سمية درويش من غزة: يحيي الفلسطينيون الذكرى الرابعة لرحيل ناشطة السلام الأميركية راشيل كوري، التيداستها جرافة إسرائيلية خلال تصديها لسياسة هدم المنازل التي اتبعتها إسرائيل خلال السنوات الأولى لإنتفاضة الأقصى بالقرب من الشريط الحدودي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
كوري قبل رحيلها كانت طالبة في عامها الأخير في كلية quot;أفرغرينquot;، وهي من منطقة أولمبيا في العاصمة الأميركية واشنطن، كانت تحاول مع زملائها صد جرافة إسرائيلية صنعت في أميركا، أثناء هدمها منزل أحد المواطنين برفح في السادس عشر من آذار (مارس) العام 2003.
وقد إدعت إسرائيل، أنه لم يكن من الممكن رؤية كوري، في حين أثبتت الصور كافة والشهود آنذاك أنها كانت واقفة على كتلة مرتفعة من الرمل أمام أحد المنازل المهددة بالتدمير مرتدية سترة برتقالية اللون مشيرة للجرافة الإسرائيلية بالإبتعاد والإنسحاب من المكان، إلا أن الجرافة سحقتها، في حين رفضت وزارة الخارجية الأميركية آنذاك إدانة الحادث لكنها أشارت إلى أنها أبلغت إسرائيل أنها تتوقع تحقيقًا مفصلاً في هذه القضية.
ويتذكر برنامج غزة للصحة النفسية، هذا اليوم بالشجاعة الإستثنائية للناشطة الأميركية quot;كوريquot;، وكيف أنها كانت على استعداد للتضحية بروحها من أجل عدالة القضية الفلسطينية، متقدمة بالتحية لعائلتها ولأصدقائها وزملائها الذين عملوا معها في حركة التضامن الدولية ISM ، وعلى كل ما فعلوه من نشاطات إعلامية وتضامنية مع الشعب الفلسطيني ولإظهار بشاعة وجه الإحتلال الإسرائيلي وممارساته.
رسائل عصية على النسيان
وقد كتبت الناشطة الأميركية، على صخرات رفح ثلاثة رسائل عصية على النسيان، سجلت في الرسالة الأولى اسمها واسم من سبقنها في المعركة ذاتها على الأرض ذاتها، وفي الرسالة الثانية سجلت وصيتها لشعب حائر، يظن أن القيمة الديمقراطية لا يمكن أن تتحقق إلا في دولة غربية، فيما كتبت وصيتها الثالثة لرجال الشرق العاجز، بأنها امرأة تعلمت كيف تدافع من نساء هذا الشرق أيضًا، لكن الشرق سلب وصاياهن.
وكانت ضجة إعلامية في أميركا سبقت عرض مسرحية (اسمي راشيل كوري My Name is Rachel Corrie ) في تشرين أول (أكتوبر) من العام الماضي في نيويورك، بسبب الجدل الصاخب الذي أثارته المجموعة اليهودية في الولايات المتحدة.
وقال برنامج غزة في بيان وصل quot;إيلافquot;، إن دماء راشيل كوري التي سالت على أرض فلسطين تختلط بالدماء الفلسطينية في معركة واحدة ضد الإحتلال والظلم والعنصري، مشيرة إلى أن أصدقاء الشعب الفلسطيني في العالم مطالبون اليوم بتكثيف جهودهم من أجل نصرة القضية الفلسطينية، وتقديم كامل الدعم الممكن للوقوف في وجه المخططات العنصرية للحكومة الإسرائيلية، خاصة العمل على كسر الحصار السياسي والاقتصادي للشعب الفلسطيني والذي يهدف إلى العزلة عن العالم الخارجي وتكريس الإحتلال وضم الجزء الأكبر من الأراضي الفلسطينية لإسرائيل ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة.
وتوجه برنامج غزة للصحة النفسية كشركاء مع مؤسسة إعادة الإعمار الأميركية quot;The Rebuilding Alliancequot; في مشروع حملة راشيل كوري لإعادة الإعمار في غزة، بالشكر لهذه المؤسسة على جهودهم التي بذلوها من أجل إعادة إعمار منزل عائلة نصر الله الذي هدمته قوات الإحتلال في رفح.
وأعرب عن أمله بأن يكون هذا المنزل هو بداية لإعادة إعمار كل المنازل الفلسطينية التي هدمها الإحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإعادة الأمل بإمكانية تحقيق العدالة والسلام.
التعليقات