أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: للمرة الثانية في ظرف أربعة أيام، لجأت السلطات الأمنية إلى المواطنين لمساعدتها في حملة تعقب إرهابيين مفترضين، بعد نشرها، أمس الثلاثاء، صور مشتبه بهما يشتبه في ارتباطهما بجماعات إرهابية، خاصة المنظمة الإرهابية المعروفة ب quot;القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميquot;، التسمية الجديدة للجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية.

وبهذا يكون بلهاشمي محمد رضا وحمام بلال، انضما إلى لائحة المبحوث عنهما المنشورة صورهما، والتي كانت تضم قبل الإعلان الجديد، عنصرين اثينن، هما عزيز الشكاني، المعروف ب quot;يوسفquot;، وعبد الهالي الشايري المعروف ب quot;البشيرquot;.

وأهابت السلطات الأمنية بكل شخص يتوفر على معلومات أو يعلم بالمكان الذي يمكن أن يختبأ فيه المبحوث عنهما أن يسارع إلى إخبار السلطات الإدارية أو أقرب مركز لمصالح الأمن (الدرك الملكي والأمن الوطني).

وتنكب مصالح الأمن، حسب ما أكدته مصادر مطلعة، على تجميع معلومات حول أكثر من 40 شخصا يشتبه في ارتباطهم بتنظيمات إرهابية، ضمنهم مبحوث عنهم في اعتداءات 16 ماي الإرهابية التي كانت استهدفت في العام 2003 مدينة الدارالبيضاء، مشيرة إلى أن quot;هذه المصالح تتوفر حاليا على رسوم تقريبية مأخوذة من جهاز الكومبيوتر لمجموعة منهمquot;.

وأصدرت المصالح الأمنية المغربية، منذ حوالي أسبوع،مذكرات بحث على الصعيد الوطني بحق 40 شخصا، تحرر في حقهم لأول مرة مذكرات بحث، فيما جرى تحديث مذكرات بحث أخرى في حق ثمانية أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة، ويعتقد أنهم يعتزمون القيام باعتداءات إرهابية ضد المملكة.

وعملت المصالح الأمنية المختصة على توزيع صور المذكرات التي تضم صور المبحوث عنهم وبعض المعلومات الشخصية المتعلقة بهم، على جميع النقط الحدودية الخاضعة للمراقبة، وعلى رأسها المطارات والموانئ.

ولم تقتصر التعبئة على شوارع المدن الكبرى والمؤسسات العمومية والأجنبية والفنادق السياحية ونقاط العبور، بل امتدت إلى مكاتب وزارة الداخلية بالرباط. كما دشنت اجتماعات، الجمعة الماضية، بتقديم عروض حول الوضع الأمني في البلاد، شدد من خلالها على ضرورة مواصلة تعبئة الإدارة الترابية ومختلف مصالح الأمن للتصدي لأي تهديد إرهابي.

وخلال هذا الاجتماع جددت الدعوة للولاة وعمال المملكة، و مسؤولي مصالح الأمن، إلى المزيد من اليقظة للتصدي لأهداف المجموعات الإرهابية، بإعطاء الأولوية للعمل الوقائي الذي مكن خلال الأشهر الأخيرة من تفكيك عدد من الخلايا الارهابية.

وقال وزير الداخلية إن توعية وتعبئة المواطنين تبقى عنصرا حاسما في إفشال أي مخطط يرمي إلى المساس بالأشخاص والممتلكات. وتجسد تنسيق الأنشطة الأمنية من خلال عقد عدد من الاجتماعات للتشاور على المستوى المركزي وكذلك من خلال تبادل المعلومات، فضلا عن قضاء رجال الأمن والدرك ومصالح الاستخبارات أكبر وقت من اليوم في العمل مع رفع عدد الذين يشتغلون ليلا للتتبع مختلف التحركات و لتجنيب البلاد شر ما يخطط له الإرهابيون.

وشارك في هذا الاجتماع، الذي كان وزير الداخلية ترأسه، كل من الجنرال دو كور دارمي حسني بنسليمان قائد الدرك الملكي، وجنرال دودفيزيون حميدو لعنيكري المفتش العام للقوات المساعدة، وجنرال دو بريغاد عبد الكريم اليعقوبي مفتش الوقاية المدنية، وياسين المنصوري المدير العام للإدارة العامة للدراسات والمستندات، والشرقي اضريس المدير العام للأمن الوطني، وعبد اللطيف حموشي المدير العام لإدارة مراقبة التراب الوطني، إضافة إلى المساعدين الأقربين لوزير الداخلية.