طهران-موسكو:توعد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الأربعاء في خطاب مقتضب بمناسبة يوم الجيش، بأن إيران ستقطع يد كل معتد.وقال الرئيس الإيراني أثناء عرض عسكري في هذه المناسبة في جنوب طهران: quot;إن جيشنا مكلف بمهمة دفاعية وغير هجومية، لكنه مستعد تمامًا لمواجهة أي معتد وسيقطع يدهquot;.وأضاف أن على الجيش والقوات العسكرية أن تكون يومًا بعد يومًا أكثر إستعدادًا من قبلquot;.

وتابع: quot;إن شعبنا يمد يد الصداقة لكل الشعوب ونريد علاقات ودية وعادلة مع جميع الشعوب باستثناء النظام الصهيونيquot;.وقد إستبعد مسؤولون عسكريون أميركيون أخيرًا أي خيار عسكري ضد إيران، إذ إن واشنطن تؤيد في هذه المرحلة حلاً دبلوماسيًا لحمل طهران على تجميد برنامجها النووي.ورفضت إيران قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي فرض عقوبات جديدة على طهران وطالبها مجددًا بوقف برنامج تخصيب اليورانيوم. وكان أحمدي نجاد قد أعلن في التاسع من نيسان (أبريل) الماضي أن برنامج تخصيب اليورانيوم بلغ المرحلة الصناعية. لكن الخبراء الأجانب والوكالة الدولية للطاقة الذرية عبروا عن شكوك بشأن تقدم إيران في هذا المجال. وأضاف الرئيس الإيراني: quot;كانوا يعتقدون أن فرض عقوبات على مبيعات الأسلحة ستشلنا، لكننا نجحنا في إنتاج كل حاجاتنا من السلاحquot;.
ومباشرة بعد خطاب الرئيس بدأت القوات المسلحة العرض الذي يتوقع أن تظهر فيه أسلحة ومعدات جديدة.

الأرض بانتظار كارثة نووية

يمكن الجزم بأن الإدارة الأميركية قررت توجيه الضربة العسكرية إلى إيران. ويكفي شاهدًا على ذلك أن يتخلى البرلمان الأميركي الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي عن وضع قانون ينال من حق الرئيس الأميركي في إعلان الحرب دون إستئذان الكونغرس. وفي حقيقة الأمر فإن هذا يعني أن كلا الحزبين الأميركيين الرئيسين أمرا الرئيس بوش بمهاجمة إيران.

زد على ذلك أن مشاركين في مؤتمر عقدته لجنة العلاقات الأميركية الإسرائيلية العامة في شهر آذار (مارس)، أتى في طليعتهم وزير الخارجية الإسرائيلي، طالبوا الحكومة الأميركية بمهاجمة إيران في الحال.

وهناك عدة أسباب تدفع الأميركيين إلى إشعال حرب غير محمودة العواقب على العالم برمته، يأتي في مقدمتها خطر إنهيار النظام المالي العالمي الذي يعتمد على الدولار، فما طرحته الحكومة الأميركية من أوراق نقدية للتداول يعادل اليوم أكثر من عشرة أضعاف الثروة القومية الأميركية في حين تلمح الصين واليابان وكوريا الجنوبية إلى وجوب مبادلة الأوراق النقدية الأميركية بما هو مادي ملموس. وبكلمة أخرى فإن الولايات المتحدة مدينة لباقي العالم بمبلغ هائل، ولا يمكن شطب هذه الديون إلا عندما تحدث إضطرابات مدوية في العالم.

ويتعلق السبب الثاني باحتمال أن يواجه العالم بعد 10 - 20 عامًا نقصًا حادًا في النفط. ومن هنا فإن الصراع على النفط في إحتدام مستمر. ثالثًا، إن الطغمة المالية العالمية تسعى إلى تحقيق الحلم الأميركي بالهيمنة على العالم بأي ثمن.

وهناك أسباب أخرى كرغبة الولايات المتحدة في إدامة سيطرتها على الخليج الفارسي أو رغبة إسرائيل في إبقاء تقدمها العسكري على إيران خاصة بعدما خسرت حربها ضد حزب الله.

وإذا سارت الأمور وفقًا للخطة فقد يربح الأميركيون الحرب المرتقبة ضد إيران خلال أيام أو أسابيع. أما إذا واجه المهاجمون صعوبة ما فقد يضربون إيران بالسلاح النووي. وفي هذه الحالة لن يتوانى الإيرانيون وأنصارهم - غالب الظن - عن استخدام كل ما يتوفر لديهم من أسلحة الدمار الشامل. وإذا حدث ذلك فسوف يصحو الناس في عالمنا ذات صباح ليروا كيف أن الكارثة الطاحنة تداهمهم وتدك بيوتهم.