد السفارديم العالمي، وهو من أهم مزارات السائحين الإسرائيليين لمصر.