القدس تحولت إلى ثكنة عسكرية... 11 ألف رجل أمن وغرف عمليات
بوش: تحالفنا يضمن أمن إسرائيل كدولة يهودية
بوش يبدأ اليوم زيارة تاريخية لإسرائيل وسط إجراءات أمنية إستثنائية تفاصيل تأمين حياة بوش في جولته الشرق أوسطية الحركات الفلسطينية تعقد مؤتمرا وطنيا في دمشق
اسامة العيسة من القدس -وكالات: وصل الرئيس الأميركي جورج بوش الأربعاء إلى إسرائيل في زيارة تاريخية تستمر ثلاثة أيام، ستقوده أيضًا إلى الأراضي الفلسطينية.وهبطت الطائرة الرئاسية quot;اير فورس وانquot; عند الساعة11:55 بالتوقيت المحلي (9:55 ت.غ) في مطار بن غوريون قرب تل ابيب.واتى لاستقبال بوش في المطار الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء ايهود اولمرت، وغالبية كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الاسرائيليين، إضافة إلى زعماء دينيين. وقال بوش لجمع من الزعماء الإسرائيليين لدى وصوله، إنه يرى quot;فرصة جديدة للسلامquot; بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف في حفل استقبال أقامه الرئيس الاسرائيلي ورئيس الوزراء quot; نسعى لسلام دائم ونرى فرصة جديدة للسلام هنا في الارض المقدسة وللحرية في أنحاء المنطقةquot;. وتابع قائلاً quot;سنتحدث عن رغبتنا العميقة لإحلال الأمن والحرية ولإقرار السلام في أنحاء الشرق الاوسطquot;.
وأعلن ان التحالف بين الولايات المتحدة واسرائيل يساهم في ضمان امن اسرائيل كدولة يهودية.وقال بوش في كلمة مقتضبة quot;ان التحالف بين امتينا يساهم في ضمان امن (اسرائيل) كدولة يهودية.
بوش يجتمع مع اولمرت في القدس
واجتمع بوش الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في مدينة القدس.
وقال بوش في مؤتمر صحافي مع اولمرت ان على اسرائيل ان تزيل المواقع الاستيطانية العشوائية المقامة على الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال بوش quot;يجب ازالة المواقع الاستيطانية العشوائية (...) نحن نناقش هذه المسالة منذ اربع سنواتquot;.
وتقدر جماعات السلام وجود اكثر من مئة موقع استطياني عشوائي في الضفة الغربية المحتلة -- وهي المواقع التي لم توافق الحكومة الاسرائيلية على اقامتها.
ويعتبر المجتمع الدولي كافة المستوطنات الاسرائيلية المقامة على الاراضي الفلسطينية المحتلة غير قانونية. كما حذر بوش ايران من انها تعرض نفسها quot;لعواقب خطيرةquot; اذا ما تكرر الحادث الذي وقع الاحد في مضيق هرمز مؤكدا ان quot;الخيارات كلها مطروحةquot; للرد على اي هجوم محتمل.
وقال بوش ردا على سؤال حول الحادث الذي وقع الاحد في مضيق هرمز quot;جميع الخيارات مطروحة لحماية ممتلكاتناquot;.
واضاف quot;لقد اوضحنا ذلك علانية وهم يعرفون موقفنا وهو بكل بساطة ووضوح انهم سيعرضون انفسهم لعواقب خطيرة اذا هاجموا سفنناquot;.
من جهتهتعهد اولمرت انه سيفي بالتزاماته في ما يتصل بالمستوطنات العشوائية في الضفة الغربية.
وقال quot;سنفي بالتزاماتنا في ما يتصل بالمستوطنات العشوائيةquot;.
واضاف quot;نريد ان يفي الفلسطينيون ايضا بالتزامهم وضع حد للارهاب، وليس فقط في (قطاع) غزةquot;.
