تلفزيون بريطاني يسعى لمقاضاة مركز اعلام عراقي
اتهامات وتهديدات حول برنامج quot;فرق الموت الشيعيةquot;

فتح الحدود العراقية مع إيران وسوريا واعتقال 3 أمراء للمسلحين

بغداد: قتل واعتقال 42 إرهابيا ومخطط لاسقاط الطائرات الاميركية

أسامة مهدي من لندن: اثار برنامج رضته القناة الرابعة البريطانية بعنوان quot;فرق الموت الشيعيةquot; اتهامات وتهديدات باللجوء الى القضاء بين القناة ومركز العراق الجديد للاعلام والدراسات في بريطانيا بعد ان وجه كلا منهما للاخر اتهامات بتزوير الحقائق . وقال ناطق باسم مركز العراق الجديد للإعلام والدراسات في بريطانيا في تصريح صحفي الى quot;ايلافquot; اليوم ان الصحفية البريطانية في القناة البريطانية الرابعة ( BBC4) ديبرا ديفيز قد اتصلت بمدير المركز طالب الرمَّاحي واتهمته بالتشكيك في المعلومات التي وردت في البرنامج الذي اعدته في العراق وعرضته من شاشة القناة تحت عنوان quot; فرق الموت الشيعيةquot; مؤخرا . وكان المركز المقرب من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق قد نشر تقريرين مشككا بمعلومات البرنامج اضافة الى ظهور الرماحي في برنامج quot;الإتجاه المعاكسquot; بقناة الجزيرة القطرية في السادس من الشهر الحالي متهما الصحفية بالسعي quot;الى الإضرار بالشعب العراقي وإثارة النزعة الطائفية بين أبنائه وتشجيع عمليات العنف المتبادل والطعن بالحكومة العراقية من خلال اتهام أحد وزرائها بأدلة ومعلومات زائفة وغير دقيقةquot;.

واشار الناطق الى ان الصحفية ديفيز طلبت من المركز سحب مقالاته وتصريحات مديره مؤكدة صحة جميع المعلومات الواردة في البرنامج ونزاهة الأشخاص الذين اعتمدت عليهم أثناء تصويره . . وبخلافه فإن القناة الرابعة ستبادر الى مقاضاة مركز العراق الجديد للإعلام والدراسات quot;لأنه قد أساء الى القناة وطعن في مصداقيتهاquot; كما قالت . وكان البرنامج وجه اتهامات لوزير الداخلية السابق وزير المالية الحالي والقيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الشيعي في العراق بيان جبر صولاغ بتشكيل فرق موت لقتل واختطاف وتهجير المواطنين العراقيين عندما كان وزيرا للداخلية في حكومة رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري بين عامي 2005 و2006 .

بيان جبر صولاغ
واوضح الناطق ان الرمَّاحي قد رفض quot;ما ادعته الصحفية البريطانية من صحة التقرير ونزاهة الأشخاص الذين اعتمدت عليهم في استقائها للمعلومات وخاصة النائب في البرلمان العراقي محمد الدايني واتهمها بالحاق الضرر بالشعب العراقيquot; . وقال quot;ان للمركز الحق بإقامة الدعوى أيضا ضد القناة البريطانية حيث يمتلك الكثير من الأدلة التي تثبت عدم نزاهة المصادر التي اعتمدها البرنامج وقلب الكثير من الحقائق التي شوهت طبيعة ما يجري على الأرض من عمليات قتل وتهجير واختطاف لصالح المجاميع الإرهابية وعلى حساب الضحايا من أبناء الشعب العراقيquot; .

واتهم الناطق النائب الدايني quot;بتمويل إنتاج البرنامج quot; وتزويد الصحفية البريطانية بالمعلومات اللازمة وتوفير سبل التنقل والحماية وتحديد الأماكن التي زارتها والأشخاص الذين تكلموا فيه حيث عرض في كثير من القنوات الفضائية وأثار سجالاً في الأوساط الإعلامية والسياسية والإجتماعية في داخل العراق وخارجه وعمق حالة الخلاف والتناحر الطائفي داخل العراقquot; كما قال . وكان نواب شيعة في مجلس النواب العراقي قد اعلنوا قبل ايام نيتهم تقديم مقترح برفع الحصانة البرلمانية عن الدايني لتزويده الصحفية البريطانية بالمعلومات التي قدمتها في البرنامج وتكرار اقواله هذه في برنامج قناة الجزيرة الذي شارك فيه مع الرماحي .

وكان البرنامج عرض مقابلات اجرتها الصحفية ديفيز مع مسؤولين عراقيين واميركيين اتهموا خلالها صولاغ بالتغطية على نشاط فرق الموت وتوجيه رجال شرطة تابعين لوزارة الداخلية عندما كان وزيرا لها لارتكاب جرائم قتل للسنة .

