باريس، بروكسل: صرح الرئيس الفرنسي جاك شيراك اليوم ان اتفاق مكة حول تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية يشكل quot;خطوة اولى نحو اخذ شروط الرباعية (الدولية) في الاعتبارquot;، بحسب ما افادت الرئاسة الفرنسية. وكان شيراك يتحدث خلال محادثات في باريس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اختتم جولة اوروبية قادته الى بروكسل ولندن وبرلين. وقال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون ان شيراك quot;اكد دعم فرنسا لفكرة حكومة وحدة وطنية واعتبر ان اتفاق مكة يشكل خطوة اولى نحو اخذ شروط الرباعية في الاعتبارquot;.
من جهته، كرر عباس امله رفع الحصار الذي فرضته الدول الغربية على الحكومة الفلسطينية منذ شكلتها حماس في اذار/مارس 2006، على خلفية اعتبارها منظمة ارهابية من جانب اسرائيل وواشنطن والاتحاد الاوروبي. وقال عباس للصحافيين quot;طلبنا الا تخضع الحكومة الجديدة التي ستشكل للحصار نفسه الذي فرض على الحكومة الحالية، نأمل ان يرفع هذا الحصارquot;، مشيرا الى ان quot;آلام الشعب الفلسطيني ستستمر والعقوبات ستتسبب بمزيد من الخرابquot;. ورأى الرئيس الفلسطيني ان شيراك quot;مستعد لبذل جهود بهدف معالجة المشاكل بيننا وبين الاسرائيليين وفرنسا ابدت استعدادا دائما للقيام بجهودquot;.
من جهة اخرى، شدد الرئيس الفرنسي على quot;اهمية الافراج عن الجندي الاسرائيليquot; جلعاد شاليت الذي اسرته في حزيران/يونيو مجموعات مسلحة فلسطينية وذلك quot;كخطوة حيال المجتمع الدوليquot;.
وكان طلب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اليوم السبت في باريس quot;دعمquot; نظيره الفرنسي جاك شيراك بهدف اعادة احياء عملية السلام بين اسرائيل وحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية مع حركة حماس. وقال عباس للصحافيين الى جانب شيراك اثر محادثاتهما صباح السبت في الاليزيه quot;سنتناول مستقبل مفاوضات السلامquot; بين الاسرائيليين والفلسطينيين وquot;نأمل دعمكم وتأييدكمquot;. وباريس هي المحطة الاخيرة في جولة اوروبية قام بها عباس وقادته الى المانيا وبريطانيا وبلجيكا.
وتأتي هذه الجولة بعد اجتماع ثلاثي عقد الاثنين في القدس وجمع الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.
 |
| عباس وشيراك خلال لقائهما اليوم في باريس |
ويفرض الافرقاء الغربيون حصارا ماليا على حكومة حماس المستقيلة لرفضها الاعتراف بوجود اسرائيل وبالاتفاقات الاسرائيلية الفلسطينية الموقعة سابقا. وفيما اعتبر شيراك ان الاقرار بوجود دولتين اسرائيلية وفلسطينية يشكل الطريق quot;المنطقيquot; الوحيد لبلوغ سلام quot;يمكن ان يضمنه المجتمع الدوليquot;، كرر عباس quot;التزامه الحل القائم على الدولتين وقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة، اضافة الى رفض الارهاب والعنفquot;.
واشاد الرئيس الفلسطيني بدعم شيراك الدائم للفلسطينيين، وذلك قبل اقل من ثلاثة اشهر على نهاية ولايته الرئاسية. وقال مخاطبا اياه quot;انت رئيس دولة كبير وصديق كبيرquot;، واضاف quot;سيدي الرئيس، انكم تتمتعون باحترام كبير وبمكانة كبيرة في قلوب الشعب الفلسطينيquot;.
سولانا: الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم الفلسطينيين
من جهة ثانية أعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أن الاتحاد الأوروبي لن يترك الشعب الفلسطيني وشأنه. فينقل القسم الصحافي في مكتب سولانا مقتطفات من تصريحه الذي أدلى به إثر اللقاء مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في بروكسل مساء أمس بان quot;الاتحاد الأوروبي لا يقاطع الشعب الفلسطيني. وإننا أعلنا مرات أنه لن نترك الفلسطينيين دون مساعدة وإننا نفذنا وعودناquot;.
وقال سولانا إن الاتحاد الأوروبي سيواصل مساعدة الفلسطينيين وربما بأحجام أكبر من السابق. وأعلن: quot;إننا ندفع إعانات شهريا إلى أكثر من 150 ألف عائلة وشمل هذا ما يزيد على مليون شخص أو 30 بالمئة من سكان فلسطينquot;. كما أعرب باسم الاتحاد الأوروبي عن التأييد التام للنهج السياسي الذي يسلكه محمود عباس.
التعليقات