الأكراد بعد التوافق يطالبون رئيس الحكومة بإستحقاقات
عاصفة سياسية تنتظر المالكي لدى عودته إلى بغداد
أسامة مهدي من لندن :
تنتظر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لدى عودته إلى بغداد من لندن، السبت المقبل، بعد أن يستكمل فحوصاته الطبية التي يجريها حاليًا بأحد مستشفياتها، إستحقاقات مطلوب منه تنفيذها ردًا على مذكرة للتحالف الكردستاني تتضمن شكاوى ومطالب، بحيث أن موقف التحالف منه سيحدد مصير حكومته مع انسحاب ثلاث كتل رئيسة أخرى من حكومته لها 17 وزيرًا، ولا تزال تطالب بتنفيذ مطالب تقدمت بها أيضًا .
وابلغ مصدرعراقي مطلع quot;ايلافquot; اليوم، أن تطورات سياسية ستشهدها بغداد خلال الأيام القليلة المقبلة، ستظهر مدى قدرة المالكي واستعداده على الحفاظ على حكومته في مواجهة جميع الاستحقاقات التي تطالبه الكتل السياسية بالتعامل معها بإيجابية. وأضاف أن انضمام التحالف الكردستاني إلى الكتل غير الراضية عن المالكي سيقلب المعادلة السياسية في غير صالحه خاصة أن موقف التحالف الداعم له على امتداد الاشهر الستة الماضية التي شهدت انسحاب نصف وزراء حكومته الاثنين والثلاثين قد منع سقوط حكومته . واشار المصدر الى ان اسم نائب الرئيس والقيادي في المجلس الاعلى الاسلامي عادل عبد المهدي قد بدأ بالتداول مجددًا كخليفة للمالكي. واوضح أن وفدًا كرديًا سيتجه إلى بغداد قريبًا لإتمام المحادثات الخاصة بمسألة كركوك والنفط والبيشمركة، والتي كان قد اجراها في العاصمة منتصف الشهر الماضي رئيس حكومة اقليم كردستان نجيرفان بارزاني، والتي فشلت في تحقيق اي نتائج .
وكشف مصدر كردي رفيع المستوى أن التحالف الكردستاني وبالتشاور مع القيادة السياسية الكردية قد قدم مذكرة الى المالكي، قال انها quot; تحوي شكاوى كثيرة ضد المالكي حول عدم إيجاده للحلول المناسبة لمشاكل العراق بشكل عام وعدم تحسينه للعلاقات بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم بشكل خاصquot;. واضاف quot;أن المذكرة تحدثت عن عدم قدرة المالكي على حل مسألة كركوك، وتعليقها حتى الآن، إضافة إلى عدم إيجاد حلول للمشاكل الخاصة بمسألة النفط والبيشمركةquot;... منوهًا إلى أن المذكرة تتحدث عن مشاكل أخرى سيتم الإفصاح عن تفاصيلها في الوقت المناسب على حد قوله . واضاف المسؤول في تصريح لصحيفة quot;اسوquot; الكردية الصادرة في مدينة السليمانية الشمالية والمقربة من الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني اليوم ان التحالف ينتظر رد المالكي على مذكرته .
كما تضمنت المذكرة امتعاضًا من تصريحات المستشار السياسي للمالكي النائب سامي العسكري التي قال فيها مؤخرًا ان الاكراد لا يعرفون انهم عراقيين، إلا عندما يتعرضون لمخاطر وان حكمة اقليم كردستان تلجأ الى الحكومة المركزية فقط في الازمات والذي اعتبرته منافيًا لأصول التعامل ما بين حكومة الاقليم والحكومة المركزية. كما انتقدت المذكرةتعثر مبادرة المصالحة الوطنية التي اطلقها المالكي في حزيران ( يونيو) الماضي وعدم اتخاذ الاجراءات المطلوبة التي تكفل وعودة الوزراء المنسحبين من الحكومة .
وحول هذا الموضوع، أكد جمال عبد الله المتحدث الرسمي بإسم حكومة إقليم كردستان أن لدى حكومة إقليم كردستان تحفظات كثيرة على المالكي حول مسألة كركوك والنفط والبيشمركة .
يذكر ان المالكي يجري منذ السبت الماضي فحوصات طبية في لندن حول القلب والسكري والضغط، إثر تعرضه لمتاعب صحية وتعب شديد من المنتظر ان يغادرها عائدًا الى بغداد خلال اليومين المقبلين .
وكان مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان قد أعلن في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس العراقي جلال الطالباني ونائبه طارق الهاشميالامين العام للحزب الاسلامي السني، إثر توقيع مذكرة تفاهم بين احزابهم الثلاثة أن زيارة الوفد الكردي برئاسة نجيرفان إلى بغداد لم تسفر عن أي نتائج..
وقد بحث زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم السيد عبد العزيز الحكيم الليلة الماضية مع وزراء الائتلاف في الحكومة quot;اهم مستجدات العملية السياسية والتطورات الامنية في البلاد حيث جرى التأكيد على ضرورة انهاء حالة الجمود السياسي وتفعيل مجلس النواب من اجل الاسراع بإقرار القوانين المهمة، اضافة الى بحث قضية عودة الوزراء المنسحبين الى الحكومةquot; كما اشار بيان عن الاجتماع .
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تصر فيه جبهة التوافق السنية على ضرورة استجابة المالكي لمطالبها الاثني عشر التي قدمتها الى المالكي مؤخرًا كشرط لعودة وزرائها الخمسة المنسحبين من الحكومة .
وفي هذا الاطار جدد النائب عن الجبهة التوافق العراقية حار العبيدي التأكيد على أن تنفيذ الحكومة للمطالب التي قدمها التوافق لحل الميليشيات وإيقاف المداهمات والإعتقالات والإفراج عن المعتقلين المحتجزين بغير محاكمة وإعطاء دور أكبر للجبهة في الملف الأمني،يعد quot;شرطًا أساسيًاquot; قبل تلك العودة.
واشار إلى أن الشعب العراقي يعاني كثيرًا من صراعات الكتل السياسية، وبات يدفع ثمن تلك الصراعات. ونفى وجود خلافات بين الحزب الإسلامي الذي يترأسه نائب طارق الهاشمي وباقي مكونات الجبهة بعد توقيع الحزب لمذكرة التفاهم الثلاثي مع الحزبين الكرديين الرئيسين. واعتبر النائب أن هذا الاتفاق quot;نقطة تحوّل مهمة جدًا في طريق تصحيح مسار العملية السياسيةquot; في العراق.