علماء المسلمين تقر بخلافات بين المسلحين قد تقودهم الى اقتتال
انتقادات برلمانية للمالكي لعدم رفعه العلم العراقي في زيارته إيران

تقرير أميركي: بغداد لم تنجز الأهداف المحددة

هجوم جوي وبري يعتقل 16 عنصرًا لجيش المهدي

نائب: زيارة بوش أبرزت فشل السياسة ونجاح الأمن

العراق: تثبيت الحكم بإعدام علي الكيماوي

البصرة تبدأ عهدًا جديدًا

أسامة مهدي من لندن: انتقد نائب عراقي عن جبهة التوافق السنية رئيس الوزراء نوري المالكي لعدم رفعه العلم العراقي خلال زيارته الاخيرة لايران معتبرا ذلك تفريطا بسيادة العراق بينما يستعد مجلس النواب لمناقشة مشروعي قانوني النفط والغاز واجتثاث البعث الاسبوع المقبل .. في وقت اقرت هيئة علماء المسلمين السنية بتوتر بين الفصائل المسلحة وحذرتها من مخاطر اندلاع صدامات في ما بينها نتيجة خلافات في مشاريعها السياسية وشددت على ضرورة اتفاقها على برنامج سياسي موحد مع اقتراب الانسحاب الاميركي من العراق كما قالت .

وخلال جلسة مجلس النواب العراقي اليوم تساءل النائب طه اللهيبي عمن اعطى الحق للمالكي بما اسماه بالتفريط بسيادة العراق .. واضاف ان رئيس الوزراء تخلى عن رفع العلم العراقي خلال مباحثاته مع المسؤولين الايرانيين وعلى سيارته خلال تنقله هناك عندما زار البلد المجاور الشهر الماضي . كما انتقد تكليف المالكي خلال وجوده خارج العراق لزيارة طهران وانقرة لنائب رئيس الوزراء برهم صالح ليتولى بالنيابة عنه مهمات رئاسة الحكومة مؤكدا ان هذا الاجراء يعتبر خرقا للدستور الذي ينص على ان يتولى هذه المسؤوليات رئيس الجمهورية.

كما دعا نواب التيار الصدري الى اجراءات توقف القصف الاميركي للاحياء الشعبية . واشار نائب من التيار الى القصف الذي تعرض له حي الوشاش في بغداد من قبل 6 طائرات اميركية الامر الذي اسفر عن مقتل واصابة 30 شخصا بينهم اطفال ونساء تحت ذريعة ملاحقة جيش المهدي .واعلن رئيس المجلس محمود المشهداني ان اجتماعا موسعا سيعقد الاحد المقبل بين زعماء الكتل السياسية في المجلس ومجلس رئاسة الجمهورية الذي يضم الرئيس جلال طالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي لبحث التطورات السياسية والامنية في البلاد والقوانين المهمة التي سيناقشها المجلس بدءا من الاسبوع المقبل .

وقد شكل المجلس اليوم لجنة تضم ممثلين عن مختلف الكتل السياسية للتوجه إلى كربلاء لإجراء تحقيقات حول الأحداث الدامية التي شهدتها مؤخرا . ودعا المشهداني اللجنة الى لقاء أكبر عدد من المواطنين والمسؤولين لمعرفة حقيقة ما جرى على أرض الواقع أثناء تأدية زيارة النصف من شعبان وتقديم تقرير مفصل للأحداث الى المجلس لاتخاذ اجراءات بمعاقبة المسؤولين عن تلك الاحداث التي اسفرت عن مقتل واصابة 483 مواطنا .

وتليت خلال جلسة اليوم وثيقة شرف وقع عليها أعضاء مجلس محافظة البصرة ومسؤولي القوى والأحزاب الدينية والسياسية في المحافظة لمناسبة انسحاب القوات البريطانية من هذه المحافظة الجنوبية . ودعت الوثيقة الى حصر السلاح بيد أجهزة الدولة الحكومية المتمثلة بقوات الشرطة والجيش ونزع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من الميليشيات قبل نهاية الشهر الحالي اضافة الى منع الحركات والتيارات السياسية والدينية من التدخل في العمليات العسكرية التي تنفذها الأجهزة الحكومية ومساعدة تلك الأجهزة بتقديم المعلومات التي تسهل عملها اضافة الى متابعة قضية العجلات غير المرقمة التي تنفذ بها العمليات الإرهابية .

