سمية درويش من غزة: شنت المجموعات الفلسطينية المقاتلة من وسط قطاع غزة هجوما صاروخيا على مستعمرة يئيري في جنوب إسرائيل ،بعد ساعات من التهديدات التي أطلقتها للرد على عملية اغتيال النشطاء الثلاثة في شمال الضفة الغربية.

وأعلنت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن قصف مستوطنة يئيري شرق مخيم البريج بأربعة صواريخ من طراز قدس متوسط المدى، مؤكدة في بيان لها،quot; إن هذا القصف يأتي في إطار الرد الطبيعي على الخروقات والجرائم الإسرائيلية، وردا أوليا على اغتيال ثلاثة من قادة سرايا القدس في جنينquot;.

وكانت سرايا القدس ،قد هددت صباح اليوم بشن عمليات تفجيرية داخل العمق الإسرائيلي ،ردا على عمليات الاغتيال والمطاردة الإسرائيلية لكوادرها ومحاولة للاستفراد بالحركة وجناحها العسكري ، في وقت تنشغل فيه الفصائل السياسية من بينها حركة حماس بمشاورات توزيع الحصص الوزارية للحكومة الحادية عشر مع الكتل البرلمانية. وكانت وحدة خاصة من الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين شمال الضفة الغربية ، قد اغتالت صبيحة اليوم ثلاثة من ابرز قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد.

وقد توصلت إسرائيل مع الفصائل الفلسطينية في السادس والعشرين من تشرين ثاني quot;نوفمبرquot; الماضي ، إلى هدنة لوقف إطلاق النار والصواريخ من قطاع غزة تجاه البلدات اليهودية ، إلا أن إسرائيل لم توقف عمليات الاغتيال والمطاردة لنشطاء الفصائل المسلحة في الضفة الغربية.

وتعتبر حركة الجهاد الإسلامي الذي اغتيل أمينها العام الأول ومؤسسها د. فتحي الشقاقي في تسعينيات القرن الماضي بجزيرة مالطا ،الأكثر تشددا بين القوى والفصائل الفلسطينية ،حيث رفضت المشاركة بانتخابات المجلس التشريعي التي جرت في كانون ثاني quot;ينايرquot; العام الماضي ، كما ترفض المشاركة بأي حكومة فلسطينية على اعتبار ذلك كله من إفرازات اتفاق أوسلو. وشنت الجهاد ،عدة عمليات تفجيرية داخل العمق الإسرائيلي كان أخرها مع نهاية الشهر الماضي في قلب مدينة ايلات الساحلية ، في حين جمدت منافستها الإسلامية quot;حماسquot; منذ سنوات عملياتها التفجيرية بإسرائيل ،وانشغلت بالعمل السياسي. ويقول عسكر الجهاد، quot; أننا نرتب صفوفا للتطوير العمل العسكري لمواجهة الاحتلال ،ولا ننظر إلى الخلف أو إلى الكراسي والطاولات، أو أي مصلحة دنيوية ،إنما همنا هو تطوير العمل العسكري وزيادة زخم المقاومةquot;.

وأكد أبو احمد المتحدث باسم السرايا ،أن فاتورة الحساب مع الاحتلال الإسرائيلي تزداد ، وأن الرد على هذه الجرائم سيكون موجعا ، كاشفا بان منظمته ،سترد على اغتيال قادتها على غرار ما جرى في عملية quot;إيلاتquot; التفجيرية.

من جهته حذر عبد الحكيم عوض الناطق باسم حركة فتح ،من خطورة المخطط الإسرائيلي القاضي بنتفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة ،مشيرا إلى إن تخطيط قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عملية عسكرية يهدف إلى تعكير الأجواء الفلسطينية ،خاصة وأن معظم الفصائل الفلسطينية باتت متوافقة على الخروج من الأزمة السياسية الفلسطينية من خلال تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية. ويشار إلى أن وزير الحرب الإسرائيلي عمير بيرتس الذي يواجه حرابا إعلاميا ساخنا مع منافسيه ، قد صعد من نبرة تهديده للفلسطينيين بعدما تحدث عما يعتبره تنامي وتعاظم قوة فصائل المسلحة في قطاع غزة ، معتبرا أن إسرائيل لا يمكن لها أن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يحدث لفترة طويلة.