200 قتيل وجريح وتعزيزات عسكرية وإغلاق المراقد
قتال شيعي شيعي في كربلاء ينتقل إلى بغداد

الديموقراطيون: بوش يرسم صورة وردية عن العراق
أسامة مهدي من لندن: إنتقلت صدامات مسلحة في مدينة كربلاء الجنوبية بين عناصر جيش المهدي التابع لرجل الدين المتشدد مقتدى الصدر وأنصار المرجع الشيعي الكبير آية الله السيد علي السيستاني المدعومين برجال الشرطة إلى العاصمة بغداد، إثر قيام مسلحين من جيش المهدي بحرق مكتبين تابعين للمجلس الإسلامي الأعلى برئاسة عبد العزيز الحكيم زعيم الإئتلاف الشيعي الموحد كما أكد المجلس.

وقد إرتفعت حصيلة الإشتباكات بين مسلحين لجيش المهدي وآخرين تابعين لمرجعية السيد السيستاني المدعومين برجال الشرطة في مدينة كربلاء العراقية الجنوبية (110 كلم جنوب بغداد) إلى 200 قتيلاً وجريحًا، الأمر الذي أدى إلى تعطيل اتمام مليوني زائر لمراسم الإحتفال بولادة الإمام المهدي وزيارة النصف من شعبان حيث تم إغلاق ضريحي الإمام الحسين وأخيه العباس في المدينة. ولم تعرف الأسباب الحقيقة للإشتباكات، إلا أن تقارير أشارت إلى أن عناصر جيش المهدي قد قاموا بترديد شعارات معادية للحكومة هاجموا فيها مشاركتها القوات الأميركية في الحملة العسكرية التي تشنها منذ أشهر ضد أتباع الصدر الذين قُتل العشرات منهم واعتقل مئات آخرين.

وقالت مصادر عراقية إن الإشتبكات أسفرت عن مقتل 27 شخصًا، وإصابة حوالى 180 آخرين خلال الاشتباكات التي اندلعت اليوم بين مسلحين وقوات الشرطة حول ضريحي الامام الحسين واخيه العباس وذلك بعد ساعات من اشتباكات مماثلة وقعت الليلة الماضية حيث يزور حوالى مليوني عراقي المدينة لمناسبة منتصف شعبان وذكرى ميلاد المهدي الإمام الثاني عشر لدى الشيعة.

وقد اضطرت السلطات إلى إجلاء مئات الآلاف من الزوار المشاركين في الزيارة، وأكد مدير العمليات بوزارة الداخلية العراقية العميد عبدالكريم خلف إرسال قوات محمولة جوًا إلى مدينة كربلاء الجنوبية لتعزيز الأمن فيها بعد اشتباكات اندلعت هناك بين قوات الشرطة ومسلحين حيث تم حظر التجول.
إن رئيس الوزراء نوري المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة قد أمر بإرسال قوات خاصة محمولة جوًا إلى المدينة إضافة إلى تعزيزات عسكرية أخرى من محافظات مجاورة لتعزيز الأمن هناك . وأضاف خلف في تصريح لقناة quot;العراقيةquot; الرسمية ظهر اليوم، أن قوات الشرطة تحاصر مجاميع مسلحة في المدينة القديمة، مؤكدًا أن الوضع تحت السيطرة مشيرًا إلى أن هؤلاء المسلحين لا ينتمون إلى أي مرجعية، وإنما هدفهم القتل فقط.

وقال إن قوات عسكرية قد بدأت بالتحرك من محافظات مجاورة لكربلاء التي تم فرض السيطرة التامة على مخارجها ومداخلها. وعبر عن الخشية من أن يؤدي ارتباك الزوار نتيجة إطلاق النار بين الشرطة والمسلحين إلى نتائج غير طيبة على صعيد الإصابات.

وقد اضطر عدة آلاف من الزوار إلى الهرب من وسط المدينة القديمة باتجاه مرآب المدينة الرئيس بعد تصاعد الاشتباكات بين مسلحين وقوات الشرطة وعلى خلفية فرض حظر التجوال الذي أعلن ظهراليوم. وقامت أعداد كبيرة من الزائرين بالهروب من وسط المدينة المحيطة بالمرقدين فرارًا من المواجهات المسلحة.

