خلف خلف من رام الله: تبلور وزارة الخارجية الإسرائيلية سراً حملة دولية ضد إيران، تقودها ممثليات إسرائيل في كل أرجاء المعمورة، وذلك وفقا لورقة مهمات وتعليمات مفصلة تتلقاها من القدس. وتوجد الحملة الآن في مراحل البلورة الأخيرة. ومن يقف خلف الفكرة وبلورتها هو مدير عام وزارة الخارجية أهرون ابرموفيتش بعلم وموافقة وزيرة الخارجية تسيبي لفني.

وحسبما كشفت صحيفة معاريف اليوم الثلاثاء فأن الإلهام لحملة دولية مخططة هو الحملة الدولية التي أجرتها إسرائيل في الماضي ضد حزب ا لله، والتي توجد بنجاح جارف وأدت إلى إدخال حزب الله في قائمة منظمات الإرهاب في دول عديدة وفي الاتحاد الأوروبي. في حينه أيضا عملت ضد حزب الله الممثليات الإسرائيلية في كل أرجاء العالم ولا سيما في أوروبا والأمم المتحدة، وحققت نتائج حقيقية على الأرض.

والحملة الحالية ستتضمن سلسلة طويلة من التوجيهات والتعليمات لكل الممثليات الإسرائيلية في العالم. وسيتعين على رؤساء الممثليات، السفراء والقناصل القيام بما هم مكلفون به ورفع التقارير عن تنفيذها إلى القدس. وضمن أمور أخرى، يدور الحديث عن نشاط في كل أرجاء العالم لسن تشريعات محلية ضد إيران، ضد التجارة مع إيران وضد اللاسامية ودعوتها إلى إبادة إسرائيل.

وسيتم وضع الموضوع الإيراني في رأس جدول الأعمال، وهكذا أيضا في كل محادثات يجريها دبلوماسي إسرائيلي مع نظرائه في الخارج، وسيتم التشديد على الإعلام والصحافة وسيصار إلى إعداد ملف إيراني خاص ينشر في وسائل الإعلام المحلية باللغة المحلية ويتضمن أيضا quot;براهينquot; وأدلة على النوايا الإيرانية.

وجاء أن مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية يأمل باستكمال بلورة الحملة قريبا، وإطلاقها في الأشهر القريبة القادمة. وتتبلور الحملة على خلفية تعاظم المعلومات الاستخبارية عن تسارع البرنامج النووي الإيراني، والتقدير في وزارة الخارجية، وكذا لدى رئيس الوزراء ايهود اولمرت، بأن المجال السياسي هام ويمكن من خلالها حمل البرنامج النووي الإيراني لمواجهة مصاعب عديدة. وفضلا عن ذلك، ترمي الحملة إلى نشر الفهم الدولي بأنه إذا لم يوجد سبيل سياسي لوقف التحول النووي الإيراني، فلن يكون مفر من التوجه إلى وسائل أخرى.

وحسب صحيفة معاريف فأن القلق الإسرائيلي من النوايا النووية لإيران تشترك فيه دول عديدة أخرى في المنطقة. ولإسرائيل تنسيق سري حول هذا الموضوع مع دول عديدة في الشرق الأوسط، بما فيها تلك التي ليس لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وأضافت: quot;المتخوفون المركزيون من التحول النووي الإيراني هم أمارات النفط، السعودية ودول سنية معتدلة. هذه الدول تمارس الضغط على الولايات المتحدة كي تشدد جهودها لإحباط النووي الإيراني الذي من شأنه أن يؤدي حسب زعماء عرب عديدين في الشرق الأوسط إلى quot;كارثة دوليةquot;.

على صعيد آخر، رغم الاستخلاصات الصعبة الواردة في تقرير فينوغراد الجزئي حول إدارة حرب لبنان الثانية إلا أن هناك 38% من الجمهور اليهودي الإسرائيلي تعتبرها حربا غير مبررة. وهذه النتيجة ظهرت في مقياس السلام لهذا الشهر الذي نشرته صحيفة هآرتس اليوم الثلاثاء.

وحسب المؤشر فأن انعدام الثقة المذكورة وعدم الرضى من القيادة السياسية الإسرائيلية يتجسدان من خلال الأغلبية الواضحة التي عبرت عن اعتقادها بان المسؤولين عن فشل الحرب لن يستقيلوا رغم كشف الأخطاء والنواقص. التقدير السائد هو أن هذه المسألة ستؤدي إلى احتجاج جماهيري واسع النطاق إلا أن ثلث المستطلعين عبر عن عزمه على المشاركة في ذلك أن نشأت الظروف.

وتبين المعطيات أن نسبة من يبررون حرب لبنان اليوم في أوساط الجمهور اليهودي اقل من نسبة من برروها في الصيف الأخير، حيث قال (37%) أنها حرب عادلة مبررة، ولكن (38%) قالوا أنها غير مبررة والباقون بلا رأي.

ومن المثير أن نذكر أن (60%) قالوا أنهم أنفسهم قد خدموا في تلك الحرب أو أن أحدا من أقاربهم أو رفاقهم المقربين قد خدم فيها. المعطيات تشير إلى أن القرب من المساهمة في الحرب لا يؤثر جوهريا على الاعتقاد بعدالة الحرب.

أغلبية غير بسيطة من (52.2%) تقدر أن الاخلالات والنواقص الأساسية التي يشير لها التقرير بتصوب (مقابل 38% لا يعتقدون ذلك). مع ذلك كانت الفجوة بين من يعتقد أن التقرير قد كشف كل المشاكل الأساسية (46%) ومن يقول أن هناك مسائل جوهرية لم يغطها التقرير (38%). ليس كبيرا الأمر الذي يشير إلى درجة لا بأس فيها من الارتياب باللجنة المعينة من قبل رئيس الوزراء. هذا الارتياب يرتبط بعدم الثقة العميق لدى الجمهور بالمؤسسة الرسمية وبالقيادة السياسية.