واشنطن: جمع مرشحو الحزب الديمقراطي الأميركي لإنتخابات الرئاسة الأميركية أموالاً أكثر مما جمعه مرشحو الحزب الجمهوري بنحو 23.6 مليون دولار في الربع الأول من العام، مما قد يكون نذير شؤم على حزب الرئيس الأميركي جورج بوش في إنتخابات عام 2008. وجمع المرشحون الديمقراطيون المحتملون لمنصب الرئيس نحو 78.8 مليون دولار بينما جمع المرشحون الجمهوريون 55.1 مليون دولار.

وحصل الديمقراطيون على أموال من وول ستريت وشركات المحاماة وهوليوود لإظهار أنهم يتمتعون بتأييد واسع النطاق ودعم لتمويل حملات انتخابية باهظة التكاليف في ولايات تعقد سباقات الترشيح الحزبي العام القادم. وأظهرت إستطلاعات للرأي أن الديمقراطيين أكثر سعادة بقائمة مرشحيهم التي تتضمن أربعة أعضاء في مجلس الشيوخ مقارنة مع الجمهوريين الذين إنخفضت شعبيتهم، فيما يرجع بدرجة كبيرة إلى دعمهم لحرب في العراق طال أمدها وتفتقر للتأييد الشعبي.

وقال كوستاس باناجوبولوس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فوردهام: quot;من الواضح أن جمع الأموال أصعب بكثير بالنسبة إلى الجمهوريين في سياق... رئيس لا يحظى بشعبية يخوض حربًا لا تحظى بشعبيةquot;. وقال باناجوبولوس إنه إضافة إلى خسارة الجمهوريين في مجال جمع الأموال فأنهم تجاوزوا الديمقراطيون في أنفاق الأموال حيث أنفقوا 29.8 مليون دولار في الربع الأول من العام مقارنة مع 19 مليونًا أنفقها الديمقراطيون في الفترة نفسها مما يعني على الأرجح إنهم ينفقون أكثر ليجمعوا أموالاً أقل.

وجمع القادم الجديد على الساحة السياسية السناتور الديمقراطي عن ولاية الينوي باراك اوباما 25.8 مليون دولار وأنفق 6.6 مليون بينما جمع الجمهوري ميت رومني الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس 20.7 مليون دولار وانفق 11.6 مليون لتعريف جمهور الناخبين بنفسه.

وأصبح السباق من أجل جمع الأموال أكثر أهمية في هذه الإنتخابات المتوقع أن تصبح أكثر الإنتخابات تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة حيث ينظم عدد أكبر من الولايات سباقات ترشيح حزبية أولية في فبراير شباط القادم ومنها كاليفورنيا ونيويورك. وأجبر هذا مرشحين على تاسيس مراكز للعمليات وتمويل حملات إعلانية مكلفة في ولايات كثيرة بدلاً من إستخدام زخم الفوز في منافسات الترشيح الحزبية الأولية في ولاية ايوا او نيوهامبشير للإندفاع قدمًا.

وقال انطوني كورادو الأستاذ في كلية كولبي بولاية مين: quot;ليس أمامهم إلا ستة إلى تسعة أشهر لأن هذا هو الجدول الزمني الذي يتعين عليهم خلاله جمع الأموال المطلوبة، لبدء تمويل حملاتهم في التلفزيون وتمويل عملياتهم واسعة النطاقquot;. لكن إرتفاع الأرصدة المصرفية ليس من الضروري أن يتجلى في صورة إرتفاع التأييد في إستطلاعات الرأي. فقد تقدم رومني حاكم ماساتشوستس السابق ساحة الجمهوريين في جمع الأموال لكنه جاء في إستطلاعات الرأي بعد رودلف جولياني رئيس بلدية نيويورك السابق والسناتور جون ماكين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية اريزونا.

ولم ينجح ماكين في تحقيق التوقعات بتصدر المرشحين وجمع 13 مليون دولار فقط وانفق 9.5 مليون دولار منها 1.57 مليون دولار على الرواتب. وقال بالفعل إنه سيعيد النظر في حجم حملته الإنتخابية. وقال كورادو إن هناك عدد من المرشحين الذين جمعوا مبالغ مالية كبيرة ويمكنهم الان ان يستثمروا في الربع الثاني للاستمرار في تعزيز حملاتهم الإنتخابية... وهم يواجهون الآن إختبارًا جديدًا هو إظهار أنهم يستطيعون الحفاظ على الزخم الذي صنعوه في الربع الأولquot;.