حرب بيانات عشائرية لصالح الأكراد وضدهم

عبد المهدي يبحث التعديلات الدستورية مع نيغروبونتي
حرب بيانات عشائرية لصالح الاكراد وضدهم

أسامة مهدي من لندن: فيما حذرت رابطة العشائر العراقية تركيا من الاستمرار في قصف القرى الكردية العراقية الشمالية مهددة بقلب انقرة راسا على عقب قالت عشائر وشخصيات في مدينة كركوك الشمالية المتنازع عليها انها ستضطر الى خطف اكراد اذا استمرت عمليات خطف العرب وزجهم في معتقلات كردية شمال البلاد.. في وقت بحث نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي مع نائب وزيرة الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي في بغداد اليوم التعديلات الدستورية المقترحة وجهود تحقيق المصالحة والوضع السياسي والامني .

وقالت الرابطة الوطنية لزعماء وشيوخ العشائر العراقية حول القصف التركي لقرى كردية شمالية عراقية في بيان لها اليوم وصلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; ان التاريخ يشهد للعراقيين quot;بمقاومة كل محتل غاشم يعتدي على حقوق الامة العراقية ويحاول ان يدنس ارضنا العراقية الطاهرة التي نحر على ثراها كما تنحر الخراف كل من استهزأ او انتقص من كرامة العراقيين النجباء سواء كانوا عربا ام كرداquot; . واضافت الرابطة في بيان مكتبها السياسي quot;اليوم يستمر الجنرالات الاتراك احفاد السلاجقة الجدد ان يجربوا حظهم مع العراقيين كما فعل اسلافهم في القرون الماضية ليقرأوا التاريخ كيف كانت نهايتهم في العراق وليتعظواquot; .

وقالت ان القصف غير المبرر والذي بلغ حتى اعداد هذا البيان 90 هجوما بالمدفعية لقرانا الكردية الوادعة التي تقع ضمن حدود اقليم كردستان العراق ماهو الا استمرار في الغي والصلافة والهمجية والعنجهية. واشارت الى ان ترويع النساء والاطفال في هذه المناطق ما هو الا ترجمة لثقافة العسكر التركي الذين يحاولون ان يبرهنوا للشعب التركي بان زمام المبادرة مازال في ايديهم بعد ان اثبتوا فشلهم في ترجمة ادعاءاتهم الديمقراطية والتي هم بعيدون عنها كل البعد كما انهم مستمرون في التدخل في الشان العراقي وفي قضيتي كركوك والموصل.

وشددت الرابطة بالقول quot;نحن كتنظيم وطني للعشائر العراقية قادرون ان نقلب انقرة راسا على عقب اذا ما سولت لكم انفسكم باحتلال الموصل كما تروجون في مجالسكم الخاصة ولا نريد ان نتحدث في هذا الموضوع لاننا كما اثبتنا رجال افعال لا اقوال ننصحكم بان تسحبوا جيوشكم الى مواقعها الاصلية وان تحاولوا حل خلافاتكم عبر الحوار الجاد مع الحكومة العراقية مباشرة ودون وسيط اذا كنتم جادين فعلا في حل الخلاف الواهن اساسا واذا كنتم حريصين على مصلحة الشعب العراقي كما تدعون في كل تصريحاتكم فحري بكم ان لا تزيدوا الطين بله لان ما يوجد الان على الارض العراقية من مشاكل هي كافية لتقويض اعتى حكم مهما كانت قوته ولكن العراقيين بصبرهم وكفاحهم ونضالهم قادرون على التاقلم مع الظروف بفعل ما حصل لهم خلال العقود الماضية .

وكانت الحكومة العراقية سلمت السفير التركي في بغداد امس الاول احتجاجا رسميا ضد قصف المدفعية التركية لقرى في شمال العراق منذ ايام عدة مما ادى الى خسائر مادية وتهجير سكان عدد منها .

وفي مدينة كركوك (255 كم شمال بغداد) هددت عشائر وشخصيات عربية بخطف اكراد ردا على اعتقالات في صفوفها .وحذر ابرز تجمع سياسي للعرب في كركوك بخطف اكراد اذا استمرت ما اسماها بعمليات خطف العرب وزجهم بمعتقلات كرديةquot; شمال البلاد واكد انه قرر محاربة العملية السياسية ومقاطعتها .

