أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: وجه المدير العام للأمن الوطني الشرقي اضريس، أمرا لرؤساء جميع الدوائر الأمنية بالمغرب للبدء في تنظيم حملات ضد المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين تزايدت أعدادهم، خلال الشهور الأخيرة، بشكل كبير. وأفادت مصادر أمنية، لـ quot;إيلافquot;، أن جميع الموقوفين في هذه الحملات، التي ستنطلق بعد أيام، سيسلمون إلى مديرية الاستعلامات العامة ومراقبة الحدود، بهدف إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.وجاءت هذه التحركات بعد أن تحولت أحياء عدد من المدن إلى quot;ملاجئquot; كبرى للمهاجرين، في انتظار تحقق الحلم الأوروبي وتسللهم إلى الضفة الأخرى، وهو الشيء الذي قد يطول انتظاره فيتحول العابر إلى مقيم.ووفق ما أوردته مجموعة من التقارير الصحافية، فإن عدد المهاجرين غير الشرعيين يتراوح ما بين 15و 19 ألف شخص عبر التراب الوطني.

وشكل معظم الوافدين الجدد تجمعات خاصة بهم في الأحياء الشعبية، كما أضحوا يتطلعون إلى الإندماج في الحياة المغربية، لكنهم حملوا معهم ظواهر سلبية عديدة بفعل انسداد آفاق العمل .ومن بين هذه الظواهر ممارسة التسول والإستجداء في الشوارع والأسواق العمومية ومختلف المقاهي والأماكن العامة، إما عبر الاستعانة بالنطق بكلمات دارجة أو الاكتفاء بالفرنسية أو الإنجليزية أو حتى لهجات محلية. ولم يمنع الطابع المسالم لأغلبهم من تطور سلوكات البعض الآخر وتحولها إلى أنشطة إجرامية، كالسرقات والنصب وتهريب المخدرات أو الاعتداء جنسيا على فتيات مهاجرات من الدول الإفريقية، وهو ما بدأ يظهر جليا، خلال الأشهر الماضية، بعد أن لوحظ تجول فتيات في الشوارع والأزقة، وهن يحملن أطفالا فوق ظهورهن، من أجل استجداء المارة للحصول على لقمة تسد الرمق.

ومن أبرز السلوكات الإجرامية الخطيرة التي ارتبطت بالأفارقة، تزوير العملة والنصب، إذ اعتقل مجموعة منهم في قضايا تتعلق بهذا الشأن في مختلف مدن المملكة، كما أنهم أدخلوا تقنية جديدة في تهريب الكوكايين إلى مطارات المملكة.ففي ظرف شهر واحد أوقف 32 منهم، أغلبهم يتحدرون من نيجريا، بعد أن توصلت آلة الكشف بالصدى، التي اقتناها المكتب الوطني للمطارات، عن المئات من الكبسولات التي كانت تملأ بطونهم. ورغم جميع صعوبات الاندماج والتأقلم فقد نجح العديد من الأفارقة، الذين استقروا في المغرب، في تكوين أسر وإيجاد فرص للعمل.

وحسب توقعات المحللين فإن الهجرة هذا النوع من الهجرة إلى المملكة سيزيد خلال السنوات المقبلة، وقد تنتج عنه مشاكل كبيرة لأن المغرب سيجد نفسه أمام جالية لها خصوصياتها الثقافية والاجتماعية والعرقية تحتاج إلى تدبير حكومي لعلاجها، إضافة إلى المشاكل التي يطرحها السكان الأصليون.