وكان مدير عمليات كربلاء اللواء صالح خزعل قد قال في وقت سابق إنه تم فرض حظر التجوال اعتبارًا من ظهر اليوم الثلاثاء وحتى إشعار آخر. وأضاف: quot;فرضنا حظر التجوال داخل المدينة باستثناء ساحة ما بين الحرمين والعتبتين الحسينية والعباسيةquot;. وأشار إلى أن على المواطنين إخلاء المنطقة فورًا حفاظًا على سلامتهم. وتبادلت عشرات من المسلحين إطلاق النار مع قوات الشرطة وعناصر حماية حرمي الامام الحسين وأخيه العباس. وكانت اشتباكات مسلحة قد اندلعت مساء أمس بين قوات شرطة كربلاء ومسلحين أسفرت عن مقتل واصابة 40 شخصًا حسب احصائيات صحة كربلاء.

وفرضت الشرطة حظرًا للتجول في المدينة، وقالت إن السلطات قد جهزت قوافل من الحافلات لنقل الزائرين من المدينة. وأوضح عميد الشرطة حميد رعد شاكر مدير شرطة كربلاء إن المسلحين فتحوا نيران اسلحتهم على رجاله الذين ردوا بالمثل، وأضاف أن عددًا من قذائف الهاون سقطت قرب الضريحين. وقد أخلت الشرطة منطقة الضريحين ومنعت الدخول إليهما بينما حلقت الطائرات المروحية الاميركية في سماء المدينة.

وكانت الشرطة قد قالت في وقت سابق إن مسلحين حاولوا اقتحام الضريحين والسيطرة عليهما مما حدا بالشرطة إلى مواجهتهم. وكانت كربلاء قد شهدت الاثنين اشتباكات استخدمت فيها الاسلحة الخفيفة بين مسلحين تابعين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر من جهة وانصار المرجع الديني الأعلى في العراق اية الله علي السيستاني وعناصر من الشرطة العراقية من جهة أخرى أسفرت عن مقتل 6 وإصابة العديد من الأشخاص.

وقد اضطر عدة آلاف من الزوار إلى الهرب من وسط المدينة القديمة باتجاه مرآب المدينة الرئيس بعد تصاعد الاشتباكات بين مسلحين وقوات الشرطة وفرض حظر للتجول. وقد أدت الإشتباكات إلى احتراق ثلاثة فنادق في المدينة هي أسد الله والأنوار والرحمن، إضافة إلى احتراق عدد كبير من السيارات التابعة للشرطة ومركبات لبعض الادارات الحكومية وجمعية الهلال الأحمر العراقية.

ومن جهة أخرى، قال مصدر في الشرطة العراقية إن مسلحين مجهولين اقتحموا وأحرقوا اليوم مكتببين للمجلس الأعلى الإسلامي في حي الكاظمية شمالي العاصمة بغداد وإن إشتباكات إندلعت بينهم وعناصر من المكتب. وأوضح المصدر أن quot;مسلحين قاموا عصر اليوم الثلاثاء باقتحام مكتب المجلس الأعلى الإسلامي في حي الكاظمية بضواحي بغداد الشمالية قبل أن يقوموا بإحراقه وتدمير محتوياته.

ولم يحدد المصدر سبب الإقتحام أو هوية المقتحمين لكنه ذكر أن إشتباكات مسلحةإندلعت بين عناصر جيش المهدي التابع للتيار الصدري بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر وأعضاء من مكتب المجلس الأعلى الذي يتزعمه عبد العزيز، مشيرًا إلى انه تعذر معرفة ما إذا كان هناك قتلى أو جرحى قد سقطوا خلال الإشتباكات بسبب استمرار المواجهات. وقد أكدت وكالة انباء براثا المقربة من المجلس الاعلى أن مكتبين للمجلس قد تم احراقهما في العاصمة اليوم.

ويخضع حي الكاظمية ذي الغالبية الشيعية لسيطرة التيار الصدري وجيش المهدي التابع له، حيث يعد كل من التيار الصدري والمجلس الأعلى من المكونات الأساسية للائتلاف العراقي الشيعي الموحد وخاضا الإنتخابات التشريعية أواخر عام 2005 في قائمة واحدة ضمن قائمة الإئتلاف التي حصلت على الغالبية في مجلس النواب الحالي، ولها حاليًا 115 مقعدًا من مجموع 275 مقعدًا هم عدد اعضاء مجلس النواب العراقي وذلك بعد خروج حزب الفضيلة الإسلامي وله 15 مقعدًا من الإئتلاف .

وعلى الرغم من قرار التيار الصدري سحب وزرائه الستة من الحكومة العراقية الحالية برئاسة نوري المالكي قبل شهرين إلا أن نوابه الثلاثين في المجلس ما زالوا ضمن كتلة الإئتلاف الموحد . وللمجلس الأعلى الإسلامي 30 مقعدًا ضمن كتلة الإئتلاف التي يرأسها زعيم المجلس الأعلى عبد العزيز الحكيم.