وفي موقف هو الاول من نوعه قرر المجلس الاستشاري العربي الذي يضم عشائر وهيئات واحزاب وشخصيات في اجتماع اليوم quot;مقاطعة العملية السياسية ومحاربتهاquot; مشيرا الى ان quot;عرب كركوك سئموا صمت الحكومة على الظلم الذي يتعرضون له منذ اربعة اعوامquot;.

وشاركت في التجمع العشائري والسياسي في مقر المجلس اكثر من 300 شخصية بينها شيوخ عشائر واساتذة جامعات ووجهاء من كركوك). وقال احد قادة المجلس احمد حميد quot;نطالب الامم المتحده بارسال فرق للتحقق عن وضع العرب ومصيرهم فهم ضحية التسلط والنفوذ والاستحواذ الكردي سنكون مرغمين حينما يخطف ابناؤنا او يعتقلوا بسجون كردية على خطف اكراد كرّد فعلquot;. لكن المجلس اكد رفض التدخل الخارجي في اشارة الى التهديدات التركية كما اعلن رفض تولي مستشار الامن الوطني موفق الربيعي رئاسة اللجنة العليا لتطبيع الاوضاع في المدينة quot;كونه حليفا للقيادات الكردية وله مواقف معلنة تؤيد ضم كركوك الى كردستانquot;.

ويطالب الاكراد بالحاق كركوك باقليم كردستان في حين يعارض التركمان والعرب ذلك. وكانت اللجنة قررت اواخر كانون الثاني (يناير) الماضي ضرورة quot;اعادة العرب الوافدين الى كركوك الى مناطقهم الاصلية في وسط وجنوب العراق ومنحهم تعويضات مالية مناسبةquot;.

وتشمل التعويضات تقديم مبلغ 15 الف دولار وقطعة ارض في مكان المنشأ الاصلي حيث اعلن احد مسؤولي اللجنة ان عدد العائلات العربية الراغبة في مغادرة المدينة الى مناطقها الاصلية يبلغ اكثر من 12 الف عائلة اي حوالى ثمانين الف شخص.

وكان مجلس قيادة الثورة الذي حكم في عهد النظام السابق تبنى القرار رقم 42 للعام 1986 الذي يقضي بنقل عشائر من العرب الشيعة في الفرات الاوسط والجنوب الى كركوك ضمن سياسات التعريب التي كان ينتهجها. من جهته قال الشيخ عبد الرحمن منشد العاصي رئيس المجلس لوكالة الصحافة الفرنسية ان quot;السجون الكردية تغص بالمعتقلين العرب من كركوك وقد قام وفد عربي بزيارة آمري سجون السليمانيه وغدا سيزور وفد سجون اربيل بحثا عن المعتقلينquot;. واكد quot;اعتقال اكثر من 250 شخصا في قضيه داقوق من الحويجة والرياض والرشاد وغيرها وهي احياء ذات غالبية عربيةquot; في اشارة الى تفجير استهدف حسينية الثقلين في داقوق للشيعة التركمان اودى بما لايقل عن 19 شخصا الجمعة الماضي.

واضاف ان quot;العائلات وللاسف تشعر بالسعادة حينما تدهمها قوات اميركية لانها ستعلم مصير ابنائها لكنها تعرف انهم سيسحقون ويهانون حينما تدهمهم قوى عسكرية كردية تذهب بهم الى سجون في شمال العراقquot;.

وطالب العاصي القوات الاميركية بquot;الكف عن التعاون مع اجهزة الامن الكردية (الآسايش) والتزام جانب الحيادquot; مشيرا الى ان quot;معظم المعتقلين يعلمون في شركات نفط الشمال والغاز والكهرباء انهم نخب عربية واصحاب شهاداتquot;. واضاف quot;بعد خروجهم من المعتقلات ولدينا تجربة خلال السنوات الاربع المنصرمة، تراهم يطالبون بنقلهم الى الموصل او بغداد بسبب تعرضهم للتعذيب او التهديد ليحل مكانهم موظفون من الجهة التي قامت باعتقالهمquot;.

