أسامة مهدي من لندن : أعلن العميد قاسم عطا الموسوي الناطق باسم خطة أمن بغداد، أن سلام الزوبعي نائب رئيس الوزراء العراقي للشؤون الأمنية الذي تعرض لمحاولة إغتيال في بغداد اليوم، يخضع حاليًا لعملية جراحية في مستشفى ابن سينا إثر إصابته بكتفه ومعدته وحالته مستقرة، بينما قتل شقيقه عبد الرحمن الزوبعي وسكرتيره حاتم الكبيسي إضافة إلى 51 آخرين بينهم 6 من أفراد الحماية وإصابة حوالى 30 آخرين بجروح .

وأضاف الموسوي أن إنتحاريًا فجر نفسه وسط مسجد كان الزوبعي يؤدي فيه صلاة الجمعة بمصلى داخل منزله وسط بغداد. وأشار إلى أن المحاولة تستهدف الرموز السياسية في البلاد وعرقلة الوضع الأمني والسياسي متوعدًا بملاحقة الفاعلين والإقتصاص منهم، مشيرًا إلى أن تحقيقات فورية في الحادث تجري الآن لمعرفة هويات الفاعلين ومن هيأ وساعد على تنفيذ العملية واعدًا بنشر تفاصيله. وأضاف أن المعلومات الأولية تشير إلى أن محاولة الإغتيال قد خطط لها منذ وقت طويل. والزوبعي هو أحد قادة مؤتمر أهل العراق الذي يتزعمه عدنان الدليمي وهذا التنظيم هو أحد ثلاثة مكونات التي تشكل جبهة التوافق السنية إضافة إلى الحزب الإسلامي ومجلس الحوار الوطني .

وقال مصدر أمني إن الرجل الذي حاول إغتيال الزوبي هو quot;وهب السعديquot; من عناصر حماية المسؤول العراقي وينتمي إلى تنظيم القاعدة، كما نقلت فضائية العراقية الرسمية عن مصدر أمني رسمي .

ومن جانبها، قالت جبهة التوافق السنية إن محاولة إغتيال الزوبعي تهدف إلى تعويق المسيرة السياسية والأمنية في البلاد . وأشار الناطق باسم الجبهة سليم عبد الله إلى أن محاولة الإغتيال تهدف إلى إعاقة مسار العملية السياسية والأمنية وإرسال رسالة إلى الشارع العراقي، بأن الحكومة عاجزة عن حفظ أمنهم. وأضاف أن العملية تستهدف الرموز السياسية. وأكد ضرورة تنشيط الإجراءات الأمنية وتطهير الأجهزة المسؤولة عن ذلك من العناصر التي لا تشعر بمسؤولية المهمة الضخمة على عاتقها.

وأصيب الزوبعي بجراح إثر نجاته من محاولة الإغتيال التي نفذها إنتحاري في مصلى بمنزله، عقبها إنفجار سيارة مفخخة كانت تقف في مرآب المنزل، حينما كان يؤدي صلاة الجمعة في منطقة العلاوي وسط بغداد نقل على أثرها إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية وحالته مقلقة. وتضع هذه العملية خطة أمن بغداد التي تنفذ منذ الرابع عشر من الشهر الماضي أمام خيارات صعبة لإنجاح مهمتها، حيث إنه من الواضح أن أحد أهداف العملية هو محاولة إشعار العراقيين، إنها خطة فاشلة ولن تحقق لهم الأمن المنشود.

والزوبعي هو نائب رئيس الوزراء للشؤون الأمنية والخدمية وممثلاً لجبهة التوافق السنية في الحكومة ولها 44 مقعدًا في مجلس النواب الذي يضم 275 عضوًا ولها أيضًا ستة وزراء في حكومة نوري المالكي الحالية. وسبق لتنظيم القاعدة في العراق أن حذر السنة من الإنخراط في العملية السياسية الجارية في البلاد مهددًا بالإنتقام من كل من يخالف ذلك. وقالت مصادر أمنية إن الزوبعي أصيب بجروح في التفجير الإنتحاري الذي جرى قرب مقره وسط العاصمة نقل على أثرها إلى المستشفى لكن صحته على ما يرام.

وخلال الشهر الماضي تعرض نائب رئيس الجمهورية الشيعي عادل عبد المهدي لمحاولة إغتيال لدى حضوره حفلاً في وزارة الإسكان، عندما إنفجرت قنبلة بالقرب من المكان الذي كان يجلس فيه في قاعة الإحتفال أصيب خلالها بخدوش في وجهه. وقد شكلت الحكومة لجنة للتحقيق بالأمر، بعدما تم إتهام مسؤول في الوزارة بتدبير محاولة الإغتيال لكن نتائج التحقيق لم تعلنحتى الآن.