كولومبو: دخلت قوات الشرطة والجيش السريلانكية الخميس في حالة تأهب بعدما أعلنت الحكومة سريلانكا رسميا الأربعاء إنسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع من متمردي نمور التأميل. ويرى الخبراء ان الحرب الاهلية التي استمرت 25 عاما قد تدخل في اكثر مراحلها دموية بعد الغاء هذه الهدنة. وجاء اعلان الانسحاب من الاتفاق بعدما لقي جنديان تابعان للجيش الحكومي حتفهما في انفجار لغم ارضي شمالي البلاد. واشترطت حكومة كولومبو نزع سلاح المتمردين قبل الدخول في اية مفاوضات سلام جديدة، قائلة ان اتساع نطاق العنف جعل من الهدنة التي توسطت فيها النرويج أمرا غير فاعل.

وكانت هذه الهدنة قد دخلت حيز التنفيذ في فبراير/شباط من عام 2002 تمهيدا لإجراء محادثات شاملة بين الحكومة ونمور التاميل. لكن القوات الحكومية انخرطت في اشتباكات متكررة مع المتمردين منذ منتصف العام الماضي، مما جعل وقف إطلاق النار قائما على المستوى النظري فقط. وكانت متحدثة باسم الحكومة قد قالت الاربعاء إن الاتفاق قد انتهك حوالي عشرة آلاف مرة من جانب المتمردين ولذلك يتوجب على الحكومة إلغائه.

وأضافت المتحدثة quot;إن الأمن الوطني بات يواجه تهديدا في كل مكانquot;. لكنها اضافت إن الانسحاب من اتفاق وقف إطلاق النار لا يعني أن الحكومة ستعلن الحرب على متمردي نمور التاميل، وإن الانسحاب سيتم طبقا لما تنص عليه بنود الاتفاقية. وتنص الاتفاقية على أن من حق الحكومة السريلانكية أو المتمردين الانسحاب منها شريطة إخطار الحكومة النرويجية كتابيا قبل أسبوعين من الانسحاب.

quot;تحتضرquot;

وكان وزير دفاع سريلانكا جوتابهايا راجاباسكا قد قال في كلمة علنية الأسبوع الماضي إن الهدنة بين الجانبين quot;تحتضرquot; وأن اتفاق النار قد أصبح مزحة. وكان انفجار قد استهدف حافلة عسكرية في العاصمة كولمبو يوم الأربعاء واوقع اربعة قتلى من بينهم عسكريان، اضافة الى 24 مصابا على الاقل، حسب مصادر عسكرية.

وكانت الحافلة المستهدفة تنقل 11 جنديا جريحا في منطقة quot;جزيرة العبيدquot; التي تؤوي العديد من المنشآت العسكرية. واتهمت السلطات السريلانكية متمردي نمور التاميل بتنفيذ الهجوم، لكن النمور رفضوا الاتهام. وقد قتل أكثر من خمسة آلاف شخص في الصراع بين الجانبين منذ بداية عام 2006 وارتفع بذلك عدد ضحايا الصراع منذ اندلاعه في عام 1983 إلى سبعين ألف شخص.