اندريه مهاوج من باريس :بدأ مردود الحملة المضادة التي اطلقتها المرشحة الانتخابية للرئاسة الفرنسية سيغولان رويال يظهر في أوساط الرأي العام وان كان الفارق بين رويال ومنافسها الرئيس المرشح عن الحزب الحاكم وزير الداخلية نيقولا ساركوزي لا يزال شاسعا .ويبدو من استطلاعات الرأي التي تلت اعلان رويال عن برنامجها الانتخابي نهار الاحد الماضي ان ما وصفته بالميثاق الرئاسي اعاد تلميع صورتها بعض الشيء في الاوساط العشبية بعدما بدت مقنعة في التعهدات التي قدمتها للفرنسيين في حال انتخابها لتحسين ظروفهم المعيشية ومحاربة البطالة وإعادة الأمن الى المدن وزيادة الأجور وخصوصا الحد الادنى منها وضمان استمرار عمل نظام التقاعد ... وهي مواضيع حساسة تعني الفرنسيين بشكل مباشر وتستقطب الناخبين في الدور الاول بينما يؤكد الخبراء ان السياسة الخارجية التي تشكل نقطة الضعف في مسيرة رويال نحو الرئاسة لن تدخل في معايير اختيار الناخبين لمرشحهم الا في الدور الثاني اي بعد المواجهة المتلفزة المقررة بين الفائزين الاولين في الدور الاول .

وعلى الرغم من تحسن صورة رويال فإن استطلاع الرأي لا يرجح وصولها الى قصر الاليزيه إذ اظهر آخر استطلاع أن منافسها الرئيس اي ساركوزي لا يزال يتقدم عليها ما بين ست وثماني نقاط . وقد اظهر احد استطلاعات الرأي ان وزير الداخلية سيفوز في الدور الثاني بحصوله على 54 في المئة من الاصوات مقابل 46 للمرشحة الاشتراكية بينما اظهر استطلاع آخر ان ساركوزي سيحصل على 53 في المئة مقابل 47 في المئة لرويال ووفقا لهذه النتيجة تكون رويال قد تقدمت بواحد في المئة في الدور الثاني مقارنة باستطلاع مماثل للرأي اجري قبل إفصاحها عن برنامجها الانتخابي كما تقدمت في الوقت نفسه ثلاث نقاط في الدور الاول .

الحزب الاشتراكي علق على هذه النتائج معربا عن الارتياح وان كان ما يأمله اي تصدر مرشحته استطلاعات الرأي لم يتحقق بعد واعتبر الحزب انه يلزم بعض الوقت لكي تترسخ الافكار التي اطلقتها مرشحته في ذهن الناخبين الفرنسيين مؤكدا ان العمل على الارض سيأتي بثماره الايجابية وان اللقاءات والمهرجانات الانتخابية التي ستعدقها رويال بالمئات قبل موعد الانتخابات كفيلة بجذب الفرنسيين وبمنحهم ثقتهم للمرشحة الاشتراكية لدى الحزب الحاكم النمط مغاير اذ يؤكد القيمون عليه ان رويال لم تأت بجديد في برنامجها الانتخابي وان مفعول نفحة الاوكسيجين التي حصلت عليها منافسة ساركوزي سيبقى محدودا لان برنامجها الانتخابي لا يحمل اي افكار جديدة وانها مجرد عودة الى سنوات ليونيل جوسبان رئيس الحكومة الاشتراكي الاسبق والذي فشل في انتخابات عام 2002 في الوصول الى الدور الثاني.