سمية درويش من غزة

بات ملف جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة، رهنا للمماطلات الإسرائيلية التي تضعها في وجه صفقة تبادل الأسرى المرتقبة، في حين تنتظر حركة حماس ساعة الحسم الحقيقية لإحراز النصر إلى صفوفها بعدما تحطمت راية الإصلاح والتغيير التي رفعتها أبان حملتها الانتخابية ورفعتها لسلم الحكم.

وتعج وسائل الإعلام المختلفة بالموضوعات الخاصة بملف شاليط، في حين تفتقر إلى مواضيع معاناة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية والبالغ تعدادهم قرابة عشرة ألاف أسير، من بينهم أطفال ونساء وشباب أصبحوا شيوخا بعدما حجبت الزنازين شمس الحرية عنهم منذ عشرات السنين. ورغم المعاناة التي يتجرعها الأسرى وعائلاتهم، إلا أن لديهم أمل بالحصول على صك الغفران الإسرائيلي، في المفاوضات الجارية والتي يقودها الفريق المصري مع الجانب الإسرائيلي.

وتشير الأخبار الواردة من تل أبيب، الى ان حركة حماس قدمت فعليا قائمة الأسماء التي تطالب بالإفراج عنهم مقابل quot;جلعاد شاليطquot;، حيث تضم القائمة قرابة 1300 أسير، على رأسهم تسعة من قيادات حركة حماس، إلى جانب الأسير مروان البرغوثي قائد فتح بالضفة الغربية، وأمين عام الجبهة الشعبية النائب احمد سعدات.

وتفرض إسرائيل والغرب حصارا مطبقا على الأراضي الفلسطينية منذ تسلم حركة حماس سدة الحكم مع نهاية آذار quot;مارسquot; العام الماضي، ما افشل قطع المعونات عن الشعب الفلسطيني، برنامج حركة حماس quot;الإصلاح والتغييرquot; الذي رفعته أبان حملتها الانتخابية، وتفاقم الأوضاع الإنسانية بالأراضي الفلسطينية.

وطالب أوري أرييل عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب المفدال المتطرف، عدم إطلاق سراح الأسير مروان البرغوثي المدرج ضمن الصفقة، معتبرا الإفراج عنه ضربة قوية بحق الحكومة. وبحسب ما نقلته صحيفة يديعوت عن العضو الإسرائيلي المتطرف، quot;إذا كان أي شخص يرضى بإطلاق سراح قاتل حكم خمس مؤبدات فمن الأفضل له أن يذهب أو تذهب الحكومة قبل أن يرتكب مثل هذه الجريمةquot;.

ولطالما دعا الوفد المصري المفاوض، إلى ضرورة التزام كافة المسؤولين الفلسطينيين والأطراف ذات الصلة بعملية احتجاز شاليط، بالابتعاد عن ذكر أي أخبار تتعلق بتلك القضية حتى إتمامها نظرا لأن تلك الأخبار والتسريبات تؤدي دوما إلي نتائج عكسية وتعطل إنجاز الصفقة.

وقال النائب فتحي حماد عضو القيادة السياسية لحركة حماس، أن صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل أصبحت quot;قاب قوسين أو أدنىquot;، مشددا على استمرار حركة حماس في العمليات العسكرية ضد الاحتلال، حيث كان أبرزها عملية quot;الوهم المتبددquot; التي كشفت زيف أسطورة الجيش الإسرائيلي، بحسب تعبيره.

وبعد جولات من الصراع الدامي على السلطة بين حركتي فتح وحماس، توصل الطرفان في الثامن من شباط quot;فبرايرquot; الماضي برعاية العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى اتفاق شكل على أثره حكومة الوحدة الوطنية.

ونجحت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، بحجز الجندي الإسرائيلي منذ الخامس والعشرين من حزيران quot;يونيوquot; الماضي، بعيدا عن عيون وكالة الاستخبارات اليهودية التي تفرض مراقبة صارمة على المناطق.

وقد تعرض الفلسطينيون لآلة البطش الإسرائيلية على مدار الشهور الماضية، حيث قتلت الأخيرة أكثر من 350 فلسطيني منذ بدء هجوم عملية quot;أمطار الصيفquot;، والتي دمرت البنية التحتية لقطاع غزة، في محاولة منها لإجبار المنظمات المسلحة على تسليم quot;شاليطquot; مجانا.

وتواصل حركة حماس في القاهرة التفاوض غير المباشر مع إسرائيل عن طريق جنرالين من المخابرات المصرية للتوصل إلى صيغة نهائية لصفقة تبادل الأسرى، حيث ذكرت مصادر إسرائيلية، بان حماس قلصت قائمة مطالبها، ما يعني أنها تراجعت عن القائمة السابقة، وان هذا قد يسمح بإتمام الصفقة في وقت قريب.

ورفض متحدث من حركة حماس في حديث مع quot;إيلافquot;، اعتبار ذلك بمثابة تنازل من قبل منظمته، مؤكدا بان ليونة حماس تأتي إلى جانب المصالح العليا للشعب الفلسطيني.

يشار إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد قبل يومين انه سيتم إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير، والصحافي البريطاني المختطفين في غزة في القريب العاجل، حيث قال لمحطة فرنسية، quot;إنه سيتم الإفراج عن الرجلين، وبإمكاني القول إننا نعمل على تامين إطلاق سراحهما، وان الجهود التي نبذلها سوف تؤت ثمارها في القريب العاجلquot;.