طالباني وجنرال أميركي بحثا تسريع جاهزية القوات العراقية
قتل واعتقال 24 قائدًا ميدانيًا انشقوا عن جيش المهدي
أسامة مهدي من لندن :
في أوسع عمليات تستهدف جيش المهدي منذ أشهر، واستُخدِمت فيها الطائرات، أكدت القوات الأميركية اليوم أنها قتلت واعتقلت 24 قائدًا ميدانيًا من مسلحين أنشقوا عن هذا الجيش التابع لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر وقاموا بعمليات إرهابية طائفية بالتعاون مع إيران... بينما بحث الرئيس جلال طالباني مع رئيس لجنة الكونغرس الأميركي المكلفة بتقييم أداء قوات الأمن العراقية واحتياجاتها ضرورة تسريع تدريب وتجهيز هذه القوات بما يمكنها من التصدي لنشاطات الإرهابيين.
وقالت القوات الأميركية في بيانين إلى quot;إيلافquot; إن جنودًا في القوات الخاصة العراقية وبدعم من مستشارين في القوات الخاصة الأميركية نفذوا عمليات متزامنة إستنادًا إلى معلومات إستخبارية أدت الى إعتقال 12 قائدًا مسلحًا لميليشيا جيش المهدي. وأضافت أن من بين المعتقلين ثمانية قادة رفيعي المستوى على صلة بالجماعات الخاصة في quot;ميليشيا جيش المهدي المارقة والمسؤولة عن تنفيذ هجمات ضد القوات العراقية وقوات الإئتلافquot;... وهم آمر لواء، أمر كتيبة، إثنين من أمراء السراية وأحد قادة خلايا القتل الطائفي. وإضافة إلى ذلك، إعتقلت القوات عدد من أعضاء خلية تابعة لميليشيا جيش المهدي لقيامهم بتنفيذبتنفيذهم عمليات قتل طائفية وهجمات بعبوات ناسفة.
وأشارت القوات إلى أن قائد اللواء الذي تم إعتقاله مسؤول عن خمسة مجاميع تعمل تحت قيادته، وقد أشارت التقارير بأنه يقوم بنقل العبوات الناسفة من أيران الى العراق وقام مؤخرًا بالإشراف عن هجوم بعبوة ناسفة أدى إلى مقتل جنديين أميركيين... كما أنه يقوم بالإشراف على عناصر من quot;ميليشيا جيش المهدي المارقة تقوم بنصب سيطرات وهمية لمطاردة وإغتيال المواطنيين السنةquot;، كما قالت القوات. وأضافت: quot;أن أحد قادة خلايا القتل الطائفي المعتقلين متهم بزرع عبوة ناسفة إنفجرت داخل أحد الاسواق في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي وأدت إلى مقتل إثنين من جنود الإئتلافquot;.
وأشارت إلى أن المتمردين الذين تم إعتقالهم متهمون بتنفيذ قائمة طويلة من الأعمال الإجرامية ومن بينها خطف وتعذيب المواطنين السنة وعمليات إغتيال المسؤولين الحكومين في المنطقة.

وأيضًا أضافت القوات انها قتلت في وقت مبكر من صباح هذا اليوم الثلاثاء أربعة إرهابيين، واعتقلت ثمانية آخرين خلال عملية دهم قامت بها القوات للبحث عن قائد مسلح متشدد في مدينة الصدر. والقائد في جيش المهدي والعاملون معه، هؤلاء متهمون بتنسيق وتنفيذ الهجمات ضد قوات التحالف والعراقيين المعتدلين في منطقة بغداد.
والهدف من المداهمة كان قتل أو اعتقال قائد مسلح متشدد والعاملين معه، وهم قد انشقوا عن جيش المهدي وهددوا بزعزعة الامن والاستقرار في مناطق بغداد. كما يعرف هؤلاء المسلحين بعلاقتهم بأسلحة محظورة يتم تهريبها من إيران ويتم استخدامها في عمليات القتل في البلاد. وقد قامت القوات خلال العملية بتفتيش ثلاث بنايات حيث قامت القوات البرية بمصادرة وثائق مختلفة، صور وهويات. وبينما كانت عربات قوات التحالف تغادر المنطقة تعرضت لهجوم بعبوتين ناسفتين ونيران اسلحة خفيفة من مواقع مختلفة. وقد طلبت قوات التحالف من الطائرات اطلاق نيران تحذيرية لغرض السماح للقوات البرية بتفادي نيران المتشددين، فردت القوات البرية على مصدر النيران وتمكنت من قتل اربعة مسلحين فيما لم تتعرض قوات التحالف لأي خسائر خلال العملية.