لكن القائد الجديد لشرطة محافظة كركوك اللواء الحقوقي جمال طاهر بكر، وهو كردي، نفى قيام قوات امنية عراقية باعتقال العشرات من العرب ووصف هذه الاتهامات بانها quot;عارية عن الصحةquot;. واكد بكر ان quot;الشخص المعتقل اما ان يكون ارهابيا او مشتبها فيه ومن يودع في سجون كردستان هم ارهابيون او من المطلوبين باوامر قضائية وتحسن الوضع الامني في كركوك سيساعد على سجنهم هنا بدلا من كردستانquot;.

بدوره، دعا ممثل الاحزاب العربية محمد خليل الجبوري الاكراد الى quot;تقبل الامر الواقع في ما يتعلق بعراقية كركوك التي لم تكن يوما كردية ولن تصبح كذلكquot;. من جهة اخرى قال راعي كاتدرائية كركوك لويس ساكه امام شخصيات عشائرية ودينية عربية وكردية وتركمانية quot;كي لا تكون كركوك بركانا ينفجر علينا العمل بالتفاهم والتوافق والتنسيق ومحاربة التطرف والتعصبquot;.

واضاف خلال الملتقى الذي عقد بدعوة منه quot;كمسيحيين عشنا بوئام وتفاهم مع ابناء كركوك لذلك علينا ان نكون موحدين لان الخطر اكبر والمؤامرات كبيرة فمن اجل العراق والتسامح فلنتوحد ولا نعمل على اقصاء الاخر او ظلمهquot;.

ويبلغ تعداد سكان كركوك اكثر من مليون نسمة هم خليط من التركمان والاكراد والعرب مع اقلية كلدو-اشورية. ويتخوف العرب والتركمان من الطغيان العددي للاكراد الذين استقروا في كركوك منذ سقوط النظام بهدف فرض واقع معين وما يرغبونه من خلال الاستفتاء الذي تنص عليه المادة 140 من الدستور. وتنص المادة 140 من الدستور على quot;تطبيع الاوضاع واجراء احصاء سكاني واستفتاء في كركوك واراض اخرى متنازع عليها لتحديد ما يريده سكانها وذلك قبل 31 كانون الاول (ديسمبر) من العام الحالي 2007quot;.

عادل عبد المهدي بحث المصالحة والتعديلات الدستورية مع نيغروبونتي

شدد نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي على أن التوافق الوطني والمصالحة الوطنية هي الاساس الذي تبنى عليه بقية القضايا مشيراquot; الى أن العراق اليوم بلدquot; محوري والاوضاع في العراق تهم الجميع .

جاء ذلك خلال اجتماع عبد المهدي مع جون نيغروبونتي مساعد وزيرة الخارجية الأميركية في بغداد اليوم حيث جرى بحضور منسق الملف العراقي في الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد والسفير الأميركي لدى العراق رايان كروكر عرض مفصل للأوضاع في البلاد كما ناقش الجانبان الاوضاع الاقليمية وآخر المستجدات على الصعيدين الأمني والسياسي إلى جانب سير تطبيق خطة فرض القانون في بغداد.

واكد عبد المهدي أن التوافق الوطني والمصالحة الوطنية هو الاساس الذي تبنى عليه بقية القضايا مشيراquot; الى أن العراق اليوم اصبح بلداquot; محوريا والاوضاع في العراق تهم الجميع .كما بحث أيضا مع نائب وزيرة الخارجية الأميركية التشريعات الأساسية والتعديلات الدستورية والقضايا السياسية المتعلقة بهذا الشأن , وأشاد بدعم الولايات المتحدة في دعم العملية السياسية وإعادة البناء والإعمار.

من جهته جدد نيغروبونتي موقف الإدارة الأميركية الداعم للشعب والحكومة في مواجهة التحديات والتدخلات الخارجية لتمكينها من تحقيق الأمن والإستقرار وتقديم أفضل الخدمات للشعب العراقي.وكان نيغروبونتي الذي وصل الى بغداد في زيارة غير معلنة صباح اليوم قد اجتمع قبل ذلك مع الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي وبحث معها اخر التطورات السياسية والامنية في العراق .