بيريز
من جهته، اعلن الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريزلدى استقباله الرئيس الاميركي جورج بوش، أن هذه السنة ستكون حاسمة للسلام في الشرق الاوسط.وقال بيريزquot;ستدق ساعة الحقيقة خلال الاشهر الـ 12 المقبلة الايام المقبلة حاسمة. واذا لم نستغل الوقت لتحقيق السلام، فإن التسلح المدمر والحرب والارهاب ستحتل مقدم الساحةquot;.
أضاف ان على ايران الا تخطئ في تقدير عزم اسرائيل على الدفاع عن نفسها.وقال بيريز متوجهًا الى بوش بعد نزوله من الطائرة واستعراضه وحدات الجيش quot;نتبع نصيحتكم بعدم التقليل من شأن التهديد الايرانيquot;.واضاف quot;يجب الا تخطىء ايران في تقدير تصميمنا على الدفاع عن انفسناquot;.
اولمرت: بوش quot;اقوى حليف لنا ضد الارهابquot;من جانبه، اعلن اولمرت ان الرئيس الاميركي هو quot;اقوى حليف لنا ضد الارهابquot;.وقال اولمرت متحدثا الى بوش quot;انتم اقوى حليف لنا، الحليف الذي نثق به الاكثر، في المعركة ضد الارهاب والتطرف، وسند كبير لنا في سعينا الى السلام والاستقرارquot;. وبوش هو رابع رئيس اميركي يزور اسرائيل بعد ريتشارد نيكسون عام 1974 وجيمي كارتر عام 1979 وبيل كلينتون عام 1998.
القدس تحولت الى ثكنة عسكرية... 11 ألف رجل امن وغرف عمليات
تحولت مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية، مع بدء الرئيس الأميركي جورج بوش زيارة لإسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية، تستمر ثلاثة أيام.
وأغلقت الشرطة الإسرائيلية أجزاء واسعة من المدينة، فيما اتخذت إجراءات أمنية مشددة، ضمن خطة يشارك فيها نحو 11 ألف رجل أمن إسرائيلي انتشروا في القدس لحماية الرجل الأول في أهم دولة في العام الان.
وابتداء من يوم أمس الثلاثاء رفعت شرطة القدس حالة التأهب في صفوفها إلى درجة جـ وهي درجة واحدة دون القصوى (قبل اعلان حالة الحرب)، ووضعت حراسة على مدار الساعة بالقرب من ديوان رئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلي وفندق الملك داود الذي ينزل فيه الضيف الأميركي.
وقالت مصادر امنية إسرائيلية، بأن الشرطة ستنشط لمنع أي جهة خصوصًا لإرباك زيارة الضيف المهم، خصوصًا مع توفر معلومات استخبارية حول نية عناصر من اليمين الوصول إلى الحرم القدسي الشريف للصلاة، احتجاجًا على زيارة بوش، ونية زملاء لهم محاولة إغلاق محاور سيمر بها الرئيس الأميركي، لتشويش زيارته.
وقال قائد شرطة القدس الجنرال ايلان فرانكو، إنه تم إنشاء غرفة عمليات ستعمل طوال زيارة بوش، للتصدي لاي محاولة من قوى اليمين تشويش الزيارة، وأيضا لمنع أي عمل وصفه بالتخريبي قد يستهدف الرئيس الأميركي. وستنتشر الشرطة الإسرائيلية بكثافة في محيط فندق الملك داود، مستعينة بمروحيات، وقال فرانكو إن الشرطة ستتصدى لأي محاولة لإعاقة الزيارة، حتى لو اضطرت لاستخدام الذخيرة الحية، واشار إلى نشر قوات إضافية في محيط الحرم القدسي الشريف، وأزقة البلدة القديمة، تحسبًا لقيام جهات وصفها بالمتطرفة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بأعمال شغب واخلال بالنظام العام أو أعمال استفزازية.