ويقول الناطق باسم القوات المتعددة الجنسيات في العراق المقدم كريستوفر كارفر quot;ان قوات التحالف مستمرة بمهاجمة شبكات المتشددين، وعلى الأخص تلك التي تستخدم العبوات الخارقة للدروع التي يتم تهريبها عن طريق ايران لاستخدامها في مهاجمة المواطنيين العراقيين وقوات الامن العراقية التي تحميهمquot;. ويضيف: quot;سنستمر في مهاجمة المتشددين لغرض تمزيق وتدمير الشبكات التي تزودهم بتلك المواد التي تدخل الى مدينة بغدادquot;
وكانت منظمة تطلق على نفسها quot;أحرار فيحاء الصدرquot; في مدينة الناصرية الجنوبية قد هددت امس الحكومة العراقية بتفجير الأوضاع في جنوب البلاد، في حال استمرت عمليات القتل والاعتقال.
وقالت في بيان وزع في بعض مدن الجنوب quot;ان أحرار المدينة سيضعون حدًا للانتهاكات والاعتداءات التي يتعرض لها الاهالي على يد الحكومة المحلية في الناصريةquot; وهو ما يعكس خطورة الأزمة المتفاقمة بين أنصار الصدر والأحزاب المهيمنة على حكومات الجنوب، وعلى رأسها المجلس الاعلى الاسلامي بزعامة عبد العزيز الحكيم.
واعتبرت الجماعة أن quot;أحرار العراق عمومًا والناصرية خصوصًا، كما عهدهم التاريخ عندما أقضوا مضاجع البعثيين وطغاتهم عازمون على قطع الطريق أمام كل من أراد بهذا البلد وأبنائه سوءًاquot;. وقالت quot;إن بعض العملاء في الفترة الماضية حاول تضييق الخناق على أحرار ذي قار وتحصنوا بالمحتل واتخذوا من دعوة قادتنا للتهدئة وعدم الانجرار وراء استدراجهم للاقتتال الداخلي سبيلاً لاعتقالهم ولترويع أهاليهم بأساليب بعثية صدامية إرهابيةquot;.
واعتبر البيان اغتيال محافظ القادسية وقائد الشرطة فيها السبتquot;إشارة واضحة لأمثال هؤلاء الطغاة من أن الرصيد الجماهيري هو الأساس في الحكم، وليس الولاء للأجنبي وتطبيق مشاريع دول الجوار على حساب المصلحة الوطنية وحرية الشعبraquo;، في إشارة الى علاقة منظمة بدر الذراع العسكرية للمجلس الأعلى الاسلامي.
ويعتقد أن الجماعة التي وزعت البيان مرتبطة بتيار مقتدى الصدر او منشقة عنه.

الهاشمي يطلب استدعاء السفير الايراني وابلاغه رفض تصريحات لنجاد
من جهة ثانية، دعا نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الى استدعاء السفير الايراني في بغداد وابلاغه رفض تصريحات للرئيس الايراني اعتبر فيها معارضي الحكومة العراقية اناسًا مفسدون وابلاغه ان هذا الموقف يعتبر تدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية العراقية .
وانتقد الهاشمي في بيان صادر عن مكتبه اليوم quot;التصريحات الأخيرة التي صدرت عن الرئيس الإيراني احمدي نجاد خلال لقائه رئيس الوزراء السيد نوري المالكي بحق القوى السياسية التي عارضت حكومة المالكي وانسحبت منهاquot; . واشار quot;إلى أن هذه التصريحات لا تتجاوز القواعد الدبلوماسية فقط إنما تناقض التصريحات الرسمية التي صدرت عن الحكومة الإيرانية في أكثر من مناسبة بأنها تحرص على عدم التدخل في الشأن العراقي وأنها تسعى لتحسين العلاقات الثنائية مع العراقquot; . وكان نجاد قد وصف المعارضين لحكومة المالكي بالمفسدين خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي في طهران الخميس الماضي.
ودعا الهاشمي في رسالة بعثها إلى الرئيس جلال الطالباني quot;الإيعاز إلى السيد هوشيار زيباري وزير الخارجية من خلال مجلس الوزراء باستدعاء السفير الإيراني (كاظمي قمي) وإبلاغه بهذا الموقف باعتباره موقفا هاما وعاجلا ، مجددا في ذات الوقت موقف جمهورية العراق الرافض لأي تدخل في شؤونه الداخليةquot; .
وفي وقت سابق انتقدت احزاب عراقية تصريحات نجاد .. حيث دانت حركة الوفاق الوطني العراقي بزعامة رئيس الوزراء العراقي الاسبق اياد علاوي تصريحات نجاد واعتبرتها quot; تدخلاً في شؤون العراق الداخليةquot;. واضافت quot; ان تصريحات نجاد تعد انتهاكاًً لسيادة العراق واستقلاله وتدخلاً سافرًا في شؤونه الداخليةquot;.
