بيروت: أبدت الصحافة اللبنانية تفاؤلا اليوم السبت بتسوية للازمة التي تشهدها البلاد منذ نحو أربعة أشهر، وذلك غداة لقاء ثان عقد الجمعة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري (معارضة) ورئيس الغالبية النيابية سعد الحريري.

وعنونت صحيفة السفير القريبة من المعارضة quot;لقاء بري الحريري الثاني يمهد لحسم قبل قمة الرياضquot; المقررة في 28 آذار/مارس.

وأضافت أن quot;لبنان بات يقف أمام عتبة منعطف سياسي، أما أن نشهد معه الدخول في مرحلة إنهاء أزمة سياسية مفتوحة في الشارع عمرها أربعة أشهر ثم حزم الحقائب باتجاه العاصمة السعودية التي يفترض أن تشهد ولادة الحل اللبناني قبل قمة الرياض، وأما استمرار الهدنة المفتوحة في انتظار جولة جديدة من التصعيد السياسي بين فريقي الموالاة والمعارضةquot;.

والتقى بري والحريري مساء الجمعة للمرة الثانية في 24 ساعة، ووصف الجانبان لقاءهما الأول الخميس بأنه quot;ايجابيquot;، علما انه الاجتماع الأول بينهما منذ بداية الأزمة.

واعتبرت السفير أن التسوية تتطلب quot;قرارات شجاعةquot; لتشكيل حكومة وحدة وطنية وإقرار مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة الضالعين في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005.

وعنونت صحيفة اللواء القريبة من الغالبية أن quot;بري والحريري يكثفان اللقاءات لبلورة الحل قبل القمةquot;.أما صحيفة الأنوار المستقلة فاعتبرت أن اللقاء الثاني بين بري والحريري يوحي أن quot;تسوية باتت قريبةquot;.ومن جهتها، كتبت صحيفة الأخبار القريبة من المعارضة أن quot;الأبواب فتحت أمام تسويةquot;.

وترفض المعارضة اللبنانية بدعم من دمشق وطهران مشروع المحكمة الدولية في صيغته الحالية وتطلب تعديله، في حين تتحدث الغالبية عن إمكان اللجوء مجددا إلى مجلس الأمن الدولي ليقر المشروع تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بمعزل عن المؤسسات الدستورية اللبنانية.

ويحتاج مشروع المحكمة إلى مصادقة مجلس النواب اللبناني بعدما أقرته حكومة الغالبية، لكن بري يرفض دعوة المجلس إلى الانعقاد.

وحدها صحيفة النهار القريبة من الغالبية أبدت تحفظا وعنونت أن quot;النيات حسنة لكن البحث قد يطولquot;.

وفي وقت سابق اعلن نبيه بري وسعد الحريري انهما التقيا ليل الجمعة السبت للمرة الثانية في خلال اربع وعشرين ساعة.وقد بحث المسؤولان اللذان كانا اجتمعا ليل الخميس الجمعة، في سبل حل الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد، كما اعلنت الوكالة الوطنية للاعلام (رسمية) باقتضاب.

واللقاء الجديد يأتي بعد خطاب القاه مساء الجمعة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اكد فيه ان المعارضة اللبنانية تؤيد الحوار للتوصل الى تسوية للازمة السياسية التي يعيشها لبنان.وقال الامين العام لحزب الله القطب الرئيسي في المعارضة، ان quot;المعارضة تبحث عن تسوية، عن وحدة وطنية. نحن نقبل بالتسوية ونقبل بالحوار ونؤيد الحوار الذي بدأناه ليلاquot;، مساء الخميس.

وعقب لقاء مساء الخميس افاد الجانبان في بيانين متطابقين صدرا عنهما، ان اللقاء quot;تميز باجواء من الايجابية والصراحة اظهرت توافقا على ضرورة معالجة الازمة التي يشهدها لبنان والوصول الى مخارج عملية تضمن اعادة الحياة الطبيعية الى البلاد واطلاق عجلة الاقتصاد الوطني وازالة الاحتقان السياسيquot;.وكان اللقاء الاول بين الرجلين منذ بدء الازمة السياسية في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، اثر استقالة ستة وزراء مؤيدين لسوريا (معارضة) من الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة.

وقال نص البيان ان بري والحريري quot;اتفقا على مواصلة البحث في لقاء يعقد لهذه الغاية في القريب العاجلquot;.وقد احيت القمة السعودية الايرانية التي جمعت مؤخرا في الرياض العاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس الايراني احمدي نجاد امل اللبنانيين بالتوصل الى حل للازمة السياسية المستعصية منذ عدة اشهر.وافادت معلومات صحافية ان الملك عبد الله والرئيس نجاد تفاهما على صيغة لحل الازمة اللبنانية من دون ان تعرف بعد حيثيات التفاهم بدقة. لكنها اوضحت انه يقوم على مبدأ التلازم والتزامن بين حل المسألتين الخلافيتين الرئيسيتين بين الموالاة والمعارضة: قضية المحكمة ذات الطابع الدولي في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وقيام حكومة وحدة وطنية.