بهية مارديني من دمشق:
اعتبرت مصادر سورية ان الغارة الاسرائيلية على الأراضي السورية حدث خطير لأنه جاء في وقت تعاني فيه المنطقة من توتر شديد ، وأشارت الى أسباب تأخر سوريا في اعلان اختراق اراضيها واسباب عجز وتقصير الاعلام السوري في توضيح مواقف بلاده ومواجهة الحملة الاميركية والاسرائيلية الاعلامية.
واكد الدكتور فؤاد شربجي المدير العام لقناة الدنيا المستقلة لـ quot;إيلافquot; ان خطورة الغارة الاسرائيلية تكمن في احتمالية ان ُتحدث انفجارا في ظل توتر المنطقة ، وهو ماجعل سوريا تتريث ساعات في اعلان الخبر ، واضاف ان خطورة هذا الانفجار هو ماجعل اسرائيل تتكتم على ما ارتكبت وهو ماجعل الادارة الاميركية واعلامها يصمتان في اليومين الاولين .
واكد شربجي ان هذه الغارة خطيرة لانه بغض النظر عن التوقيت والتوتر فقد اخترقت الاجواء التركية والاجواء السورية وهذا فيه اعتداء على دولتين اعضاء في الامم المتحدة وذات سيادة ، واضاف هذه الغارة خطيرة لانها اتت في ذروة اشتباك اقليمي بين ايران وسوريا والمقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية من جهة واسرائيل والسلطة الفلسطينية وحكومة السنيورة ودول الاعتدال من جهة اخرى .
واشار شربجي الى اquot;ن هذه الغارة خطيرة ايضا لانها وكما اتضح مما نشر في الاعلام الأميركي اولا والاسرائيلي ثانيا تؤسس لمرحلة سياسية ستشعل المنطقة بمعنى ان ما نشر حول ان المنطقة التي أغارت عليها اسرائيل هي منطقة تحوي معدات نووية كورية يمكن ان يندرج فيما يشبه الملف النووي الايراني وما يتصل به، واذا اخذنا ما قيل في الاعلام الاسرائيلي والاميركي ان الغارة استهدفت شحنة اسلحة لحزب الله فان هذا يؤسس لموقف دولي ضد سوريا في انها تخرق قرارا دوليا منع توريد السلاح الى حزب الله وبذلك تصبح الغارة خطيرة باحتمالات الرد عليها في لحظاتها وما يستتبعه من انفجار عسكري في المنطقة وهي خطيرة اذا كانت تستهدف لموقف يسعى لتفجير المنطقة عبر تحضير ما يلزم لقرارات دولية تستهدف سوريا سياسيا ... وتشرع ربما لضربة عسكريةquot;.
(عجز الاعلام السوري)...
وحول الاعلام السوري والتعاطي مع الغارة الاسرائيلية لاحظ شربجي quot; انه رغم ان الغارة الاسرائيلية تجسد عدوانا على القانون الدولي وعلى سيادة دولتين وفيها جريمة تفجير المنطقة الا انه رغم كل هذه المواقف السلبية والبشعة فان الاعلام الاميركي والاسرائيلي استطاعا ان يغطيا على ما اقترفته اسرائيل بغارتها ونجح الاعلام الاميركي والاسرائيلي في ان ينقلا الحدث الى اتهام سوريا بالنووي وبخرق القانون الدولي وهذا النجاح للاعلام الاميركي والاسرائيلي قابله سكوت من الاعلام العربي في اليومين الاولين (عدا الاعلام السوري) حث سكت الاعلام عن الغارة كليا ثم بدأ ينشر التقارير الاميركية والغربية مع بعض الحياء quot;.
اما الاعلام السوري ، يؤكد شربجي، فقد اكتفى بنشر الموقف الرسمي الحكومي المضطر في ظل خطورة الحالى الى التحفظ الشديد ، وهكذا فان اصحاب الحق المعتدى عليهم كان اعلامهم قاصرا عن ايضاح موقفهم القائم على الحق والعدل بينما الاسرائيليين والاميركيين استطاعوا ترويج موقفهم وتغطيته رغم انه عدوان ، واضاف quot;من هنا نحزن لان اعلامنا عاجز في شقه السوري ومتواطىء في شقه العربي الأعم مع الاحترام لبعض وسائل الاعلام العربية النزيهةquot;.
(التعاطي الرسمي السوري)...
وحول التعاطي الرسمي السوري رأى شربجي انه بسبب خطورة الحادثة فان السياسة السورية واصحاب القرار السياسي السوري لجأوا الى التحفظ في اعلان موقف قوي ، أي ان المسؤول السوري لم يعلن موقف قوي تجاه الغارة حتى لاينزلق الى مغامرات غير محسوبة وهذا التحفظ من الممكن فهم اسبابه ، كما ذكرنا ، اما الاعلام السوري فلا افهم سبب تحفظه الا اذا كان يعتبر نفسه صاحب القرار والمحاسب عليه دوليا .