بهية مارديني من دمشق: لاشك بان العاصمة السورية تجد نفسها تحت وطأة احراج شديد بعد التقريع العربي والدولي غير المباشر الذي تعرضت له بعد استيلاء حماس على قطاع غزة وطرد حركة فتح منه. واوضحت مصادر العاصمة السورية دمشق بأن المسؤولين السوريين يشعرون بأن حركة حماس استدرجت الى فخ الهدف منه عزلها والقضاء على شعبيتها في الشارع الفلسطيني تمهيدا لسلب الاكثرية النيابية المريحة التي حازت عليها في الانتخابات التشريعية التي جرت قبل نحو عام .

وتشير مصادر في دمشق لايلاف الى ان العلاقات مع مصر شهدت نوعا من عدم الارتياح على خلفية قضية حماس وغزة وان مصر تشعر بأن قطاع غزة ونفوذها الطبيعي فيه قد تعرض للامتهان من قبل إيران وسوريا ولذلك فإن المصريين كان ردهم سريعا عبر القمة الرباعية التي ستضم الى الرئيس المصري حسني مبارك الملك الأردني ورئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني .

وتشير المصادر الى ان سوريا ابلغت الجانب المصري بشكل مباشر انها لم تكن طرفا فيما حدث في غزة وانها مستعدة لتسهيل عودة الحوار بين الاطراف الفلسطينيين سواء في دمشق او في القاهرة او اي مكان آخر .

ولكن محللون يرون بأن الامر اعمق من ذلك بكثير وان دمشق تريد الان ان ترى ماالذي ستفعله مصر مع قطاع غزة وان السوريين يريدون لمبارك ان يشرب من الكأس الذي سقاهم اياه في لبنان حينما وقف بقوة الى جانب حكومة السنيورة وكان ينتقد سرا وعلانية الدور السوري في لبنان وايد بقوة خروج القوات السورية من هذا البلد .

وفيما يستبعد مختلف المراقبون ان يتطور الامر الى صراع مكشوف بين القاهرة ودمشق الا ان هناك ثمة اتفاق كامل على أن العلاقات بين الجانبين ستصبح اكثر صعوبة ولن يكون بامكان سوريا ان تستفيد من البرودة المستجدة في علاقات السعودية ومصر على خلفية رفض الرئيس مبارك للجسر فوق البحر الاحمر بين البلدين .