باريس: احتج عدد من الاطباء والعاملين الطبيين في الولايات المتحدة على الاساءات التي ترتكب في معتقل غوانتانامو، متهمين الاطباء في المعتقل بالتصرف بالطريقة نفسها التي تصرف بها الاطباء الذي تستروا على مقتل زعيم معارضة الفصل العنصري في جنوب افريقيا ستيف بيكو قبل ثلاثين عاما.

جاء ذلك في رسالة الى مجلة quot;لانسيتquot; حملت توقيع 260 شخصا من بينهم اطباء واساتذة في محال الطب ونشطاء مناهضون للتعذيب اتهموا السلطات الطبية الاميركية بالاتفاق على حماية العاملين الطبيين العسكريين المشاركين في quot;الحرب على الارهابquot;.وقالت الرسالة التي نشرت السبت في المجلة الطبية الاسبوعية ان بين الانتهاكات لاخلاقيات مهنة الطب التي تمارس في غوانتانامو تغذية المضربين عن الطعام في المعتقل بالقوة وتزوير سجلات المعتقلين الذين توفوا في المعتقل اثناء التحقيق.

وقال موقعون الرسالة ان quot;فشل السلطات التنظيمية الاميركية في التصرف يضر بسمعة العاملين في مجال الطب بالجيش لم يتم اتهام او ادانة اي عامل طبي في الحرب على الارهاب في الحوادث الكثيرة الموثقةquot;.واضافوا ان الشكوى التي ارسلت قبل 18 شهرا الى نقابة الاطباء الاميركيين لم تلق جوابا.كما ان المجالس الطبية في ولايتي كاليفورنيا وجورجيا قالت انها ليست لديها السلطة القضائية للتحقيق في المزاعم حول الانتهاكات في غوانتانامو او انها لم تعثر على ادلة كافية لملاحقة الفاعلين.وقالت الرسالة ان quot;المؤسسة الطبية الاميركية تتبع سياسة +لا ارى لا اسمع لا اتكلم+quot;.

واشارت الى quot;تشابه كبيرquot; بين الاطباء الاميركيين في غوانتانامو وبين الطبيبين جنوب الافريقيين بنجامين تاكر وايفور لانغ اللذين زورا سجلات للتستر على مقتل بيكو اثر تعرضه للضرب المبرح اثناء اعتقاله لدى الشرطة في عام 1977.

ولم يكشف عن دور الطبيبين سوى بعد ثماني سنوات بفضل اطباء اخرين احتجوا على ما حصل.وفي 1991 اعرب تاكر عن ندمه عن ما حصل. وقال ان اقترابه الشديد من المؤسسة الحاكمة افقدته الحس بواجبه كطبيب لحماية مرضاه.