واشطن، بيروت: اتهم الرئيس الاميركي جورج بوش سوريا الجمعة بأنها مسؤولة عن الازمة السياسية التي تمنع لبنان من اختيار رئيس جديد، مؤكدا ان دمشق quot;تعرقل ارادة الشعب اللبنانيquot;.
وفي مقابلة مع وسائل اعلام دولية، قال بوش انه سيذكر خلال رحلته الى الشرق الاوسط الاسبوع المقبل القادة الاخرين quot;بمدى اهمية نجاح لبنان وبمدى الاهمية التي نعلقها جميعا على العمل لتحرير هذه الحكومة من التدخل الخارجيquot;.
واضاف quot;يؤسفني ان الرئيس لم ينتخب بعد واعتقد فعلا ان النفوذ السوري يمنع هذا الانتخابquot;.
وقال quot;من الضروري ان نوجه رسالة واضحة الى السوريين: تستمرون معزولين، وتستمر النظرة اليكم على انكم دولة تعرقل ارادة الشعب اللبنانيquot;.
واوضح الرئيس بوش ان quot;جهودنا الدبلوماسية ترمي الى اقناع الاخرين بأن عليهم الاستمرار في ممارسة الضغط على سوريا حتى يمكن ان تحرز العملية السياسية في لبنان تقدماquot;.
ويغادر الرئيس الاميركي الولايات المتحدة الثلاثاء متوجها الى اسرائيل والضفة الغربية والكويت والبحرين والامارات العربية المتحدة والسعودية ومصر. ولا ينوي زيارة لبنان.
ويواجه لبنان فراغا رئاسيا منذ 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وكان قوى 14 آذار (مارس) قد رحبت بعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية لبحث الأزمة اللبنانية وتداعياتها، ونوهت بـ quot;الاحتضان العربي الدائم للبنان واستقلاله واستقرارهquot; وبـ quot;المبادرات الأخوية خلال العامين الماضيينquot;. وأكدت القوى في بيان بعد اجتماع لجنة المتابعة التابعة لها في قريطم أمس، ان لبنان يتعرض منذ الانسحاب السوري الرسمي نهاية نيسان (ابريل) 2005 إثر جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الى هجمة مستمرة من جانب النظام السوري، جرائم وتهريب أسلحة ومسلّحين عبر الحدود وتمويلاً للإرهاب وتعطيلاً للحياة الدستورية اللبنانية ومؤسساتها وشللاً لمصالح اللبنانيين وحقوقهم.
وهو ما بلغ ذروته في الحملة المستمرة على الحكومة اللبنانية الشرعية والدستورية المنبثقة من الإرادة الحرة للبنانيين ومحاولة إسقاطها بأشكال عنفية غير ديموقراطية وغير مسؤولة كادت تودي بالسلم الأهلي في البلاد، إضافة الى استمرار إقفال المجلس النيابي في خرق غير مسبوق للدستور والنظام الديموقراطي ويأتي في صدارة الاستهدافات السورية محاولة تعطيل المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وغيرها من الجرائم على مدى السنوات الثلاث الماضيةquot;.
كما اعتبرت quot;ان هجمة النظام السوري بلغت ذروتها بتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، ما أدى الى خلوّ سدة الرئاسة وإفشال كل المحاولات لإنجازه وآخرها المبادرة الفرنسيةquot;، مناشدة quot;مجلس الجامعة العربية، الضغط لرفع يد النظام السوري عن لبنان، ومساعدته على انتخاب رئيس جمهورية توافقي في أسرع وقت، خصوصاً بعدما توصل اللبنانيون على اسم مقبول ومتوافق عليه من الجميع، هو قائد الجيش العماد ميشال سليمان، الذي تتمسك قوى 14 آذار بترشيحه وتعتبر وصوله الى سدة الرئاسة مدخلاً طبيعياً للدخول في حوار وطني حول كل المسائلquot;.
وشددت القوى على ان quot;الخلاف في لبنان تجاوز كونه خلافاً سياسياً طبيعياً، لأن ما يواجهه البلد هو مشروع انقلاب على السلطة والنظام السياسي واتفاق الطائف بالقوة المدعومة من النظامين السوري والإيرانيquot;.
ودعت الى quot;حماية لبنان المستقل من تخريب النظام السوري، وإرهابه المسلّط على الاستقرار اللبنانيquot;، الى مساعدة لبنان على إنجاز استحقاقاته الدستورية وفي مقدمها انتخاب رئيس الجمهورية.
وفـــي هذا السياق اعتبرت قوى 14 آذار أن quot;لبنان قضية ومسؤولية عربية، وهي تأمل من الاجتماع العربي الحسم مع النظام السوري ووضع حد لتدخله في لبنان ووقف سياسة المحاباة حياله وصولاً الى إجراءات رادعة في حقهquot;.