وسيم الدندشي من الرياض: بعد أربعة أيام على انتهاء القمة العربية، والتي ختمت جلساتها يوم الخميس الماضي بدورتها التاسعة عشرة بالرياض، اختارت إحدى الصحف السعودية تخصيص افتتاحيتها لتوجيه نقدها للرئيس الليبي معمر القذافي، وقد جاءت الافتتاحية بعنوان quot; الزعيم الجماهيري .. الأمميquot;. صحيفة سعودية: اسرائيل تريد الاستفادة من المبادرة العربية دون مقابل
الافتتاحية التي نشرتها صحيفة quot;الرياضquot; السعودية ـ الحكومية الأولى ـ اختارت سرد شيء من تاريخ الرئيس الليبي، بداية من هزيمته الأولى بسبب الحرب التي خاضها مع الدولة الجارة تشاد في نهاية 1980 م، حيث أعلن النظام السياسي في ليبيا الحرب على حسين حبري تحت اتفاق معلن بينه وبين كوكني وداي ودخلت القوات الليبية وقوات كوكني داخل تشاد وسيطروا عليها، ثم ذكّرت الافتتاحية أمره بطرد الفلسطينيين والسودانيين والمصريين، والتي جاءت في سياق تطورات سياسية آنذاك مع قيادات تلك البلاد.
ووصل كاتب الافتتاحية إلى حادثة لوكربي والتي اعتبرها فاجعة انتهت بمحاكمة النظام الليبي، ثم أشار الكاتب إلى ما اعتبره استسلاما من القذافي بعد سقوط النظام العراقي، في إشارة ضمنية إلى كشف القذافي للبرنامج النووي الليبي منذ عدة سنوات، وتسليم تفاصيله للولايات المتحدة الأميركية.
وانتقلت الافتتاحية بعد ذلك إلى دعم القذافي لما اعتبره quot;الإرهاب العالميquot;، والعديد من الحركات الانفصالية والثورية، سواء في أفريقيا أو في داخل الدول العربية. مشيرة إلى انتقال القذافي إلى البحث عن انتماء أفريقي بديلا من الانتماء العربي، لكن ذلك كشفه أمام أصحاب القارة فـ quot; وجدوه مجرد وعاء فارغ لا يسدجوعهم، ولا ينقذهم من المجاعات والحروب فصار رقماً صغيراً في جدول اهتماماتهمالبعيدةquot;.
ولم تنس الافتتاحية أن تشير إلى ما كشفت عنه السلطات السعودية من حادثة محاولة اغتيال العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ ما يزيد على العام، عندما كشفت العملية التي خطط لها ضابط في المخابرات الليبية. مفسرة بأنه من غير الممكن أن يلام القذافي على ذلك لأنه quot; فقد أهلية الإنسان الذيتتوافق سلوكياته مع أعمالهquot;.
ثم ختمت الصحيفة افتتاحيتها تقولquot; هناك زعامات صار وجودها ضرورة لرؤية تاريخ من التخبط العربي وخاصة من أولئكالذين جاءت بهم مصادفات الانقلابات العسكرية من قاع المجتمع إلى كرسي الرئاسة، وهيأزمة تاريخ وظروف، وبلاء للشعوب والمواطنينquot;.
وفيما يلي نص الإفتتاحية كما نشرت في صحيفة الرياض السعودية اليوم الإثنين:
القذافي شخصية تقع بين التهور والاستسلام، حيث أقدم على أكثر من فعل سقط من خلالهبالهزيمة في تشاد، وأصدر مراسيمه بطرد كل من الفلسطينيين والسودانيين والمصريينوغيرهم، ثم كانت فاجعة إسقاط الطائرة على لوكربي التي انتهت بمحاكمة نظامه، ممااستدعى، بعد سقوط نظام صدام أن يختار بين الاستسلام، أو الزوال، فاختار الأولىليكشف كل الأقنعة التي غلفت تلك الشخصية التي كتبت فصول إنقاذ العالم من خلال سطورالكتاب الأخضر والأحمر، وبقية الألوان كما توهم..
عزلة الخيمة التي نسجت التعاون مع الإرهاب العالمي، ودعم الحركات الانفصاليةوجدت نفسها معزولة، إذ لم ينقد العرب للطيش فاعتبرهم القذافي انهزاميين مفلسين، ثملبس الأثواب الأفريقية، ووضع شعار القارة على صدره الأيمن باعتباره ينتمي لجغرافياأكثر اتساعاً وعمقاً ليقدم لها هداياه مبشراً بوحدة عظمى تشكل نمطاً جديداً فيالمسارات الاقتصادية والسياسية، لكن أصحاب القارة وجدوه مجرد وعاء فارغ لا يسدجوعهم، ولا ينقذهم من المجاعات والحروب فصار رقماً صغيراً في جدول اهتماماتهمالبعيدة..
القذافي الذي لم يعجبه العرب، ولا المسلمون، معتبراً نفسه خارج تصنيفاتهمبقدراته الخارقة، أعطى لنفسه المبرر بالهجوم على كل من لا يلتقي مع أفكارهوتهيؤاته، وبالتالي لم يكن استثناء أن يهاجم المملكة ويتآمر على زعيمها، ثم يأتيليتحدث عن جملة أوهام ومع ذلك لا نستطيع أن نلومه إذا ما فقد أهلية الإنسان الذيتتوافق سلوكياته مع أعماله حيث الرجل يعيش بياتاً تاريخياً لم يفهم من العالم إلاشعارات مرحلة صراع الغرب مع الشرق وانقسام العالم بينهما، ولذلك يقع تصنيفه للدولوالشعوب ضمن ذلك الفكر الذي تجاوزه الزمن، والدليل أن الإمكانات الليبية المهدرةبالعبث السياسي، لم توصل هذا البلد لنموذج جارته تونس التي حققت بإمكانات أقل منعادية ما تجاوز ليبيا بعشرات السنين، كذلك لم يعد له بالشارع من يهتم به لأنه مجردصوت بلا صدى..
هناك زعامات صار وجودها ضرورة لرؤية تاريخ من التخبط العربي وخاصة من أولئكالذين جاءت بهم مصادفات الانقلابات العسكرية من قاع المجتمع إلى كرسي الرئاسة، وهيأزمة تاريخ وظروف، وبلاء للشعوب والمواطنين..
التعليقات