سكينة اصنيب من نواكشوط: اعتقلت السلطات الموريتانية ضابطا كبيرا في جهاز الانتربول بتهمة التورط في عمليات تهريب المخدرات، وأوقف أحمد ولد سيد أحمد الطايع رئيس قسم الشرطة الدولية quot;الانتربولquot; في موريتانيا وهو ابن شقيق الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، بعد أن حامت الشكوك حول مساعدته لشبكة تهريب المخدرات والتغطية على نشاطاتها.

ويأتي اكتشاف عملية تهريب المخدرات بعد شهرين من مصادرة 600 كلغ من الكوكايين في مطار انواذيبو (أقصى الشمال)، مما دفع المراقبين الى القول بأن وقوف ضباط ومسؤولين كبار وراء العملية الأخيرة يؤكد احتمال تورط ضباط وكبار موظفي الدولة في قضية المخدرات التي اكتشفت سابقا والتي لم تتمكن الشرطة من اعتقال مسيري العملية رغم أن الحكومة شكلت لجنة هامة للتحقيق فيها حيث اقتصر الاعتقالات على سائقي وخدم المتهم الرئيسي سيدي محمد ولد هيداله.

وقالت مصادر مطلعة أن أحمد ولد سيدي أحمد الطايع كان يوفر الحماية لعصابة تهريب مخدرات تضم موريتانيين وأجانب، مضيفة أن لا علاقة لها بشبكة تهريب المخدرات المتورطة في أكبر عمليات تهريب يعلن عنها في موريتانيا.

وقد أمر النائب العام باعتقال مسؤول قسم الشرطة الدولية بعد ان تقدم رجل أعمال موريتاني يدعى علي ولد السوداني بشكوى اتهمه فيها بالاعتداء عليه وسلبه مبلغ 250 ألف يورو، وأوضح الضحية أن الضابط عنصر في شبكة تقوم بتهريب المخدرات بين موريتانيا واسبانيا، مؤكدا أنه كان يستغل نفوذه لتهريب المخدرات وتسهيل دخول عناصر الشبكة الى موريتانيا.

تواجه الحكومة الموريتانية المعينة تحديا كبيرا بعد ظهور فضائح تهريب الممنوعة بسبب تورط مسؤولين كبار وأبناء شخصيات سياسية شهيرة ففضيحة شحنة المخدرات التي اكتشفت قبل شهرين كانت يسيرها سيدي محمد ولد هيداله ابن الرئيس الأسبق محمد خونه ولد هيداله، بينما تورط في العملية الأخيرة بان الرئيس المخلوع معاوية ولد سيدي أحمد الطايع.

وقد تفجرت القضية بعد أن ضبطت مصالح الأمن في مدينة نواذيبو (العاصمة الاقتصادية) 600 كلغ من المخدرات كانت تقلها طائرة خفيفة هبطت اضطراريا على بعد 100 كلم من المدينة. وتفيد المعلومات الأولية أن الطائرة نفد وقودها في الجو، مما اضطرها إلى الهبوط قرب الطريق الرابط بين نواكشوط ونواذيبو على بعد أكثر من 100 كلم من نواذيبو.

وتمكن طاقم الطائرة من الهروب بعد أن شعر بمراقبة الشرطة، وتشير مصادر أمنية أن شبكة تهريب المخدرات تم اختراقها من طرف رجال الأمن، مما مكنهم من مصادرة الطائرة وكميات المخدرات التي قدرت قيمتها بـ20 مليار أوقية واعتقال ثلاثة من أعضاء العصابة.

وبدأت العملية حين حطت طائرة مجهولة الهوية في مطار نواذيبو شمال البلاد وأفرغت حمولتها من المخدرات، وقبل أن تتزود بالوقود اضطر طاقمها الى الاقلاع بعد أن لاحظ اقتربت فرق من الشرطة والجمارك منها، والتي اكتشفت الحمولة وهي عبارة عن 625 كلغ من الحشيش والهروين، وبعد ساعات من البحث وجدت الطائرة رابضة في الصحراء المجاورة لمدينة نواذيبو، فيما تمكن طاقمها من الفرار الى جهة مجهولة.