عيسى العلي من الدار البيضاء: كشف خبير في شؤون الحركة الإسلامية بالمغرب أن موعد إعلان القاعدة عن تنظيم لها في منطقة المغرب العربي بات وشيكا جدا، مشيرا إلى أن quot;خلق تنظيم إرهابي مغربي جديد أضحى مسألة وقت ليس إلاquot;. وأفاد الخبير ذاته أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، التي أعلنت أخيرا ولاءها لتنظيم أسامة بن لادن، ربطت، في الآونة الأخيرة، اتصالات مع الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة والجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وجماعة إرهابية في تونس وموريتانيا ومالي للم شتات السلفيين بهدف quot;تشكيل تنظيم إرهابي تابع للقاعدةquot;، يشرف على تنفيذ مخططاتها في المنطقة.

وكان محمد ضريف، باحث مغربي في شؤون الحركة الإسلامية، استبعد أن تنقل الجماعة السلفية الجزائرية، عملياتها إلى داخل المغرب، مشيرا إلى أن نشاطها يقتصر حاليا على استقطاب quot;انتحاريين شباب مغاربة، من خلال جماعات تتمركز في المناطق الشمالية تعتنق التيار السلفي، وتدربهم قبل إراسلهم إلى العراقquot;.

و يضيف الباحث المغربي، في تصريح ل quot;إيلافquot; انه رغم استئناف الجماعة السلفية تحركها من جديد عبر تنفيذ عمليات متفرقة داخل الجزائر إلا أن quot;ذلك لا يعني تحولها إلى مرحلة تنفيذ مخططات تستهدف مواقع ومؤسسات أجنبية داخل المملكةquot;.

وبخصوص التقارير الاستخباراتية الإسبانية التي تحدتث عن وجود عدد كبير من الانتحاريين المغاربة المفترضين ببغداد، قال محمد ضريف إن quot;عددهم قليل جدا مقارنة مع باقي الجنسيات الأخرىquot;.

وتتزامن هذه التطورات مع حكم غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بسلا، الجمعة المنصرمة، بالسجن 10 سنوات على 14 متهما من الساحل والصحراء، المشتبه تورطهم في التحضير لعمليات إرهابية في منطقة المغرب العربي، بتنسيق مع الجماعة السلفية الجزائرية.

وهكذا أدانت الهيئة محمد سعيد إدغيري، زعيم الخلية بالسجن 10 أعوام نافذة، وعلى عبد اللطيف بوزردة بالسجن 6 أعوام، وعلى كل من رضوان لعريبي العروسي، وعبد الإله القرقوري، وخالد المقدم، وعادل شريف الحراق، وإبراهيم دازداز، ومحمد أبرادة، وسعيد أحوزين، بالسجن 4 أعوام، وعلى ميلود لعرج بالسجن 3 أعوام.

كما أدانت كل من عبد المالك البطيوي، وياسين البهجة بالسجن عامين، في حين برأت ساحة كل من أحمد بوستة، وعبد الهادي تيكرج، ومنحت الحكمة للمدانين، 10 أيام، لاستئناف الحكم إذا رغبوا في ذلك.

وكانت مصالح الأمن لاحقت إدغيري، منذ 2005، وتمكنت من رصد تحركاته واتصالاته، داخل وخارج المغرب، قبل أن تهتدي إلى تفكيك خليته.

وينتظر أن تبث الغرفة ذاتها، الأسبوع المقبل، في قضية يتابع فيها 26 شخصا بتهمة الانتماء إلى خلية إرهابية دولية تعمل على استقطاب وإرسال متطوعين نحو العراق، وتربط علاقات ايديولوجية وتتلقى دعما ماليا ولوجيستيكيا من قبل مجموعات إرهابية دولية، من بينها القاعدة والجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية والجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية، وكذا مع أشخاص معروفين بتوجههم نحو العمل الإرهابي على الصعيد الدولي

يشار إلى أنه خلال عام 2003 تبنت الجماعة السلفية عملية خطف 32 سائحا معظمهم من الألمان، في أقصى جنوب الجزائر وفي مالي والنيجر. وكان زعيم خليتهاعمار صايفي الملقب بعبد الرزاق quot;الباراquot; (المظلي) اعتقل بعد احتجاز الرهائن، وسلم إلى الجزائر، حيث يسحن حاليا.

وقد خلف صايفي quot;الأميرquot; مختار بلمختار، لكن السلطات الجزائرية قالت إنه يقود quot;عصابة مجرمينquot; يبتزون العاملين في القطاع النفطي لحسابها الخاص.وأكدت الجزائر أنه لم يبق في صفوف الجماعة السفلية سوى 300 مقاتل مسلح ينشطون في شمال البلاد، سيما في جبال منطقة القبائل (شرق العاصمة)، وأنهم منقسمون.