فالح الحمراني من موسكو: افاد مساعد الرئيس الروسي سيرغي بريخودكو بأن المباحثات التي سيجريها الرئيس فلاديمير بوتين مع الرئيس الاميركي جورج على هامش قمة دول اسيا والمحيط الهادي المقرر عقدها في سيدني الاسترالية في 8 و9 من الشهر الحالي ستتناول من بين قضايا اخرى موضوع الدرع النووي الذي تخطط أميركا لنشره في بولندا وتشيكيا. وتأتي مناقشة بوتين وبوش الموضوع المختلف عليه بين موسكو وواشنطن قبل اسبوع من المشاورات التي سيجريها الخبراء الروس والأميركيون والاذريون لمناقشة مسألة استخدام محطة الرادار الروسي في اذربيجان بدلا من نصب اجزاء الدرع الصاروخي في اوروبا. ومن السابق لاوانه الان الحديث عن ماذا سيسفر عنه لقاء بوتين ـ بوش بهذا الخصوص، ولكن من المعروف ان خبراء البنتاغون سيحصلون خلالها امكانية للدخول لامرة وربما العمل في محطة الرادار الروسية في اذربيجان، التي ظلت على مدة عدة عقود ترصد الاجواء من الحدود الروسية وحتى جنوب افريقيا والمحيط الهندي. وتقع المحطة على تخوم ايران . وقالت قراءة روسية ان الخبراء الأميركيين سيدخلون ليبقوا هناك بشكل دائم.وكانت موسكو قد اقترحت على واشنطن الاستخدام المشترك للمحطة مقابل عدم نشر اجزاء الدرع النووي في بولندا وتشيكيا.وتحدثت في الاونة الاخيرة مصادر مطلعة عن اعداد روسيا وسائل للرد على البرنامج الأميركي واحتوائه. وقالت صحيفة نيزافيسيمايا الصادرة في موسكو، ان روسيا ستنسحب من محطة الرادار في اذربيجان وستحل أميركا محلها.مشيرة الى ان خبراء روسيا وأميركا واذربيجان سيجتمعون حتى نهاية الاسبوع الجاري في باكو ليبحثوا قدرات المحطة وامكانية التعاون المشترك بين العسكريين الروس والأميركيين في مجال رصد الاهداف الجوية في الاجواء من الحدود الروسية وحتى جنوب افريقيا والمحيط الهندي. وسيعقد الخبراء بعد باكو اجتماعا اخر في موسكو. وتجدر الاشارة الى ان القائد العام لقوات الصواريخ الفضاء الكوني الروسية الفريق فلاديمير بوبيفكين قد ابلغ مؤخرا عن ان المؤسسة العسكرية الروسية تخطط لانسحاب روسيا في المستقبل من كافة المحطات الرادارية الواقعة خارج اراضيها من اجل ان لاتكون القدرات الدفاعية الروسية تابعة لسياسة الدول الاخرى. وخرج المراقبون في اذربيجان من ذلك باستنتاج مفاده ان موسكو لاتعتزم مستقبلا تمديد فترة العقد بتأجير محطة الرصد في غابال الاذرية، وانها تقترح على أميركا الاستخدام المشترك، ومن الناحية العملية التنازل لهم عنها. على مفترق طرق ويرى رئيس صندوق دعم الاصلاحات العسكرية بافل زولاتاريف ان انسحاب روسيا من كافة محطات الرادار الكائنة خارج حدودها خطوة صحيحة ومحتملة. مشيرا الى امكانيات تأدية الوظائف التي تقوم بها تلك المحطات من داخل روسيا وبشكل افضل لوجود محطات رادار اكثر حداثة.
ويلفت المحلل السياسي الالماني الخبير بشؤون رابطة الدول المستقلة وروسيا الكسندر رار الانظار الى ان اذربيجان ومثلها بذلك كجورجيا تمضي بخطوات واثقة وحثيثة للانضمام إلى حلف الناتو. وفي ضوء ذلك فان الاستراتيجيين الروس ادركوا بان روسيا وفي كل الاحوال ستفقد محطة الرادار بغابال في غضون الخمس سنوات القادمة. ولذلك تكونت لديهم فكرة سبق الاحداث واحراز نصر بالمبادرة بانفسهم بدعوة أميركا للعمل المشترك باستخدام محطة الرادار في اذربيجان من اجل التخفيف من حدة التداعيات السلبية لانضمام اذربيجان إلى الناتو.وعلى حد راي المحلل السياسي فان روسيا تقف الان على مفترق، مشيرا الى اتخاذ موسكو وحتى انتهاء فترة رئاسة فلاديمير بوتين، قرارات جدية بشأن الغرب.وبعد ان يؤجل الغرب تعاونه مع روسيا فانها ستجد نفسها مضطرة للانعزال والعودة ثانية بصفة جديدة ـ بصفة دولة عظمى.واذا سارت التطورات على هذه الشاكلة/ كما يقول رار، فانها ستسحب قدراتها الدفاعية من بلدان رابطة الدول المستقلة.
- آخر تحديث :
التعليقات