غوتيغن: انقسم الخضر الالمان الذين عقدوا مؤتمرا استثنائيا السبت، حول التدخل العسكري الالماني في افغانستان ووجهوا صفعة قاسية الى قيادتهم برفضهم مذكرة تقضي بالموافقة غير المشروطة على مهمة الجيش الالماني.

فقد اعلنت اكثرية من 800 مندوب اجتمعوا في غوتيغن (وسط شرق) موافقتها على مذكرة اخرى يدافع عنها الجناح اليساري والسلمي للحزب والتي تحدد شروطا لمشاركة الجنود الالمان في مهمات عسكرية في افغانستان.

وعبروا ايضا عن رفض صريح وكثيف لاستخدام قوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان طائرات استطلاع المانية من نوع تورنيدو ومشاركة جنود المان في عملية quot;الحرية الدائمةquot; الدولية لمكافحة الارهاب في افغانستان بقيادة الولايات المتحدة في جنوب البلاد.

وكان الخضر الذين انتقلوا الى صفوف المعارضة منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2005، يريدون التوصل خلال هذا المؤتمر الى موقف مشترك قبل ان ينكب النواب ابتداء من الخميس على مناقشة مسألة تمديد مهمة الجيش الالماني في اطار القوة الدولية لبسط الامن في افغانسان، ام لا.

وينتشر حوالى ثلاثة الاف جندي الماني من هذه القوة في شمال افغانستان في اطار حلف شمال الاطلسي. لكن مسؤولي حزب الخضر، لم يتوصلوا في اجواء عاصفة الى الدفاع عن موقفهم على رغم مرافعة رئيسهم رينهارد بوتيكوفر. وقال quot;ان التخلي عن افغانستان الان لن يأتي بالسلام، لكنه يؤدي الى تصعيد للعنف والحرب والحرب الاهليةquot;.

وقد وعدت المانيا الافغان بمساعدتهم على اعادة بناء بلادهم التي دمرتها الحرب. وقال وسط هتافات الاستهجان quot;ما زلت اعتبر هذا القرار هو الافضل ونحن نتمسك بهذه المسؤوليةquot;.

من جانبها، كررت المستشارة انغيلا ميركل في شريط فيديو التأكيد على ضرورة تمديد المهمة الالمانية على رغم الانتقادات المتزايدة من الطبقة السياسية واستطلاعات الرأي التي تكشف عن تحفظات الالمان.

وكررت المستشارة القول quot;لا يتوافر بديلquot;، وquot;هذا التدخل مهم للذين يعيشون في افغانستان، ومهم ايضا لأمن المواطنين الالمان وحريتهمquot;، ملمحة بذلك الى التهديدات بشن اعتداءات ينفذها اسلاميون ما زالت تخيم على المانيا منذ سنوات. ويؤيد 52% من الالمان الانسحاب الفووري للقوات الالمانية من افغانسان، كما يفيد استطلاع للرأي اجرته مؤسسة فورسا مطلع ايلول/سبتمبر.