التدخين بين الموضة والتنفيس عن اوضاع متردية
مراهقو لبنان: انفخ عليها تنجلي
ريما زهار من بيروت: قرب إحدى المدارس في منطقة الاشرفية، جلست مجموعة من الفتيات ينتظرن الباص للعودة الى منازلهن، ولدى سؤالهن هل يدخن السجائر، تبدو علامات التعجب على وجوههن ويقلن إن التدخين مضر بالصحة غير اننا ندخن النارجيلة، في معظم المناسبات.
اذا كان الشباب اللبناني لا يدخنون لا اكثر او اقل في الاعوام الخمسة الماضية ( 11% من الشباب بعمر 12- 15 عامًا يدخنون اكثر من 15 سيجارة في اليوم)، فان دراسة حديثة لمنظمة الصحة العالمية تظهر ان هناك ميلا الى شرب النارجيلة اليوم، وفي العام 2005 كانت نسبة مدخني النارجيلة ممن تراوحت اعمارهم بين 13 و15 عامًا تصل الى 55% مقابل 43%العام 2001 وهي نسبة مخيفة بحسب الكثيرين من علماء الاجتماع علمًا ان النارجيلة اسوأ بكثير من السجائر.
وقرب المجموعة التي سألناها، يبدو محمد( 13 عامًا) اكثر اقتناعًا بهوايته في تدخين النارجيلة ويقول انه سيدخن السجائر قريبًا لان الجميع في عائلته يدخنونها.
وتقاطعه رفيقته بالقول:quot;ان الأمر خطر، الا تعلم مدى ضرر السجائر على القلب والصحة، وتشير الى ان اصحابها عرضوا عليها مرة تدخين السجائر لكنها رفضت.
من المدرسة الواقعة في الاشرفية توجه بعض الطلاب الى quot;مقهى الانترنتquot;، هناك بدا جورج 15 عامًا اكثر اقتناعًا بالا عيب في تدخين السجائر، واهله لا يقولون له شيئًا عندما يرونه يدخن السجائر، قرب المدرسة يقاطعنا صاحب احد المحلات بالقول ان الطلاب يدخنون اليوم اكثر من قبل او مما كان عليه الوضع قبل 5 اعوام، فمن بين 100 طالب هناك ما يقارب ال60 الذين يحملون لفائف السجائر ويدخنونها عندما يخرجون من المدرسة.وهو يبيع كل يوم المزيد منها للتلاميذ الذين لا يرضون بالمخففة منها بل بالقوية وهو يؤكد انه لا يملك الحق في بيعها لهم، لكن التجارة لا تعرف ربًا هذه الايام.
سوء الأوضاع
احمد 18 عامًا يؤكد ان ما يحصل في لبنان من خلافات واوضاع امنية سيئة تشجعه على التدخين أكثر ليشعر بالهدوء، وهو يدخن كل يوم تقريبًا نحو 15 سيجارة، لكنه يؤكد انه سيستغني عن السجائر متى أراد.
لكن هل يمكن للمدخن ان يوقف هذا الامر متى أراد؟ تقول الاختصاصية في علم النفس رلى بركات ان مجرد العيش في لبنان يجعل المراهق يعيش لحظات اضافية من التوتر ما يحمله على تناول السجائر وتدخينها خصوصًا اذا لم يلق ممانعة من اهله، وبحسب تحليلاتها فان الوضع السياسي الوطني يساهم في هذه الظاهرة، لان المراهقين يجدون انفسهم بلا مستقبل واضح والاهل يستغنون عن واجباتهم في تنشئة الاولاد بشكل صحيح، فيقوم المراهق اللبناني، كما كل مراهقي العالم بتقليد الكبار من خلال تدخين السجائر، وهو بذلك يتحدى الموت والامراض، واذا ما قلنا له بانه قد يصاب بالسرطان في عمر متأخر فان الامر لا يعني له شيئًا على الاطلاق.
الاعلانات تساهم
وبالنسبة إلى الكثيرين من المراهقين فان عملية التدخين عادية، ورغم ان لبنان وقع اتفاقية في العام 2004 مع وزارة الصحة العالمية تمنع الاعلانات عن السجائر، الا انها بقيت حبرًا على ورق.
وتبقى اعلانات التدخين الاكثر اثارة في رأس المراهقين والشباب الذين يرون فيها مرتعًا خصبًا لخيالهم فيقومون بتقليد ابطالها من خلال التدخين بدورهم.
بالارقام
منذ خمسة اعوام تقريبًا لا تزال نسبة المدخنين لمن بلغت اعمارهم بين 12 و15 عامًا هي نفسها، اي بنسبة 11 و12%، ويبلغ عمر من يتناول السيجارة الاولى في لبنان 13 عامًا، و46% ممن تقل اعمارهم عن 18 عامًا يدخنون باستمرار اما النارجيلة او السجائر.
و8 من اصل 10 اشخاص يؤكدون في لبنان ضرورة منع السجائر في الاماكن العامة ويتمنى نصف ممن يدخنون الاقلاع عن التدخين، والصبيان يدخنون اكثر بمرتين من الفتيات(بحسب دراسات للمنظمة العالمية للصحة).
التعليقات