الياس توما من براغ: عكس اليوم الأول من محادثات فيينا استمرار التنافر الكبير في المواقف بين الصرب وألبان كوسوفو بشان مستقبل الإقليم الأمر الذي دفع بالوسيط الدولي مارتي اهتساري إلى الاعتراف بعدم تفاؤله بإمكانية التوصل إلى حل وسط . ورأى انه ستحدث معجزة لو استجاب الصرب لطلب الألبان باستقلال الإقليم أو قبول ألبان كوسوفو بالعرض الصربي لهم بمنح الإقليم درجة متقدمة من الحكم الذاتي ولكن في إطار الدولة الصربية .

ويؤكد اهتساري أن مواقف الطرفين لم تقترب من بعضها في محادثات اليوم الأول ولذلك يرى انه لا يمكن توقع الوقت اللازم للتوصل إلى حل وسط في ظل هذه المواقف المتناقضة . وفي الوقت الذي حذر فيه اهتساري من أن تأجيل البت بوضع الإقليم يمكن له أن يجعل الوضع الأمني يتدهور في الإقليم اتهم المفاوض الألباني فيتون سورري الصرب بالعمل على إعادة المحادثات إلى نقطة البداية وفتح عملية جديدة للتفاوض بدلا من مناقشة مقترحات اهتساري .

الطرف الصربي شدد من جهته على لسان احد مفاوضيه وهو سلوبودان سامارجيتش أن الصرب لا يرفضون اقتراحات اهتساري بكاملها وإنما فقط الأحكام الواردة فيها والتي تخرق وحدة وسيادة الأراضي الصربية فيما شدد زميله الكسندر سيميتش على انه لا يمكن التوصل إلى حل وسط من دون إجراء تغييرات في مقترحات اهتساري .

و لا تتحدث خطة اهتساري التي عرضت على الطرفين الشهر الماضي صراحة عن استقلال الإقليم غير أنها تمنحه العديد من صفات الدول المستقلة كحقه بدستور وعلم وقوات مسلحة محدودة ونشيد وطني والتوقيع على اتفاقات دولية والانضمام إلى المنظمات الدولية الأمر الذي رأى فيها الصرب والالبان وبشكل توافقي على أنها تمهد عمليا لاستقلال الإقليم ولذلك رفضها البرلمان الصربي الأسبوع الماضي فيما قبلها الألبان على مضض باعتبارها تتحدث عن إشراف دولي على الإقليم لفترة غير محددة من الزمن على شاكلة البوسنةوالهرسك تقريبا .

وتعتبر محادثات فيينا هذه الأخيرة والحاسمة وستستمر حتى الأول من آذار مارس القادم يعقد بعدها في العاشر من آذار مارس اجتماع في فيينا على مستوى سياسي أعلى يعلن فيه الطرفان الصربي والألباني موقفيهما بشكل نهائي ثم يقوم اهتساري على ضوءها بإعداد الصيغة لنهائية لخطته لتقديمها إلى مجلس الأمن خلال آذار مارس القادم .