وقال النائب عن محافظة ديالى في مجلس النواب العراقي محمد الدايني للقناة الرابعة خلال البرنامج الذي استمر عرضه ساعة كاملة انه عندما تم الكشف قبل اشهر وحينما كان صولاغ وزيرا للداخلية عن وجود 600 معتقل في سجن سري بمديرية التسفيرات في مدينة بعقوبة عاصمة المحافظة وهم يتعرضون لانواع بشعة من التعذيب وقيامه بعرض صور عدد منهم قام رجال شرطة مسلحون بالهجوم على عائلته وقتل عشرة من افرادها . واضاف ان الناس كانوا يخشون التحدث عن الجرائم التي كانت ترتكبها فصائل من الشرطة ضدهم في عهد صولاغ لكنه بعد رحيله من وزارة الداخلية بدات تتكشف تفاصيل عن الجرائم التي ارتكبت في عهده .

وعرضت مقدمة البرنامج quot;ديبرا ديفيزquot; وثائق استخبارية قالت انها تتحدث عن ضلوع منظمة بدر التابعة للمجلس الاسلامي الاعلى بعمليات قتل طائفية ايضا اضافة الى عمليات تعذيب كانت تجري في مقرات وزارة الداخلية وسجونها السرية وخاصة في معتقل الجادرية في بغداد الذي كشفت عنه القوات الاميركية في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2005 . وقد اكد خبراء اميركيون كانوا يعملون في وزارة الداخلية سابقا للقناة حصول جرائم ارتكبتها فرق الموت في عهد صولاغ وقالوا انهم قد تحدثوا عن هذه الجرائم الى السلطات الاميركية وقاموا بالكشف عن البعض منها من التي علموا بها .

ديبرا ديفيز معدة ومقدمة البرنامج
وتوجهت معدة البرنامج التي زارت بغداد مؤخرا بسؤال الى النائب عن التيار الصدري بهاء الاعرجي عن الاتهامات التي توجه الى جيش المهدي التابع للتيار بارتكاب جرائم قتل واختطاف وتهجير فاجاب ان هناك الكثير من العصابات التي تعمل بتوجيه من مخابرات اجنبية هي التي ترتكب هذه الجرائم التي تنسب لجيش المهدي . واشار الى ان افراد هذه العصابات يرتدون زي هذا الجيش عند ارتكاب جرائمهم للادعاء بانها من فعل جيش المهدي .
وتحدث البرنامج عن عمليات القتل والتهجير الطائفي التي تنتشر في انحاء العراق واكد ان اعداد القتلى وصلت ارقاما قياسية واجرى مقابلات مع مواطنين اكدوا عمليات القتل الجماعية الطائفية المتبادلة بين الشيعة والسنة وخاصة في العاصمة بغداد . واكدت مقدمة البرنامج ان الاميركان يتفرجون على عمليات القتل الطائفية من دون ان يحركوا ساكنا لوقفها او الحد منها .

وسبق لمنظمة العفو الدولية ان طالبت الحكومة العراقية باعلان نتائج التحقيقات في معتقل الجادرية في والمتعلقة باعتقال العشرات من العراقيين في المعتقل الخاضع لسيطرة وزارة الداخلية العراقية لمضي اكثر من سنة على التحقيق دون اعلان النتائج كما لم يتم إخضاع المسؤولين عن احتجاز المعتقلين وتعذيبهم ومعاملتهم بوحشية للمساءلة حتى الآن. ورحبت المنظمة بإعلان الحكومة عن إجراء تحقيق في قضية الجادرية ولكنها اشارت الى انها أصبحت قلقة على نحو متزايد بشأن التأخير في الكشف عن نتائجه وحثت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي على نشر نتائج التحقيق وضمان إخضاع المسؤولين عن الانتهاكات في قضية الجادرية للمساءلة الفورية بمقتضى القانون الدولي ولكن من دون اللجوء إلى عقوبة الإعدام.

وبدورها كانت وزارة الداخلية العراقية قد وجهت مؤخرا الى العشرات من عناصرها بينهم ضباط كبار تهمة انتهاك حقوق الانسان حسبما اعلن المتحدث الرسمي باسم الوزارة العميد عبد الكريم خلف .وكشف خلف عن وجود ضباط كبار بين المتهمين وقال ان laquo;الوزارة وجهت الاتهام لـ 57 موظفا بينهم ضباط رفيعو المستوى لتورطهم بجرائم ضد حقوق الانسان ودورهم في تعذيب المئات من المعتقلين في سجن رقم 4 بالجادرية بضواحي بغداد .