بروكسل: الحكومة البرتغالية تعتبر في بداية رئاستها الدورية للاتحاد الأوروبي انضمام تركيا للاتحاد مهما وحاسما فيما يتعلق بتطوير العلاقات مع العالم الإسلامي وتطالب بكبح رغبة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرافض لانضمام أنقرة.

تسلمت البرتغال أمس الأحد رئاسة الاتحاد الأوروبي من ألمانيا. وبحسب مصادر دبلوماسية في بروكسل، فإن مسألة اختتام المفاوضات بشأن المعاهدة الجديدة للاتحاد الأوروبي ستتصدر قائمة أولويات الرئاسة البرتغالية خلال الأشهر الستة المقبلة.

وقال الرئيس الجديد للاتحاد الأوروبي، رئيس وزراء البرتغال جوزي سوكراتيس إنه quot;يريد الحفاظ على محادثات انضمام تركيا المحتمل إلى الاتحاد الأوروبي. ونقلت وسائل الإعلام عن سوكراتيس قوله: quot;علينا أن نكون مخلصين لما التزمنا بفعله، وأهم شيء الآن أن نكون مخلصين ومعتدلين في هذه المحادثات.quot;

يذكر أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعا مؤخرا إلى إعادة فتح ملف انضمام تركيا للاتحاد برمته. لكن الاتحاد الاوروبي أجل بدء مفاوضات بشأن السياسة الاقتصادية النقدية بعد أن هددت فرنسا الشهر الماضي باستخدام حق النقض ضد هذه الخطوة .

لشبونة تؤيد مواصلة المباحثات

وتبدو البرتغال مصممة على كبح رغبة نيكولا ساركوزي في فتح نقاش متفجر حول مستقبل تركيا الأوروبي مع أن الرئيس الفرنسي اعتبر ذلك نقطة أساسية في سياسته الأوروبية. ومنذ الخميس وقبل تولي بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي الدورية، أعلن وزير الدولة البرتغالي للشؤون الأوروبية، مانويل لوبو انتونس أن البرتغال التي تتولى رئاسة الاتحاد حتى مطلع السنة المقبلة quot;لا تريد فتح نقاش خلال القمة الأوروبية المقررة في كانون الأول/ديسمبر حول مستقبل توسيع الاتحاد وحدودهquot;، كما يطالب ساركوزي.


وألح القادة البرتغاليون على ذلك في لقاء مع الصحافيين خلال نهاية الأسبوع في العاصمة البرتغالية لشبونة. وأوضح وزير الخارجية لويس أمادو أنه يصعب جدا أن نفتح مجددا نقاشا يثير انقسامات، في حين لم ننته بعد من نقاش آخر، في إشارة إلى الجدل القائم حول المعاهدة التي يجب أن تحل محل الدستور الأوروبي والتي أوكل للبرتغاليين إنهاءه قبل نهاية السنة.


مصداقية الاتحاد الأوروبي على المحك

وذهب رئيس الوزراء البرتغالي جوزيه سوكراتس إلى حد التعبير بصراحة عن موقفه quot;في معسكر المدافعينquot; عن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، مجددا إرادته في مواصلة المفاوضات الجارية معها حول الانضمام، في حين ينوي ساركوزي التأكيد مجددا أمام شركائه الأوروبيين أن هذا البلد الذي يدين بالإسلام والواقع بين أوروبا وآسيا quot;لا مكان لهquot; في الاتحاد الأوروبي.

وفي هذا السياق أكد رئيس الوزراء البرتغالي أن استمرار المفاوضات quot;يضع مصداقية الاتحاد الأوروبي على المحك وquot;يكتسب أهمية استراتيجيةquot; حاسمة quot;في العلاقات مع العالم الإسلامي،quot; مستندا إلى أحد المبررات التي ترتكز عليها دول مثل بريطانيا والسويد وأسبانيا للدفاع عن انضمام تركيا.

يذكر الاتحاد الأوروبي قد بدأ رسميا مفاوضات مع أنقرة بعد مفوضات صعبة تهدف بوضوح إلى ضمها إلى الأسرة الاوروبية، حتى وإن كان ذلك ليس quot;مضموناquot;. ويرى الدبلوماسيون الأكثر تفاؤلا أن تلك المفاوضات ستستمر على الأقل 10 أو 15 سنة.