ومن جانبه اعتبر عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق العراقية تصريحات الرئيس الايراني quot; تأكيدًا للتدخل الايراني في العراق واستهتارًا واستخفافًا برأي الشعب العراقيquot;. واضاف ان حكومة المالكي إلتزمت الصمت حيال التدخل الايراني في العراق، وكان آخر تلك التدخلات المقصودة هو تهجم نجاد علىquot; غالبية الشعب العراقي ووصفهم بالمفسدين كونهم يعارضون ما تبقى من حكومة المالكيquot;.
أعتقال 16 مسلحًا لخلايا الارهابيين الاجانب وشبكات التفجيرات
وعلى الصعيد نفسه، قالت القوات الاميركية في العراق انها إعتقلت 16 إرهابيًا خلال عمليات نفذت اليوم الثلاثاء إستهدفت شبكات إرهابيين أجانب وشبكات تفجيرات في وادي نهر دجلة.
فقد إعتقلت قوات الائتلاف أحد الارهابيين والذي قام بتعريف نفسه كشخص مستهدف الى القوات البرية خلال عملية دهم غربي بعقوبة وهو متخصص في نقل الاسلحة الى الارهابيين في محافظة ديالى.
كما نفذت قوات الائتلاف عمليتين شمالي التاجي إستهدفتا مساعدين لأحد أمراء القاعدة والذي خليته مسؤولة عن معظم التفجيرات في منطقة الحزام الشمالي لبغداد. وإعتقلت القوات البرية ستة إرهابيين على صلة بقائد عسكري لأحد الشبكات وخمسة إرهابيين على صلة بشخص يعتقد بتنفيذه عمليات ذبح لحساب شبكته.
ونفذت قوات الائتلاف أيضًا عمليات ضد شبكة تفجير سيارات الى الغرب من بغداد واستهدفت أحد المساعدين المباشرين لقائد خلية أعلامية وتفجيرات لها إتصالات مع عدد من الدول الاجنبية وإعتقلت إرهابيين إثنين مشتبهًا فيهما أشارت التقديرات بأنهما أجانب.
وفي شمال غربي بلد بشمال بغداد إعتقلت قوات الائتلاف شخصين في شبكة تسهل حركة الارهابيين الاجانب في العراق، وهما على صلة بمسلحين إعتقلوا في عمليات نفذتها قوات الائتلاف يوم 28 نيسان ويوم 8 آب. وقد قام أحد المواطنين العراقيين بتقديم معلومات مهمة الى القوات البرية أدت لاعتقال الشخصين.
وقال المتحدث بأسم القوة متعددة الجنسية في العراق المقدم كريستوفر غارفر quot;نحن لانتظر القاعدة كي تهاجمنا، بل نواصل تعقب تلك الشبكات، فالقضاء على شبكات تفجير السيارات المفخخة والتي تنفذ هجمات حاقدة تستهدف العراقيين على رأس أولوياتنا.quot;
طالباني وجنرال اميركي بحثا تسريع جاهزية القوات العراقية
شدد الرئيس العراقي جلال طالباني على ضرورة الإسراع بتدريب و تسليح القوات العراقية كي تتمكن من القيام بتنفيذ المهام الملقاة على عاتقها كما قال بيان رئاسي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot;.
وأكد طالباني، لدى اجتماعه اليوم بمكتبه في بغداد مع الجنرال المتقاعد جيم جونز رئيس اللجنة الأميركية المستقلة التي شكلها الكونغرس الأميركي لتقييم أداء قوات الأمن العراقية وإحتياجاتها على الإسراع في تجهيز القوات الأمنية بمعدات حديثة تتلائم ومتطلبات المرحلة، لافتًا إلى أهمية رفد قوات الشرطة والأمن بعناصر كفوءة و قادرة على انجاز واجباتها في دحر الإرهاب وبسط الاستقرار في البلاد.
واشاد طالباني quot;بالانتصارات التي تحققت في الآونة الأخيرة على صعيد مكافحة الإرهاب وفرض الأمن وسلطة القانون في العديد من المناطق الساخنة بفضل تعاون الأهالي مع القوات الأمنية العراقيةquot;. كما استعرض الأوضاع السياسية والتطورات الأمنية في البلاد، مبديًا استعداده الكامل لمساندة جهود رئيس اللجنة الأمريكية المستقلة وإنجاح مهامه في العراق.
من جانبه، قدم الجنرال جونز للرئيس طالباني شرحًا حول طبيعة المهام والأهداف التي تشكلت من اجلها هذه اللجنة المستقلة.