وانتشرت آليات وروافع مهمتها سحب أي سيارة ستتوقف في الشوارع التي سيمر بها موكب بوش، وسيستمر هذا طوال مدة الزيارة. ومنذ صباح الأربعاء، بدأت عمليات إغلاق شوارع ومناطق واسعة، خصوصًا في منطقة فندق الملك داود والشوارع المؤدية إليه، وشوارع أخرى بالقرب من مكان هبوط الطائرة التي ستقل بوش، من مطار بن غوريون الدولي إلى القدس.واستعدت بلدية القدس لزيارة بوش على طريقتها، فنفذت حملة نظافة واسعة النطاق، واصلاح الهياكل الأساسية المدمرة. وأعلنت أن إدارة العاملين في المرافق الصحية ستعمل على مدار الساعة للمحافظة على المدينة نظيفة، وكذلك ستعمل طواقم الصيانة، والبنى التحتية في الشوارع.
وضعت البلدية الأعلام الإسرائيلية والأميركية في الشوارع، وأعلنت عن نيتها تقصير الأيام الدراسية في العديد من المدارس ورياض الأطفال خلال الزيارة. وأقامت مقرًا للإعلام، في الطابق السادس من مبنى البلدية، سيوفر للصحافيين المعلومات المتعلقة بزيارة الرئيس الأميركي، وكذلك يمكن للصحافيين متابعة الزيارة من خلال شاشات تلفزيونية، في المقر. وطالبت البلدية المواطنين، بالبحث عن مواقف بديلة، للمواقف الموجودة، لأنه لن يسمح لهم بإيقاف سياراتهم في المنطقة التي سينزل فيها بوش، أو على جانبي الشوارع التي سيمر بها موكبه.
وقال غيل شيفر، مستشار رئيس بلدية القدس، بأنه سيحظر على سكان المدينة، الدخول إلى منطقة فندق الملك داود والشوارع المؤدية إليه، وسيستثنى من ذلك سكان المنطقة من الذين يحلمون بطاقات هوية تُذكر فيها عناوين سكنهم. وهذه ليست الزيارة الأولى لبوش إلى القدس، فقد سبقتها زيارة له عندما كان حاكمة لولاية تكساس وقال شيفر إن الرئيس الأميركي جورج بوش قد استمتع بشروق فوق أسوار المدينة القديمة خلال زيارته السابقة لإسرائيل، وان البلدية تعتقد بأنه قد يبدي رغبة بإعادة الكرة، لذلك وضعت الأضواء والزينة على أسوار المدينة القديمة، وسيتم إغلاق المسارات السياحية فوق الأسوار يوم الخميس، لتنفيذ رغبة بوش إذا قرر الصعود إلى هذه الأسوار، والاطلال على البلدة القديمة، التي تشكل بأماكنها المقدسة، جذوة الصراع المشتعل بين الشرق والغرب منذ اكثر من 1500 عامًا.
وقررت إسرائيل فرض ما تسميه طوقًا أمنيًا على الضفة الغربية، وهو يعني زيادة الإجراءات المتخذة أصلاً لحصار مدن الضفة الغربية. وإذا كانت إسرائيل الرسمية تستقبل بوش بالورود، فإن قوى اليمين المتطرف لها رأيًا مختلفًا، ونظم أنصار اليمين الإسرائيلي تظاهرتين في القدس، يوم أمس عشية الزيارة، متهمين بوش بأنه يريد الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي اهود اولمرت لوقف الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية.واعرب نشطاء اليمين عن عدم ترحيبهم ببوش، ونشروا ملصقات تصوره مع اولمرت، وبيرس، وهم يعتمرون الكوفيات الفلسطينية.
وتمكنوا من إقامة نقطتين استيطانيتين في الضفة الغربية، ضمن سلسلة من النشاطات الاحتجاجية طوال مدة زيارة بوش. واقاموا المستوطنتين، في محيط مدينة افرات الاستيطانية قرب بيت لحم، ومستوطنة بسيجوت قرب رام الله، واعلنوا نيتهم توسيع عشر مستوطنات جديدة، وتظاهروا في مستوطنة هار حوما المقامة على جبل أبو غنيم احتجاجًا عل مطالبة بوش وقف الاستيطان فيها.وفي الجانب الفلسطيني، حيث سيزور بوش غدا الخميس مدينة بيت لحم، صباحا، ورام الله مساء، تولت قوات الأمن الأميركية بالتعاون مع نظيرتها الإسرائيلية ترتيبات الزيارة، وعملت منذ يوم الخميس الماضي على الأقل، لوضع الخطط الأمنية في المدينتين لضمان أمن بوش، وتركت لوزارة الداخلية الفلسطينية إبلاغ المواطنين، بالطرق التي سيمر بها موكب بوش والتي ستكون محظورة على الفلسطينيين.
