الرياض:اعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية عن الامل في ان يعالج المؤتمر الدولي المرتقب للسلام في الشرق الاوسط قضايا المنطقة الأساسية بصورة متوازنة. وقال العطية في حديث صحافي الثلاثاء انه يجب الا يكون الهدف من هذا المؤتمر الذي دعا اليه الرئيس الاميركي جورج بوش ربط تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط بتطورات الوضع في العراق في محاولة لاستقطاب الدول العربية لمؤتمر هدفه الحقيقي المساعدة في الخروج من المأزق العراقي.

وأكد في هذا الصدد ضرورة الاتفاق على قيام الدولتين ووقف الاستيطان وانهاء الاحتلال والتوصل الى قضايا الحل النهائي بما فيها القدس واللاجئون وذلك وفق اطار زمني محدد دون استبعاد أي طرف من الأطراف المعنية بمسارات عملية السلام مع التمسك بمبادرة السلام العربية باعتبارها الآلية التي توفر الأسس اللازمة لاقامة سلام عادل ودائم في المنطقة.

وأوضح وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون سيعقدون سلسلة من الاجتماعات المشتركة خلال الفترة المقبلة مع نظرائهم من الدول والمجموعات الاقتصادية ومن بينها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي واليابان ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ودول مجموعة ريو.

وأشار الى أن الاجتماع التنسيقي السنوي لوزراء الخارجية الخليجيين سيسبق هذه الاجتماعات التي تعقد على هامش اجتماعات الدورة ال62 للجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر عقدها في نيويورك خلال سبتمبر الجاري مبينا أن الاجتماع التنسيقي الخليجي سيناقش القضايا السياسية ومجالات التعاون الاقتصادي التي ستبحث مع وزراء خارجية تلك الدول والمجموعات وما يتعلق بمؤتمر السلام الذي دعا اليه الرئيس الأميركي جورج بوش في الخريف المقبل.

وأما تطورات الأوضاع في العراق فقد أعرب العطية عن القلق لتفاقم الأوضاع في العراق لا سيما الأمنية التي أصبحت خارج تحكم القوى الداخلية والخارجية وسيطرتها وتسببت في انهيار المؤسسات وتحكم الميليشيات وتزايد التنظيمات التي تؤثر في صياغة القرار الوطني العراقي ما جعل العراق يعيش حاليا في دوامة مرعبة من العنف والبؤس الانساني والتخويف الطائفي.

وأكد في هذا الصدد قدرة دول مجلس التعاون على احتواء انعكاسات الوضع في العراق والتعامل معه بايجابية مهما اشتدت أزمته على غرار ما أثبتت الشواهد بالتجربة الصومالية المضطربة وتمكن الدول المجاورة للصومال من احتواء آثارها بل والتقدم بحلول لمعالجة الأزمة.

وأما رغبة ايران في ابرام اتفاقية للتجارة الحرة مع دول مجلس التعاون فأكد العطية حرص دول المجلس على التجاوب مع أي خطوة من شأنها تنمية علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة وهو ما ينطبق على الرغبة الايرانية التي لا تزال في مرحلة استكشافية في ضوء الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية الايراني منوشهر بهذا الشأن.

وأشار في هذا الصدد الى أن وزراء الخارجية الخليجيين احالوا في اجتماعهم الأخير بمدينة جدة الاقتراح الايراني الى لجنة التعاون التجاري والاقتصادي التي تضم وزراء الاقتصاد والتجارة في دول المجلس مؤكدا الترحيب بأي جهد يعزز المصالح المشتركة ويعالج القضايا الاقليمية عبر الحوار السلمي دون التعرض لعقوبات.