باريس: دعا مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية الفرنسية نيكولا ساركوزي الولايات المتحدة الى ان تترك فرنسا واوربا quot;حرتينquot; كما عبر عن امله في ان يتجاوز الاوروبيون ازمتهم، مشيرا الى السياسة الدولية التي يعتزم اتباعها اذا انتخب في ايار/مايو المقبل. واوضح ساركوزي انه يريد ان تشكل الانتخابات quot;فحصاquot; للسياسة الخارجية الفرنسية يسمح بالتفكير quot;بتغييراتquot; لكن بدون quot;ضربات قاضيةquot;.

واكد وزير الداخلية المرشح للرئاسة الذي يتهم باستمرار بتأييد علاقات قوية مع الجانب الاخر من الاطلسي، التحول الذي قام به في كانون الثاني/يناير الماضي، داعيا الاميركيين الى ان يتركوا فرنسا واوروبا quot;حرتينquot;. وعبر ساركوزي عن امله في ان يكون الاوروبيون quot;اكثر استقلاليةquot;. وقال quot;اريد فرنسا حرة واريد اوروبا حرة، لذلك اطلب من اصدقائنا الاميركيين ان يدعوننا احرارا، احرارا بان نكون اصدقاءهمquot;. وذكر بان quot;الصداقة لا تعني الخضوع. الصداقة لا تكون حقيقية وصادقة الا اذا كنا احراراquot;.

وشدد ساركوزي على ان الولايات المتحدة لا تشكل quot;نموذجاquot; للمثالية في مجال البيئة. ودعا الاوروبيين الى ان يكونوا quot;اكثر استقلالية في حماية ارضهم وشعبهم وكذلك في الدفاع عن مصالحهم الاساسية على الساحة الدوليةquot;. واثار جدلا حتى في صفوف انصاره في ايلول/سبتمبر حين اعلن في واشنطن حيث التقى الرئيس جورج بوش ان فرنسا quot;ليست بمنأى عن اللومquot; في علاقتها مع الولايات المتحدة. ودعا حينذاك الى حوار quot;خال من العجرفة والمواقف الرنانةquot;.

ووصف ساركوزي الاربعاء التدخل العسكري الاميركي في العراق بانه quot;خطأ تاريخيquot; لكنه اكد ان فرنسا quot;ليست في موقعquot; يؤهلها اقتراح موعد لسحب القوات الاجنبية لانها لم ترسل جنودا الى العراق. ورأى مرشح اليمين ان quot;اولى اولويات سياستنا الدوليةquot; يجب ان تكون quot;تسوية ازمة المؤسسات الاوروبيةquot; المفتوحة منذ رفض الهولنديين والفرنسيين الدستور الاوروبي في 2005 .

واكد مجددا تأييده quot;معاهدة مبسطةquot; للاتحاد الاوروبي يفصل مواصفاته وبينها رئاسة ثابتة لمجلس اوروبا ووزير اوروبي للخارجية او quot;توسيع مجال الغالبية الموصوفةquot;. كما دعا الاوروبيين الى العمل على quot;الا يتحول حلف شمال الاطلسي كما تريد الولايات المتحدة، الى منظمة عالمية (...) تنافس الامم المتحدةquot;. واوضح ان قوة quot;الردع النوويquot; الفرنسية يجب ان يبقى quot;ضرورة مطلقةquot;.

وحول الازمة مع طهران، اكد ساركوزي مجددا ان quot;فكرة ايران تمتلك صواريخ نووية غير مقبولةquot;، داعيا طهران الى quot;الاختيار بين عقوباتquot; الامم المتحدة وquot;التعاون مع الاسرة الدوليةquot;. واشاد ساركوزي بالعمل الدبلوماسي للرئيس جاك شيراك (74 عاما) الذي كان quot;نموذجيا في الكثير من جوانبهquot;، وذكر خصوصا العراق والبلقان.

يذكر ان السياسة الخارجية تبقى الى حد كبير من صلاحيات رئيس لدولة في فرنسا. الا انه انتقد ضمنا سياسة شيراك في افريقيا موضحا ان العلاقات بين باريس والقارة السوداء لا يمكن ان تقوم على اساس علاقات شخصية مميزة. وقد عقد ساركوزي مؤتمره الصحافي المخصص للسياسة الخارجية وسط تراجع طفيف في شعبيته لم يمنعه مع ذلك من البقاء متقدما على منافسته الاشتراكية سيغولين روايال.