واكثر من هذا نصحت وزارة الداخلية الفلسطينية، المواطنين، عدم الصعود إلى أسطح منازلهم، التي تقع في مسار زيارة الضيف الأميركي، خشية على حياتهم، من القناصة.وتضم حاشية بوش، نحو ألف من الرجال والنساء، من بينهم نحو 500 رجل أمن، ومن مكتب الأمن القومي الأميركي، و300 موظف وطباخ وسائق. وسيتم استخدام 20 سيارة ليموزين مصفحة خلال الزيارة، ومروحيات للتنقل، ما بين مطار بن غوريون إلى القدس، ومنها إلى بيت لحم ورام الله.
دبلوماسيون أميركيون ينتقدون سياسة بوش ازاء العراق
إلى ذلك، أظهر مسح أجرته رابطة الدبلوماسيين الأميركيين ان نحو نصف الدبلوماسيين الأميركيين الذين لا يريدون الخدمة في العراق، قالوا ان السبب الرئيس لذلك هو انهم لا يؤيدون سياسات ادارة الرئيس جورج بوش هناك.
كما أظهر المسح الذي أجرته الرابطة التي تمثل جميع الدبلوماسيين المحترفين وليس السياسيين المعينين ونشر يوم الثلاثاء ان معظم الدبلوماسيين الأميركيين يشعرون بالاستياء مما يرون انه نقص في الموارد. ويعتقد أربعة دبلوماسيين من بين كل عشرة ان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لا تدعمهم على نحو كاف.
شمل المسح اراء 4311 عضوًا من العاملين في السلك الدبلوماسي من العدد الاجمالي الذي يبلغ 11500 . ولم يتضح الى أي مدى هذا المسح يمثل الدبلوماسيين الأميركيين لكنه أظهر ان ما يقوله كثير من الدبلوماسيين هو مشاعر استياء متنامية في صفوف الدبلوماسيين.
وتسببت حرب العراق في توتر في صفوف الدبلوماسيين الأميركيين وأصبحت لا تتمتع بشعبية بين المواطنين الأميركيين بصفة عامة. وأظهر المسح ان 48 في المئة من الدبلوماسيين الذين شملهم المسح وقالوا انهم لن يتطوعوا للعمل في العراق أشاروا الى معارضتهم للسياسة الأميركية بشأن العراق.
ومن الاسباب الاخرى القلق الامني وقضاء وقت بعيدا عن الأسرة quot;والعقبات التي تعترض القيام بالمهام المطلوبةquot;.
ولم يسأل المسح الدبلوماسيين ما اذا كانوا راغبين أو غير راغبين في الخدمة في العراق. وانما سأل غير الراغبين في الذهاب الى العراق عن السبب في ذلك كما سأل الذين لديهم الاستعداد للذهاب الى هناك عن السبب.
وكان أكبر دافع لدى الراغبين في الذهاب الى العراق هو زيادة الأجر والفوائد الاخرى ودافع الشعور الوطني وتحسين الوضع المهني.
ووجد المسح الذي أجري في نهاية العام الماضي ان 68 في المئة من الذين شملهم يعارضون قرار رايس في العام الماضي ببحث اجبار العاملين على الذهاب الى العراق حيث تعاني السفارة من نقص عدد العاملين.
وعندما سئل بشأن الذين لا يرغبون في الذهاب الى العراق لانهم يختلفون مع السياسة قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك ان الذين وقعوا للعمل مع الخارجية يتوقع ان يؤيدوا سياسات الحكومة الأميركية.
وقال مكورماك وهو يشير الى ان العاملين الذين يشعرون بالاستياء يمكنهم ان يستقيلوا اذا كانوا غير راضين عن السياسة quot; اذا كان لدى هؤلاء الناس مشكلة فانهم يعرفون ما الذي يمكنهم عملهquot;.
التعليقات