ومن المنتظر ان يبدأ مجلس النواب الاسبوع المقبل بالمباشرة بمناقشة ثلاثة مشاريع قوانين مهمة تضغط الادارة الاميركية للمصادقة عليها وهي تتعلق بتعديل قانون اجتثاث البعث اضافة الى قانوني النفط والغاز وانتخابات مجالس المحافظات .

هيئة علماء المسلمين تحذر المسلحين من مرحلة اقتتال في ما بينها
اقرت هيئة علماء المسلمين السنية المعارضة للعملية السياسية بوجود توتر بين الفصائل المسلحة وحذرت من نشوب اقتتال في ما بينها ودعتها الى ميثاق سياسي يحسم خلافاتها quot;. واشارت الى خلافات في مشاريعها حول مستقبل العراق السياسية مشددة على ضرورة حسم هذا الخلاف من الآن وقبل أن يخرج المحتل لأن عدم تسويته سيجر أصحابه إلى الاختلاف حتما ومن ثم الاقتتال .

وقالت الهيئة في بيان مطول اليوم انه منذ بداية الاحتلال quot;ومع انطلاقة جهادكم المبارك كنا ندرك ثقل المهمة التي قررتم حملها على عاتقكم، فأنتم في صراع مع دولة عظمى غزت قبلنا دولا عديدة وتمتلك من الخبرات في تأسيس حكومات على أمزجتها، واحتواء ما يبدو من مقاومة لها، وأموال توظف لخدمة أهدافها ما لا يملكه احد في العالمquot;. واضافت quot;كان المحتل قد أعد لكل شيء عدته فاصطحب معه آلافاً من الشركات الأمنية وفرق الموت وجيشاً من الساسة والعملاء لتوظيفهم في سبيل دعم قواته العسكرية البرية والجوية والبحرية وعدتها المتفوقة بكل المعايير من اجل الوصول إلى هدفه في احتلال العالم الإسلامي في عقر داره فضلا عن آلته الإعلامية الضخمة التي لم تنقطع منذ أمد طويل قبل الاحتلال وحتى اللحظة من اجل تهيئة العالم للقبول بالوضع الجديد على أرض العراقquot;.

وهاجمت المراجع الشيعية بشكل غير مباشر لعدم الافتاء بمقاتلة القوات الاجنبية وقالت ان ما وزاد الطين بلة أن مراجع يثق بها العراقيون قد طلبت التزام الحياد وإمهال قوات الاحتلال أشهرا قبل حمل أي سلاح في وجوههم quot;وخلال هذه الأشهر تمكن الاحتلال من مناطقهم وانتشرت الأجهزة الأمنية والميليشيات في مدنهم، وتمت السيطرة عليهم على نحو ضيق عليهم فرص الجهاد والمقاومة، وجزء آخر منهم كان خاضعا لهيمنة أحزاب مستبدة تمكنت لعقد مضى من الانفراد به وإحكام السيطرة عليه واستغلال مظلمته للابتعاد عن هذا الشرف العظيم مما جعل فرص المقاومة بالنسبة له أكثر ضيقاquot; . واوضحت انه رغم ذلك كانت هناكquot;شاطات مقاومة هنا وهناك لكنها أشبه بالمبادرات المحدودة تقف وراءها دوافع شتى ومع ذلك يلزمنا ، إذا أردنا الحفاظ على وحدة العراق ،أن نعمل على إنمائها، وتصحيح مسارها، ودعمها بالموقف والكلمةquot;.

وخاطبت المسلحين قائلة quot;قوات الاحتلال وأجهزتها السرية ضدكم والحكومة وأجهزتها العسكرية والأمنية والإعلامية ضدكم والميليشيات الطائفية ضدكم وبعض دول الجوار ضدكم وبعض أبناء جلدتكم ضدكم ولكنكم صامدون لم تفتر لكم عزيمة ولم يلن لكم جانب وماضون في تسديد الضربات الموجعة للعدوquot;. وقالت quot;لا يشغلن بالكم ما يظهره المحتل من جلادة وما يطلقه من مزاعم للبقاء طويلا فهذه مظاهر كاذبة قوامها التمويه والتسلي بالأماني والحقيقة انه في ظرف مرٍ وواقع أليم فخيبة الأمل تملأ جوفه والرعب يسكن جوانحه والموت يأتيه من كل جانب وما هو بميت وهو اليوم ليس له من هم سوى البحث عن وسيلة تيسر له الفرار بأقل قدر من الخسائر فلم يعد يحتمل منها المزيدquot; .

