تالين: دعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي روسيا واستونيا السبت إلى quot;ضبط النفسquot; وquot;تفادي أي تصعيدquot; بعد أعمال العنف التي أحدثها نقل نصب سوفياتي من تالين.
دعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي روسيا واستونيا السبت إلى quot;ضبط النفسquot; وquot;تفادي أي تصعيدquot; بعد أعمال العنف التي أحدثها نقل نصب سوفياتي من تالين.
وأعلن بيان صادر عن الحكومة الألمانية quot;أجرت انغيلا ميركل اليوم اتصالات هاتفية برئيس الوزراء (الاستوني) اندروس انسيب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لقد دعت المستشارة إلى ضبط النفس وتفادي أي تصعيدquot;.
وأضاف البيان أن ميركل quot;اقترحت استئناف الاتصالات المباشرة بين استونيا وروسيا ولا سيما على مستوى البرلمان في كلا الدولتينquot;.
وفي وقت سابق أعرب الرئيس الروسي للمستشارة الألمانية عن quot;قلقه العميقquot; من تطور الأحداث في تالين.
واحدث نقل السلطات الاستونية ليل الخميس الفائت نصبا يخلد ذكرى الجنود السوفيات الذين سقطوا في الحرب العالمية الثانية من وسط العاصمة إلى مكان مجهول مواجهات بين الشرطة وشبان استونيين من أصول روسية أسفرت عن مقتل شخص وجرح المئات.
وتتهم موسكو تالين بأنها quot;لجأت إلى الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين الذين كانوا يدافعون عن نصب يكرم أولئك الذين حاربوا الفاشيةquot;، في حين ينظر كثير من الاستونيين إلى هذا النصب على انه مصدر ذكرى مؤلمة لقرابة خمسين عاما من الاحتلال السوفيتي.
أعمال عنف غير مسبوقة في استونيا منذ الاستقلال
أوقعت الليلة الثانية من أعمال العنف التي تشهدها استونيا، وهي الأعنف منذ عودتها إلى الاستقلال في 1991، 74 جريحا أصيبوا الجمعة خلال مواجهات بين الشرطة ومعارضي نقل نصب تذكاري سوفياتي من العاصمة تالين.
وأوقفت الشرطة نحو ستمئة متظاهر في تالين كما في مدينة جوفي (165 كلم شمال شرق العاصمة) التي تقطنها أقلية كبيرة ناطقة بالروسية ما يثير المخاوف من أن تمتد شرارة العنف إلى مناطق أخرى في هذا البلد البلطيقي الذي يعد 43،1 مليون نسمة.
واستونيا التي كانت جمهورية سوفياتية استعادت استقلالها في العام 1991 وانضمت إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في 2004.
ويضم هذا البلد أقلية كبيرة من الناطقين بالروسية الذين أقاموا فيها خلال الحقبة الشيوعية. وتتهم موسكو استونيا بانتهاك حقوق الأقلية الروسية.
وفي حين حصل قسم من هذه الأقلية على الجنسية فان نحو 160 ألفا، أي 12% من إجمالي السكان ما زالوا محرومين من أي جنسية.
وأوقعت الاشتباكات الأولى مساء الخميس قتيلا و34 جريحا في حين أوقفت الشرطة نحو 300 من المتظاهرين ضد نقل التمثال الذي يمثل جنديا في الجيش الأحمر.
وتعتبر موسكو هذا النصب تخليدا لذكرى أولئك الذين هزموا الفاشية خلال الحرب فيما يرى كثير من الاستونيين انه يمثل ذكرى مؤلمة لقرابة خمسين عاما من الاحتلال السوفياتي.
وذكرت الشرطة أن مجموعات من الشبان غالبيتهم من الناطقين بالروسية حطموا نوافذ أكاديمية الفنون واقتحموا مبنى المسرح الوطني ونهبوا متاجر الكحول.
كما غطى نصب للكاتب الاستوني انتون هانسن تامسار يقع في حديقة وسط تالين بعبارات كتبت بالأبجدية السيريلية السلفية القديمة ما أثار غضب الشبان الاستونيين.
وفي جوفي عمد مئات المتظاهرين إلى تحطيم نوافذ السيارات. كما أشعلوا النار في تمثال الجنرال اسكندر تونيسون الذي قاد في 1918 وحدات استونية لصد القوات الروسية ثم أصبح عمدة للعاصمة تالين قبل أن يعدمه السوفيات في 1940.
واستخدمت الشرطة خراطيم المياه والهراوات لتفريق المتظاهرين.
ووقعت مواجهات مع الشرطة في احد الشوارع المؤدية إلى مقر البرلمان حيث نعت نحو ستين شابا رئيس الوزراء الاستوني بquot;الفاشيquot; ودعوه إلى الاستقالة.
واعلنت وزارة الخارجية الروسية صباح السبت أن موسكو ستعدل quot;جدياquot; سياستها تجاه استونيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ميخائيل كأمينين quot;أن الطرف الاستوني هو المسؤول الوحيدquot; عن تدهور العلاقات بين روسيا واستونيا.
وأضاف كأمينين أن quot;الأحداث في تالين تستدعي تقويما سريعا وحازما وموضوعيا وغير سياسي للمؤسسات الأوروبية والأوروبية الأطلسيةquot;.
وطلب سيرغي ميرونوف رئيس مجلس الاتحاد الروسي (مجلس الشيوخ) الجمعة قطع العلاقات الدبلوماسية مع استونيا.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة استونيا وروسيا إلى تسوية خلافهما quot;بروحية احترام وتوافقquot;.
وعبر رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا رينيه فان در ليندن عن quot;أسفهquot; لقرار نقل النصب التذكاري.