مراقبون لا يتوقعون استجابة مبارك لطلب إطلاقه
محكمة مصرية تحيل أيمن نور إلى الطب الشرعي
أيمن نور يشعل شمعة
نبيل شرف الدين من القاهرة:
بدا المشهد أمام محكمة القضاء الإداري في مصر سياسياً بامتياز، إذ هتف ضد الرئيس المصري حسني مبارك والنظام الحاكم، العشرات من أنصار المعارض البارز أيمن نور، الذي يقضي عقوبة بالسجن خمسة أعوام. بتهمة التزوير في أوراق ومستندات تأسيس حزب quot;الغدquot;، الذي كان يرأسه قبل حبسه، وأمام مدخل المحكمة تجمع أنصار نور حاملين لافتات كتب عليها quot;أين حقوق الإنسان يا نظام فاسد وجبانquot; وquot;بالعدل والدستور الإفراج عن أيمن نورquot; وquot;يسقط يسقط حسني مباركquot;، وغيرها من اللافتات فضلاً عن الهتافات المناوئة للنظام المشار إليها.
وبهذا القرار تبدد التفاؤل الذي ساد الأجواء قبل أن تقرر محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة إحالة الدعوى المقدمة من أيمن نور رئيس حزب الغد السابق لطلب الإفراج الصحي عنه إلى مصلحة الطب الشرعي، وقد حددت المحكمة جلسة 12 من حزيران (يونيو) المقبل لإيداع التقرير في القضية، لتحديد حالته الصحية على وجه اليقين في ظل تناقض التقارير الطبية المعروضة أمام المحكمة.
مناشدات وقضايا
وسبق أن حثت كل من الإدارة الأميركية، والاتحاد الأوروبي السلطات المصرية مراراً على الإفراج عن أيمن نور، ودعت 23 منظمة حقوقية الرئيس حسني مبارك إلى إصدار عفو رئاسي عن نور نظرا لظروفه الصحية، حيث أجريت له عملية جراحية بالقلب وأصيب بنزيف دموي في شبكية العين، كما ناشدت نقابة الصحافيين المصريين أيضا الرئيس مبارك إطلاق سراح نور، وسبق أيضاً أن طالبت عائلة نور في بيان لها الرئيس مبارك باستخدام الصلاحيات الواسعة التي يخوله إياها الدستور، حتى يعلق تطبيق بقية العقوبة، غير أن مراقبين في مصر لم يبدوا تفاؤلاً حيال استجابة مبارك لتلك المناشدات بإطلاق نور.
كما أصدرت المحكمة قرارها بحجز الدعوى التي أقامها احد المفصولين من حزب الغد طاعنافي قرار لجنة شؤون الأحزاب بحجزها للحكم بتاريخ الثاني عشر من حزيران أيضاً كما أجلت المحكمة النظر في بقية الدعاوى المرفوعة ضد وزير الداخلية بمنع الدواء عن نور في محبسه ومن حضور الجلسات وكذلك ضد رئيس مجلس الشعب (البرلمان) لامتناعه عن تسليم شهادة تفيد بموعد رفع الحصانة عن نور في كانون الثاني (يناير) من العام 2005.
وترافع محامو أيمن نور وقدموا مستندات تتهم وزارة الداخلية بالتلاعب في أوراق علاجه، كما تقدم أمير سالم المحامي بمستندات وتقارير من أساتذة ورِِؤساء أقسام الطب الشرعي في الجماعات المختلفة تؤكد ضرورة الإفراج عن نور.
وفيما أنهى حزب الغد المصري المعارض اعتصاما دعا له إيهاب الخولي رئيس الحزب، على خلفية اعتداءات ارتكبها ضباط الترحيلات ضد أيمن نور، الذي أقام دعواه مطالبا بالإفراج الصحي عنه بسبب ظروفه الصحية المتردية التي أشار فيها إلى أنه يعاني أمراض القلب والسكر والضغط ونظرا لعدم الإفراج عنه أقام دعواه طعنافي قرار النائب العام.
وقبل سجنه كان أيمن نور زعيم المعارضة الفعلي من خلال سيطرته على أكبر كتلة من مقاعد المعارضة في البرلمان، وقد حل ثانيا بفارق كبير بعد الرئيس حسني مبارك في أول انتخابات رئاسية في أيلول (سبتمبر) من العام 2005.