وحذرت قائلة quot; ما لم تفكروا في تلك المرحلة من الآن وتعدوا لها العدة وتبكروا في الاتفاق عليها فقد تفاجأون بحصاد مرquot; .. وإذا لم تفعلوا ما تقتضيه المعالجة منكم لتلك المرحلة فإن ثمة عدة مآلات ستنتهي إليها الأحوال عليكم التفكير فيها بجدية وعدم إهمالها ومنها مآلان هما في غاية الخطورة :

الأول: أن يقطف ثمرة الجهاد والمقاومة غير أصحابها الشرعيين : إن المحتل قد يخرج من الباب بفعل الجهاد والمقاومة، لكنه من الممكن أن يعود من الشباك بفعل من سيخلفه في إدارة البلاد، وهو من دون شك حين يقرر المغادرة، يهيئ البديل .. والبديل الذي يقع عليه اختيار المحتل يكون عميلا لا محالة، ليحقق لأسياده ما عجزوا عن تحقيقه بأنفسهم من خلال الحرب .. ومن دون شك فان العميل القادم إذا تسلم السلطة فستكون من أولوياته ضرب عناصر الجهاد والمقاومة وتصفية هذا التوجه الحيوي لها في رفض المحتل ولعموم أبناء الشعب.

الثاني:الاقتتال بين الفصائل : وهذا احتمال وارد للغاية إذا لم يكن للفصائل برنامج موحد ..
ولا ينبغي أن ننسى تجربة المجاهدين الأفغان، وهذا لو حدث فإن تداعياته ستكون جسيمة للغاية .

واكدت الهيئة أن ثمة بوادر مقلقة بهذا الشأن تلوح في الأفق حيث إن التوتر الملحوظ هذه الأيام في العمل الجهادي بين الفصائل متوقع وليس مفاجئا . ودعت الى حل عاجل وقبل فوات الأوان من خلال quot;العمل بشكل جماعي متناغم على تشكيل رؤية متفقة في تحديد معالم المستقبل للعراق quot; . وقالت quot;إن المرحلة التي تمرون بها من الخطورة بمكان فالمحتلون على وشك الخروج والهزيمة له مقبلة لامحالةquot; .

وطالبت الفصائل المسلحة بالاتفاق على برنامج سياسي موحد يرسم مستقبل العراق خاصة وان طروحاتها مختلفة في الرؤية حول ما ينبغي أن يكون عليه هذا المستقبل . وقالت quot; فبعض الفصائل فيكم تتبنى مشروع الخلافة العظمى .. وثمة فصائل تريد للعراق حكما إسلاميا .. وفصائل أخرى تعتمد الخيار الذي يسعى إلى تأسيس دولة مؤسسات حديثة يكون الإسلام فيها الدين الرسمي للدولة والمصدر الأساسي للتشريع ولا يسن قانونا يخالف ثوابته وتكون هذه البداية لتحقيق الطموح .. وهذا الخلاف يجب أن يسوى من الآن وقبل أن يخرج المحتل لأن عدم تسويته سيجر أصحابه إلى الاختلاف حتما، ومن ثم الاقتتال الذي حذرنا منهquot; .

واضافت انه من الخطأ الفادح أن تتعجل بعض الفصائل بفتح قناة للحوار مع المحتل قبل انجاز هذه الخطوة، كل على حدة، وببرامج مختلفة فهذا كمين يتقن المحتل نصبه بدهاء ويحقق له أهدافا كثيرة، منها: شرذمة المقاومة لإضعافها ودق إسفين بين فصائلها لتبتعد عن اللقاء في ما بينها ومن ثم تفويت الفرصة عليها لتكون قوة فاعلة ومؤثرةفي الأرض ومنها استدراج الفصائل تحت وعود كاذبة بالتمكين لها من الحكم، وإغراءات خادعة وربما تشفع بدعم وتمويل أيضا، لتسيرفي طريق تنفيذ مشاريع للمحتل عجز هو بنفسه عن تنفيذها .. فالحذر من أن يستمال بعضكم ،من قبل أطراف معادية، لتقديم تنازلات تذهب بالدين والدنيا معاquot;.

وشددت الهيئة في بيانها على quot;ان المقاومة وحدها لا تستطيع أن تبني دولة وهذا لا يقدح في كفاءتها، فهي جزء من كل والدولة إنما تقوم بذلك لان مرافق الحياة كثيرة وتوفير الأمن والأمان والعدل والرخاء للمجتمع يفتقر إلى جيوش من الكفاءات وأصحاب الخبرات في شتى الميادين.