اعتدال سلامه من برلين: في كل مرة يتعرض فيها الجنود الالمان في افغانستان للخطر تزداد المطالبة الشعبية بارجاع القوات من أماكن الخطر في العالم، وهذا ما دل عليه آخر استطلاع للرأي. اذ رفض الالمان بالاغلبية مواصلة تواجد الجنود في افغانستان حتى ولو كانوا في منطقة آمنة.

فحسب نتائج الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة USUMA للتحليل السياسي فان اكثر من 61% من الالمان مع عودة الجنود من منطقة هندوقوس فيما يرى 36% ان وجودهم صحيح وعلى المانيا مواصلة التزامها العسكري.

وعند تحليل الفئات التي ترفض بقاء القوات الالمانية في افغانستان يتضح ان 72% منها نساء و48% رجال، و49% مع مواصلتهم لمهماتهم العسكرية. من جانب آخر احتدمت النقاشات السياسية المتعلقة بمستقبل الوحدات الالمانية في افغانستان حيث تشهد الساحة السياسية الالمانية سجال طويل فالمعارضة خاصة حزب اليسار الذي اعلن عن تأسيسه قبل اسبوع، تطالب الحكومة باعادة النظر بالمساهمة العسكرية المباشرة في افغانستان وان تصب مساعداتها في مجال إعادة الاعمار.وهاجم وزير الخارجية الاتحادي فرانك فلتر شتاينماير أمس سياسة المنتقدين مؤكدا بان بلاده سوف تواصل تواجدها في افغانستان طالما ان الوضع يتطلب ذلك. وقال: quot;عندما نعيد القوات الالمانية لن نترك افغانستان للافغان بل لقوات طالبان وللحرب الاهلية، ومن دون تواجدها لن يكون هناك اعادة اعمار، فهذا رأي كل المحللين السياسيين ورأي منظمات الغوث الدولية، ومن يعتقد ويقول العكس فانه يروج الى دعايات رخيصة لا علاقة لها مع الواقع الافغانيquot;.

ويأتي هذا التجاذب السياسي في وقت تحضر فيه برلين لجلسة ساخنة في مطلع الخريف القادم تتعلق بالتمديد لعمل القوات الالمانية في افغانستان، وظهرت منذ فترة مقاومة لهذا التمديد في صفوف الحزب الاشتراكي الديمقراطي المشارك أيضا، ويطالب البعض ان يكون التمديد على اسس واقعية.