موسكو: كشف خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية أن القيادة الروسية لا تنوي التسليم بالهيمنة الأميركية وتعتزم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتدعيم القدرة الدفاعية لبلادها.

ويرى محللون عسكريون وسياسيون أن روسيا لا تحتاج إلا إلى القلة القليلة من الصواريخ والغواصات والطائرات الإستراتيجية الجديدة حتى تحقق هذا الهدف، أي أن روسيا لا تجد ضروريا أن تخوض سباق أسلحة باهظ التكاليف.

والواقع أن روسيا بدأت تزيد النفقات العسكرية. وأعلن وزير الدفاع الروسي أن المطلوب، حتى تتطور القوات المسلحة الروسية كما ينبغي، تخصيص 3% من الناتج المحلي الإجمالي للنفقات العسكرية مع العلم أن روسيا خصصت في عام 2006 وفي غيره من الأعوام السابقة 6ر2% من الناتج المحلي الإجمالي للنفقات العسكرية، أي أن ارتفاع النفقات العسكرية مستقبلا أمر ممكن خاصة أن حتى بعض نواب حزب السلطة (حزب quot;روسيا الموحدةquot;) طالما طالبوا بزيادة الميزانية العسكرية. وقد ارتفعت مخصصات الدفاع خلال الأعوام الستة الأخيرة بأكثر من 5ر3 مرة من 214 مليار روبل إلى 821 مليارا وفقا لوزير الدفاع.

وقال وزير الدفاع الروسي إن الميزانية العسكرية لروسيا اليوم تنخفض 25 مرة عن الميزانية العسكرية للولايات المتحدة الأميركية. ولكن تجدر الإشارة إلى أن أجور العمل في القطاع الصناعي الروسي أقل منها في الولايات المتحدة في حين تستمر روسيا في إنتاج التقنيات العسكرية القادرة على مواجهة تهديدات البنتاغون بشكل كامل.

ولا بد من الإقرار بأن الرد الذي وعدت روسيا بتوجيهه إلى من يهددها لا يمكن إلا أن يكون مكلفا. وجدير بالذكر أن الكثير من بلدان العالم خاصة البلدان التي تملك احتياطيات كبيرة من النفط والغاز بما فيها جمهوريات سوفيتية سابقة، تتوجه لزيادة النفقات العسكرية.

وإزاء ذلك لا يمكن استبعاد مشاركة روسيا في سباق للأسلحة ينهك خزينتها وهذا مع العلم أن الاتحاد السوفيتي قضى في حينه في غمار سباق الأسلحة.